أمس اعلن وزير الدفاع الروسي ايجور سيرجييف ان القوات الروسية ستبدأ اليوم الجمعة على الأرجح هجومها البري الاخير على معاقل مجاهدي الشيشان الجبلية التي لجأوا إليها اثر خروجهم من العاصمة غروزني,, وقال ان الهجوم البري يجيء في اعقاب (200) غارة جوية شنها سلاح الطيران الذي ألقى الغاماً كثيفة في الممرات الجبلية لتعويق اي حركة انسحاب او اعادة توزيع لقوات المجاهدين الذين تقدر المصادر المتابعة عددهم بأكثر من 13 ألف مجاهد!.
ولو كان هناك ضمير حي لأي جهة في العالم الخارجي تحرص على حقوق الانسان، او تدعو الى تحريم اسلحة الدمار الشامل، او تعمل على منع انتاج وزرع الالغام الارضية المضادة للافراد، لبادرت هذه الجهة الى شجب التصرف الروسي خاصة زرع الالغام الارضية الذي يتعارض مع معاهدة مونتريال الدولية التي تحرم امتلاك او انتاج او استخدام هذا النوع من الالغام المضاد للافراد.
وحتى مجلس الأمن الذي لا يعارض مع الأسف تدخل القوى الكبرى في شؤون الدول ذات السيادة لأقل من هذه الجرائم ضد الانسانية، لم يفتح الله عليه بكلمة نقد او رجاء لروسيا للامتناع عن مواصلة هذا العدوان الشرس، بل الحاقد على الشعب الشيشاني المسلم.
ربما لأنه شعب مسلم!.
على ان نشر الألغام الارضية على طول الممرات الجبلية لتعويق حركة المجاهدين وحصرهم في اماكن محددة يسهل قصفها بالقنابل والمدفعية ليس نشر الألغام أسوأ ما فعله ويفعله الجنود الروس الآن في العاصمة غروزني بعد ان بسطوا سيطرتهم عليها منذ اسبوع مضى!.
وامس تناقلت وكالات الانباء ان الجنود الروس ما زالوا يعيثون فساداً في غروزني، ينهبون الممتلكات ويهتكون الاعراض ويقتلون كل من يحاول الاعتراض على ما يقومون به من جرائم ضد الانسانية!.
وحتى المدنيون الجوعى الذين أنهك الجوع والمرض قواهم، وخرجوا من مخابئهم في غروزني بحثاً عن أي شيء يمكن ان يؤكل لسد الرمق,, حتى هؤلاء لم يسلموا مع ضعفهم وعجزهم عن الدفاع عن حياتهم لم يسلموا من شرور الجنود الروس الذين يبدو أنهم مدفوعون بأحقاد تاريخية قديمة قدم الحروب بينهم وبين الشعب الشيشاني من اجل الحرية والكرامة والسيادة,, وهي احقاد فتقتها في نفوسهم هزيمة حرب عامي 94/ 96م التي ذاقوها بذلٍّ وهوان من ابطال الشيشان.
وهم الجنود الروس ينتقمون الآن ممن هزموهم وأذلّوهم دون حتى مراعاة لمبادىء الشرف العسكري، بله الخلق الانساني!.
على ان الايام دول، والحرب كر وفر.
ولن تضيع نقطة دم واحدة من مجاهد او مدني شيشاني نزفت دفاعاً عن شرف المواطنة، وفي طلب الحرية والكرامة والاستقلال الوطني للشيشان أرضاً وشعباً.
الجزيرة