قبل ايام طالعتنا الصحف بخبر تكليف الاستاذ صالح بن عبدالله الوايل التويجري مديرا عاما للتعليم في منطقة القصيم, وبالرغم من انه ليس من طبعي ، كما انه ليس من المحمود الاستعجال في الثناء على الرجال المكلفين في مهمة ما قبل دخولهم في المحك واخضاعهم للتجربة الميدانية، الا ان تعيين الاستاذ صالح التويجري دعاني لكسر هذه القاعدة المعتادة نظرا لما اعرفه عن الاستاذ التويجري من قدرات ومواهب وتطلعات وما يعقد عليه من آمال تجعل من اليسر عليك ان تراهن على نجاحه في مهمته الجديدة.
فقد عرفت الاستاذ صالح منذ حوالي عشرين عاما حين التقيت به خارج المملكة العربية السعودية وهو على رأس العمل ضمن بعثة وزارة المعارف السعودية في اليمن الشقيق، وخلال ذلك اللقاء احسست ان الاستاذ التويجري يمثل من خلال اقامته وعمله الصورة النموذجية المطلوبة من الموفد السعودي في الخارج, حيث كان من المميزين في اداء عمله على افضل وجه، كما كان من المميزين في نقل الصورة الصادقة عن المملكة العربية السعودية للإخوة في اليمن عل مختلف المستويات، وفوق كل هذا وذلك فقد بدا لي ان التويجري آنذاك كان من المميزين في حسن العلاقة والتعامل مع جميع من كان عمله يتطلب ذلك من الطلاب والمسئولين في اليمن اضافة الى حسن علاقاته بزملائه من الاخوة السعوديين الموفدين للعمل في اليمن الشقيق.
وبعد عودته من اليمن واصل الاستاذ التويجري تألقه في مجال عمله كما تألق في مجال العلاقات الانسانية التي لا تقل اهمية عن سابقتها, وكان عمل الاستاذ التويجري في ادارة المعهد الزراعي في بريدة وفي جمعية البر ببريدة من ابرز المحطات التي تشهد للتويجري بالوطنية الصادقة وحسن الادارة والتنظيم والتفاني في العمل، حيث اصبح المعهد الزراعي يمثل واجهة حضارية مشرقة للمؤسسات العلمية ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى المملكة العربية السعودية، كما شهدت الجمعية في عهده نقلة ملموسة وتطورا محمودا في اعمال الجمعية, ومن جانب آخر فقد كان للاستاذ التويجري نجاحات مشهودة في اعماله ونشاطاته الاخرى التي لا يتسع المجال للحديث عنها وعلى رأسها لمساته الفنية في رعاية وتنظيم مزرعة والده في المليدا والتي تعتبر في نظري، انموذجا حيا لثمرات حسن العمل والجمع بين الخبرة والعلم في مجال العمل الزراعي المنظم.
وختاما اسمحوا لي عبر هذه المقالة ان اتوجه بهذه المناسبة بثلاث رسائل مختصرة:
الرسالة الاولى: الى صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز امير منطقة القصيم تحمل لسموه الكريم الشكر والتقدير على جهوده المتوالية والمشهودة في خدمة المنطقة وعلى حرصه على اختيار واصطناع الرجال في المواقع القيادية في المنطقة، وما اظن ان اختيار الاستاذ التويجري في هذا الموقع المهم الا واحدة من لمسات سموه المحمودة التي ستسجل له في خدمة العلم والتعليم, والشكر موصول في هذا الجانب الى معالي الاستاذ الدكتور محمد بن احمد الرشيد وزير المعارف الذي اعلم حرصه على حسن اختيار الكفاءات المناسبة لمثل هذه المواقع القيادية ولذلك جاء تعيين الاستاذ التويجري في هذا الموقع القيادي والتنفيذي المهم.
الرسالة الثانية: الى الاستاذ عبدالعزيز بن ابراهيم الراشد مدير عام التعليم السابق في منطقة القصيم لشكره على ما قام به من جهود طوال عمله في خدمة العلم والتعليم في المنطقة.
الرسالة الثالثة: الى ابي احمد الاستاذ صالح التويجري تذكره بعظم المسئولية وثقل الامانة التي حمل اياها، وادعوه بهذه المناسبة الى مضاعفة الجهد وتسخير الامكانات المتاحة وتفعيلها ليخطو بالتعليم في منطقة القصيم خطوات واسعة، فالتعليم، وفي رأيي المتواضع، وبالرغم من جميع الجهود السابقة، لايزال يحتاج الى بذل المزيد والمزيد من الجهود المضاعفة التي تعوض النقص وتغير الواقع وتخطو بالتعليم بمختلف مراحله وفئاته وتقوده الى نقلة مميزة في النوع وفي الكم ليتواكب مع تطلعات قادة هذه البلاد الذين لا يترددون في تقديم العون وفي تذليل الصعاب متى ما وجدوا الرجال العاملين الذين يسابقون الركب ويبادرون باستحداث الافكار وتبنيها بدلا من الوقوف الطويل في محطات الانتظار لقاطرات قد تمر وقد لا تمر.
والله من وراء القصد، وهو الهادي الى سواء السبيل.
* قسم التاريخ والحضارة/ جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية