نفسي الفداء لنضو الرّوع أرهقه
بُعدُ المفازة في وهّاجَة الأمجِ
من لفحة الشمس في عينيه خارطة
تطوي المسافات في إشراقة البلجِ
عيناه ترسم في غَورَيهما لُغةً
مِدادُها من سوافي الرّيح والرَّهَجِ
له العزائم قد أرخت أعنّتها
تمتاح من يده ترنيمة الفَرَجِ
رايتُه بدويّاً,, لا يُنَهنهُهُ
عن هِزّة الجود عِطف غير مُنتَهجِ
سرُّ البداوة نبض ملءُ خافقيه
والبيدُ تَحفِزُه للذّاريات,,لج
سالتُهُ والمدى في أفقِهِ مِزَعٌ
من أنت؟ قل لي أيا مستوحش الدَّلجِ
غابت على شَفَةِ الأحزان أُغنِيةٌ
أشقى من الوَلَهِ المكبوت في المُهَجِ
حُداؤها لَفحُ شوقٍ قَد تَملّكَهُ
كرعشةِ الحُبِّ في أضلاع مُختَلِجِ
وراح يُنشدُ لحنا فيه مَلحَمةٌ
تجرُّ للشوق ألواناً من الأرَجِ
أنا,, حكايةُ تاريخٍ يُرَدِّدُها
بَوحُ الربيع إلى نوّارة النعَجِ
فخافقي ياصفيّ الروح أشرِعَةٌ
تنأى بها ريحُ مَوّارٍ على الثَّبَجِ
ومرفئي من زوايا الأمس أسئلةٌ
لها ارتعاشةُ همٍّ شَفَّ مُعتَلِجِ
رحلي هناك وإبلي منتهى طربي
أُذيب في إثرها ما ثار من لَعَجِ
أمتاح من كفِّ دنياي التي هَرِمَت
ما يَلقُطُ الأعمَشُ المذعور في الدُّمُجِ
يلومني العِلج في نُوقي ومِزوَدتي
ولَوثِ همّي وراءَ الزَّاد في شَمَجِ
ومادرى الأكلَحُ المُنبَتُّ أنّ بها
على المدى ساقياتِ العِرق والوَدَجِ
ففي الفيافي غَنَاء عن جَدا بَطرٍ
وفي الصحارى ارتحال عن رؤى سمجِ
ولَستُ في الرّزق أعنو للأُلي سكروا
بخمرةِ الجاهِ مالوا مَيلَةَ العِوَجِ
للهِ خالقِ هذا الكون مَسكَنَتِي
إليه أرفع ماينتابُ مِن حِوَجِ
,,, ثم انثنى وسرابُ القاعِ يَرفَعُهُ
وقال: دعني فما في الظّعن مِن حَرَجِ