عزيزتي الجزيرة تحية طيبة وبعد
لست متشائما أبدا ولكنه الواقع! ف(دس الرأس في التراب لا يجدي) ونحن مقبلون على ظاهرة جديرة بالاهتمام وهي (البطالة) فرغم اننا بدأنا نحس بأعراضها ونرى بعض ضحاياها الا انا نعتبرها حتى الآن (على الاقل) بطالة مصطنعة وليست فعلية فما دام بلدنا في مقدمة البلدان المغرية للعمل فيها والكل يسعى لذلك من كافة الاجناس (ويثبت هذه المعلومة تلك الملايين من البشر التي تعج بهم بلدنا) اذاً المسألة ليست قلة وظائف ابدا! ولكن هناك اسباب اخرى في مقدمتها طريقتنا التعليمية الخاطئة وهذه يشترك فيها (المعلمون والمتعلمون) سواء في التعليم الجامعي او الفني او حتى في التدريب المهني والا فكيف يمكن للبطالة ان تنشأ في بلد يعمل فيه ملايين الوافدين وباعمال يمكن للمواطن القيام بها لووجه الوجهة الصحيحة فقط!!.
اذاً نحن بحاجة لاستراتيجية منظمة وطويلة الامد ولا تنفع الحلول المؤقتة لمحاربة هذه الظاهرة فمخرجات التعليم بكافة فئاته في ازدياد وكل خريج هدفه ان يعمل ويحقق آمالا واحلاما تراوده ليكون عضوا فعالا في مجتمعه ولكن للاسف فبعضهم يجني على نفسه بحيث لا يدرك (سواء جهلا او عدم اهتمام) ان كان تخصصه مطلوبا في سوق العمل ام لا! والبعض الآخر تجني عليه طريقة القبول الخاطئة لدينا في توجهه! لذا يتحمل وزره المسؤول عن قبوله وتعليمه في هذا القسم حتى يتخرج! لذلك يلزمنا اعادة النظر في استمرار القبول في بعض الاقسام غير المطلوبة في سوق العمل والتي يوجد تكدس للخريجين وغير العاملين منها منذ اعوام سابقة! لابل ويحتاج هؤلاء الخريجون لتكلفة اضافية لاعادة تأهيلهم من جديد بطريقة تمكنهم من العمل! فهل نستمر في تغذية هذه البطالة (الوهمية) بمزيد من العاطلين حتى تصبح بطالة (حقيقية) يعاني المجتمع ككل من آثارها ام يكون لنا رأي آخر,, والسلام
صالح عبدالله العريني
البدائع