ليس هناك كوكب حير علماء الفلك مثل كوكب عطارد، فعندما وضع نيوتن قوانينه المشهورة كان أكبر اختبار لهذه القوانين هو المعرفة بمدارات الأجرام السماوية ومن بينها الكواكب التي تدور حول الشمس ومعرفة أزمنة ظهورها في السماء ومواقعها فيها وفهم حركتها بدقة كبيرة باستخدام هذه القوانين، وكان نتيجة لذلك أنه أمكن باستخدام قوانين نبتون اكتشاف كوكب نيوتن على الورق قبل مشاهدته في السماء ولهذا الاكتشاف المثير قصة أرويها في حلقة أخرى , كوكب عطارد استعصى على قوانين نيوتين ولم يتمكن أحد من معرفة لماذا هذا الكوكب لا يمكن التنبؤ بحركته في السماء طبقاً لقوانين نيوتن حتى ظهر اينشتاين بنظرية النسبية العامة في بداية هذا القرن وأثبت أن هذا الكوكب بسبب قربه من الشمس يتأثر بجاذبية الشمس تأثراً لا تستطيع قوانين نيوتن التنبؤ بهذا التأثر، وظهرت حركته متوافقة مع نظرية النسبية العامة.
كوكب عطارد هو اقرب كوكب إلى الشمس يدور حولها في 88 يوماً ويدور حول نفسه في 58,6 يوماً وبسبب هذا تظهر الشمس في سمائه لمدة 176 يوماً قبل أن تغيب 176 يوماً آخر فاليوم على هذا الكوكب يعادل 176 يوماً من أيامنا,, إذا أردت أن ترى هذا الكوكب المحير فحاول أن تترقبه في أول أيام شهر ذي القعدة 1420 ه الموافق 6 15 فبراير 2000 من بعد غروب الشمس في جهة الغرب ولن تخطئه.