شدو عندما تريق الأسماء الدماء! د, فارس الغزي |
عبلة، ليلى، جميلة، بثينة,, اسماء تاريخية لنساء خلدهن التاريخ من خلال أبواق وزارة اعلام العرب التاريخية او ديوانهم: الشعر لقد كان في متناول تلك الشخصيات الانزواء في سراديب التاريخ المعتمة لولا ان الله قد قيض لهن رجالا لديهم من الجرأة (المشاعرية) ما لديهم، فثاروا وتمردوا على قيم الجماعة وأعلنوا رفضهم القاطع لكل عادات وتقاليد (واقعهم) من اجل (عيون!) من سحرهم (سحر عيونهن), والغريب انه كان لدى تلك الشخصيات التاريخية الخيار في ان تعيش عيشة راضية مرضية (تقليديا!) وتستبدل معاناة اخرى بمعاناتها (كالزواج مثلا!) لولا ان قدرها قد حتم عليها الولوج في غبب الحرمان جزاء لها على تمردها على امواج (قيم) الواقع الهادرة، مما بالتالي، أغرقها حزنا واماتها كمدا، مجسدة بذلك المبدأ الأزلي القائل: (ومن الحب ما قتل!).
وعلى ضوء حيثيات (القتل) هذا، ألا يحق لنا التساؤل: لماذا دائما نجد أنفسنا، نحن العرب اللاحقين، مليئة باحتفالية قصوى بقصص أسلافنا هؤلاء الى درجة زرعها في أذهان نشئنا من خلال مناهجهم هذا على الرغم من معرفتنا الاكيدة بنهايات تلك القصص الباكية المبكية؟!,, هل هي يا ترى (احتفالات تبريرية من قبلنا) للضعف الراسخ فينا امام حتمية المجيء من المجهول والاياب إليه؟!,, أم هل هي غريزة (الخوف) التحذيرية من سطوة عادات وتقاليد (المجموع) وقدرتها الفائقة على قتل (الفرد) الذي لا يرعوي عن كبح انانيته الفردية ولا يكترث (بلوحات) عدم التجاوز الاجتماعية؟!,, أم هل ان وراء تلك الاحتفالية (قهرا) قابعا في (جحور) اللاوعي (لدينا) لعدم قدرتنا على تجرع مرارة (التضحية) في سبيل ما نريد مما بالتالي، يجعلنا (نتقمص أدوار) اولئك المضحين كاستراتيجية نفسية تعويضية زادها الخيال (بأننا كالأوائل) وان كان باعثها، في الحقيقة، هو عجزنا عن (الاتيان بما لم تستطعه الأوائل؟!).
وفي خضم تلك الاحتمالات اليائسة، هل، حقا، ان اشهار الحب وذكر اسم (الحبيب) جريمة نكراء ليس لها من عقوبة سوى هادم اللذات غير اللذيذ,,؟! ماذا بوسعك عمله عندما تجد ان (كل خياراتك قد ماتت وأنت لم تمت) وحينها اختلطت امام ناظريك الأسباب والنتائج مما جعل من التغني (باسمها) خيارك الوحيد وسلاح (احتياجاتك) اليتيم بل واستراتيجيتك النفسية المتبقية للتغلب على آلام فراقها السرمدي، خصوصا، في ظل يقينك القاطع بأن (جرأتك على التغني باسمها جهرا!) ليست سوى تحصيل حاصل وراءه (حاصل مرير!),, بل ماذا عن ردة فعلك في ظل علمك اليقيني بأن (موت آمالك بالزفاف اليها) يزفك بعيدا عنها!) الى عالمك الآخر؟!,, هل لديك في ذينك اللحظة اليائسة وسيلة سوى التغني ب(حتى من الموت لم أخل من الحسد) وبالتالي ارتكاب ما لم تجرؤ على ارتكابه سابقا، وعلى غرار المثل الشعبي القائل: (اليأس للنفس قوة).
بالمناسبة، ماذا حصد اولئك الذين تحاشوا ذكر (اسمائهن؟!),, هل نالوا المبتغى بمجرد (إذعانهم) للعرف والعادة أم خسروا كل شيء شأنهم شأن من تجرأ على ذكر الأسماء كقيس وجميل وعنترة؟!,, بل ماذا عن هند وسلمى المتبعثرتين (رمزا ووجدا وهياما) في دواوين امرىء القيس وأبي تمام والبحتري وغيرهم الكثير الكثير,,؟! وماذا جني المتنبي من وراء محاباته لتقاليد عصره وذلك بتجاهله لاسمها والاشارة اليها، أحيانا وحسب قول بعض المحدثين ب(فعلة) وهي، في الحقيقة، ليست سوى (خولة!):
كأن (فعلة) لم تملأ مواكبها,,.
بل هل قربه (الى خولة) تغنيه بالمجهول والمجهول (خولة!):
عواذل (ذات الخال) في حواسد
او حتى لجوءه الى (مغازلة!) ضمير (جمع) مكانه وزمانه من النساء وكلهن (خولة!): من (الجآذر) في زي الاعاريب.
(على فكرة!) ما هي اسماء أمهات عبلة وليلى وبثينة,, بل ما هو اسم أم قيس؟! (بل اخرى!) تتساءل عن اسم أم المتنبي,, اسم حرمه المصون,, اسم اخته الفاضلة؟!,, لماذا لم يشر قط الى أسمائهن؟!,, هنا أتوقف (لأتساءل!) متوسلا: هل حقا ان السبب الرئيسي لتلك المآسي العاطفية في تاريخنا هو مجرد التغني (باسمها؟!),, أم هل (ياترى) ان وراء الأكمة ما وراءها؟!,, ان هناك أسبابا أخرى (أكثر خزيا) ارتأى التاريخ عدم اخبارنا عنها؟!!,, حللوا الحمض النووي DNA لقيس وليلى، حينها سوف تجدون أن مجرد (إشهار الحب) ليس سوى شماعة تاريخية!
|
|
|