القاص خالد الخضري بصراحة: بعض نقادنا نرجسيون وأصحاب مصالح |
** لا ليست المسألة لهذا الحد، ان تتحول القراءات النقدية كما قلت الى قراءات انتقامية.
** ولكن المسألة بكل بساطة هي ان نقادنا ما زالوا مبهورين بالآخر، وما يقدمه سواء أكانوا كتابا عربا ام غير عرب؟!
* وهذه مشكلة بالفعل يعيشها الادب المحلي لانه من المفترض ان يكون الناقد وصل الى درجة من الوعي ما يجعله يدرك ان ادبنا المحلي وما يقدمه كتابنا من ابداعات وصلت الى مستوى المنافسة لما يقدمه الآخر، اذا لم تكن تتفوق عليه في بعض الاحيان.
والحقيقة اني لا أعيب على بعض النقاد في بداية تسلقهم للساحة ان يقدموا دراسات لتلك الاسماء اللامعة من كتاب الوطن العربي حتى يكونوا لهم اسماء، ولكن بعد ذلك لماذا لا يلتفتون الى الداخل وما يقدمه مبدعونا؟!
* كنت قد قرأت للناقد الدكتور عبدالله الغذامى قراءة نقدية حول إحدى القصص التي نشرتها كاتبة مغمورة وربما قارئه وهو لا يعرف تلك الكاتبة وانما ما شده اليها هو قلمها المتميز في الابداع القصصي، فهذه الخطوة الرائعة لم تتكرر كثيرا من ناقدنا ولا من غيره,, لماذا؟ وهذا هو السؤال.
* النقد المحلي بحاجة لان يواكب الحركة الثقافية والادبية المحلية، النقد بحاجة لان يكون متتبعاً لكل ما يكتب، ويكون متميزاً اما ان نهتم باسماء ونغفل اسماء اخرى فهذا في ظني هو الخطأ.
* ولتعلم يا عزيزي ان نقادنا فئات,.
منهم من ينظر الى المسألة نظرة مصالح، فلا يلتفت لما تطرح ما لم تكن ذا مكانة اجتماعية او اعلامية مثلا يمكن ان تعود على ذلك الناقد بفوائد جمة وانت تعرف مثل هؤلاء.
ومنهم من يعيش نرجسية تامة او ربما تحجبه عن النظر لما يقدم هذا المبدع او ذلك الكاتب لانه اي الناقد اعلى من مستوى ان يلتفت لمثل هؤلاء ويظل متشبثا بتلك الاسماء اللامعة التي يعتقد انها هي الاولى بقلمه,ومنهم من شغلته الصحافة بحكم عمله بها من المواصلة بجدية في عالم النقد,فالساحة تائهة يا عزيزي وكما انه هناك تراجع ملحوظ في اعداد القراء والمهتمين بالقراءة، فان هذا سينعكس على الجوانب الثقافية والمعرفية بلاشكولقد قال لي احد النقاد من الاسماء اللامعة: انه بات يخجل الآن من المواصلة في تقديم زاويته الاسبوعية والتي تمتاز بالطابع الاكاديمي البحت في الطرح في المجال الادبي لانه يتساءل وبكل بساطة من سيقرأ هذا الكلام.
** آمل ان تكون الايام القادمة اكثر قدرة على اثبات ان كل هذه الرؤى التي يراها البعض تمثل الحقيقة حول قراء اليوم ما هي إلا أوهام وفقاعات ناتجة عن المرحلة التي نعيش في الاهتمام بوسائل اخرى ستزول وتنهار امام الوسيلة المعرفية والتثقيفية الاهم وهي الكتاب.
|
|
|