{ من هو الإنسان الحزين,, ترى أهو ذلك الذي لا يملك,, أي شيء,, أم,, هو ذلك الذي يملك كل شيء,, أم أنه آخر مختلف عن هذا,, وذاك؟!
غير أني أرى أن الإنسان الحزين ليس هو ذلك الذي لم يحصل على ما يريد, بل هو ذلك الذي تأمل بصدق ما يرغب فاكتشف فيه حقيقة أخرى غير تلك التي أراد غير تلك التي رغب غير تلك التي حلم,, غير تلك التي توقع,, حقيقة كانت صرحاً من خيال,, فهوى إذ انه يحدث أحياناً لكثير من مواقفنا في الحياة,, ومشاعرنا تجاه بعض الملامح,, وفلسفتنا تجاه بعض الأمور,, يحدث لذلك كله أن يلبس قناع الحقيقة,, وعلى أساس هذا القناع الواهن نمارس الحياة,, والعلاقات!!
لكن,, يبدأ السؤال,.
ماذا يحدث عندما نكتشف أن الحلم الجميل الذي عشناه لم يكن هو الحقيقة التي من المفترض أن تكون,, وأن ما كان لم يكن إلا فقاعة صابون,, حسبنا انعكاساتها صورة صادقة لما نريد لكنها سريعا ما تحولت إلى لا شيء,, تخيل قارئي,, تتحول الحقيقة التي توقعنا وعشنا,, وحلمنا إلى لاشيء,, لاشيء سوى خيبة الشعور,, وخيبة التوقع,, وخيبة أننا في كل ما نفعله كنا نطارد خيط دخان,, فهل هي كثيرة خيوط الدخان,, في حياتنا!!
إذن,, هذا هو الإنسان الحزين,, وأعني هنا الحزن الخاص ذلك الذي من الصعب أن يشعره أي شخص آخر,, هو ذلك الذي يستشفه فقط,, أولئك الصادقون مع أنفسهم,, أولئك الذين اكتشفوا ان رغباتهم ان ما يريدون,, تدفع بهم إلى هاوية فقدان الذات,, فقدان الإحساس بالذات,, ذلك لأن الاستمرار في هكذا حياة هو الخسران الأعظم للذات ,, أولئك فقط تلك النوعية فقط من البشر تستطيع أن تدرك سر حزنك الخاص وسر حزن الأشياء من حولك,.
ولكن ماذا عن أولئك الذين يرفضون الحقيقة,, ويتمسكون بما رغبوا ترى أي منقلب سينقلبون في حياتهم,, أظنهم المعذبين دوماً,, بما يحتاجون,.
{{ يقول: لنا سقراط,, ما أكثر الأشياء التي لا احتاج إليها ,.
قيد الحاجة/ الاحتياج ,, ما أسوأ هذا القيد,, انه أكثر القيود ذلا,, ومهانة للإنسان انه يمنعه من حرية الروح,, وبالتالي من حرية الحياة,, إذن الإنسان الحزين/ المحزون عليه هو أيضا من تأمل حقيقة ما يرغب فوجدها غير حقيقة ما يجب,, غير أنه لاحتياجه,, لا يستطيع أن يتخلص من حزنه,, أو يتفادى حزن الناس عليه,.
{{ هي الحقيقة لتكون كقرص الشمس,, لها أن تتخلص مما نحتاج ونرغب,, هذه هي حرية الروح,, أن نردد,, ما أكثر الأشياء التي لا نحتاج إليها, ولكن ما أشد ظلم الإنسان لنفسه,.
{{ إلى الحكيم الذي,, قال,, فأوجز, فأبدع,, رداً على كلماته التي وهبتني جناحي فرح,.
انك تقول,, والحياة دولاب يدور حيث محطة لانعلمها وإن كنا نأملها ونتوق إلى بلوغها,, على أن الحياة نفسها شحيحة أحياناً علينا في حين أنها تغدق على الغافلين كرماً وجزالة!
أقول لك,, ما هو أصعب من عطائها الشحيح,, إنها وعن قرب أحياناً تلوح لنا بما نريد,, تماماً كمن يلوح لطفل صغير جميل بقطعة حلوى,, تجذبه,, ومن ثم يحتضنه,, هي تلوح لنا,, بما نحتاج وعندما نقترب منها,, نراها توزع عطاياها على العابرين من جانبها بالصدفة,, على المهرولين فيها الراكضين بغفلة,, دون وجهة,, أو هدف,, هي,, تقول لنا ايها الحكيم,, القادمات أجمل,, تصدق أحيانا,, فنفرح,, وتصدق أيضا أحيانا أخرى,, ولكن بعد أن نكون,, قد نسينا كيف يكون الفرح!!
,,, شكراً,, أيها الحكيم,, لفيض المشاعر الذي قرأت,.
|