عشرة آلاف مجاهد خرجوا من غروزني إلى الجبال الخبراء الروس يحذرون من أن حرب الشيشان قد تستمر عشرات السنين |
* موسكو ا ف ب
يحذر الخبراء العسكريون من امكان استمرار النزاع في الشيشان سنوات عدة خلافا للتفاؤل الذي تبديه موسكو بعد اعلانها عن تحرير غروزني.
وبعد رفع العلم الروسي الذي يرفرف منذ يوم الاحد الماضي فوق انقاض المدينة، اعلن وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف عن احتمال التوصل قريبا الى مخرج للنزاع ، واعلن الجنرال فاليري ما نيلوف، مساعد رئيس الاركان، عن الاعداد لسحب قسم كبير من القوات الروسية المتمركزة في الشيشان.
الا ان هذه التصريحات المتفائلة لا تلقى صدى لدى العديد من الخبراء وبينهم وزير الداخلية السابق الجنرال اناتلوي كوليكوف قائد القوات الروسية خلال حرب الشيشان الاولى التي استمرت من 1994 الى 1996, ويؤكد كوليكوف في تصريح نقلته صحيفةسيغودنيا ان مرحلة صعبة تم تجاوزها، لكن الحرب قد تستمر سنوات اخرى ,وابدى يوري غلادكيفيتش من وكالةاي في ان العسكرية للانباء التشاؤم نفسه بقوله في تصريح لوكالة فرانس برس ان القول بأن الجزء الاكبر من عملية الشيشان انتهى اقل ما يقال عنه انه متعجل, من غير الحكمة الحديث عن مهلة عندما يواجه الجيش حرب عصابات, قد يستمر هذا سنوات، لا بل عشرات السنين .
ويؤكد الجنرال اركادي باسكاييف المسؤول عن قوات وزارة الداخلية في منطقة موسكو في حديث مع بافل فلغنهاور، احد ابرز الخبراء العسكريين الروس، ان الحرب في الشيشان لا تنتهي بسقوط غروزني، الحرب ستستمر سنوات عدة .
ويتوقع فلغنهاور مستقبلا قاتما للقوات الروسية في الشيشان قائلا ان المقاتلين سيستفيدون من ثغرات الجيش الروسي ليكيلوا له ضربات قاسية ومهينة ,وفي ظل الحديث عن تقليص عديد القوات الروسية في الشيشان، يرى عدد من الخبراء ان القوات المنتشرة ميدانيا غير كافية لمواصلة الحرب والسيطرة فعلا على الاراضي المحررة التي تشكل قرابة ثلث الجمهورية.
ويقول فلغنهاور ان موسكو تحتاج على الاقل الى 400 الف رجل في حين ان عديد القوة المنتشرة في الشيشان يبلغ 93 الف رجل من وزارتي الداخلية والدفاع وفق الارقام الرسمية.
ويرتبط التفاؤل المعلن في موسكو بقرب موعد الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في 26 اذار / مارس والتي يعتبر الرئيس بالوكالة فلا ديمير بوتين الاوفر حظا للفوز بها.
الا ان الروس على وشك البدء بالمرحلة الاصعب من الحرب في مواجهة حوالي عشرة الاف مقاتل شيشاني، وفق تقديرات الخبراء الروس، لجأوا الى المناطق الجبلية الواقعة جنوب البلاد والتي تناسب اسلوب حرب العصابات,ويقول ضابط روسي في الشيشان طلب عدم الكشف عن اسمه ان اخراج المقاتلين من الجبال مستحيل من الناحية العملية, سيكون من الجنون ارسال الجنود الى هناك, لا الدبابات ولا السيارات المصفحة يمكنها الوصول الى تلك المناطق ,ويبدي الخبير العسكري في مجلة فلاست ايليا بولافينوف خشيته من تكرار الحرب الشيشانية الاولى قائلا حتى وان تمكن الروس من السيطرة على كافة اراضي الشيشان، فهذا لا يعني تحقيق النصر, الجنرالات الروس لا يتسطيعون مواجهة التكتيك الشيشاني .
وكما هي الحال اليوم، تمكن الروس قبل اربع سنوات من السيطرة على المناطق السهلية والمدن لكن الشيشانيين المتحصنين في الجبال واصلوا التنكيل بهم.
وضاعف المجاهدون هجماتهم التي استهدفت كذلك المناطقالمحررة مرغمين موسكو في النهاية على التفاوض مع غروزني وسحب قواتها من الشيشان.
|
|
|