Wednesday 9th February, 2000 G No. 9995جريدة الجزيرة الاربعاء 3 ,ذو القعدة 1420 العدد 9995



لما هو آت
موائد العاصمة محضن الأمة
د,خيرية إبراهيم السقاف

لن ينتهي ذلك البناء الذي يقوم على محجَّة التكوين,.
ولئن كان القوم يتَّجهون إلى عاصمة الثقافة، يتطفَّلون، تطفُّل الطِّفل المشاغب، إما لكي يلهو بما يجد،وإما لكي يُدرك مايكون ، فإن في كلا الأمرين سيذهب بشيء من المتعة، وليس التطفل مرفوضاً، ذلك لأنه من وسائل المعرفة,,, وكل ذي همة، فضولي متطفل، ليس في المعنى السالب، وانما في المدرك المجاز,.
ولئن أُعدَّت الموائد,, لكل القادمين، عن كل الطرق، ,, فإن ليس كلُّ الموائد مشرعةً للأخذ بل هناك موائد بُسطت للاستقبال,,،
إنها فرصة التبادل، وإنه وقت الوقفة الجادة على مشارف العطاء المتبادل,, ما وَهَنَت أمة أعطت فكرها زمام المبادرة,, فما أعاقوه,.
ولاضَعُفَ قومٌ عرفوا لمفكريهم قدراً فما تجاهلوه,.
ولئن أغلق الناس أبوابهم على أنفسهم داخل منازلهم وأسمعوا خاصتهم نشيج قلوبهم، وبسطوا بين أيديهم نسيج عقولهم,,,، فإن الأبواب قد فُتحت ، وإن الناس قد خرجت إلى (المجتمع الأكبر) منذ أن تعددت الركائب، وتلوّنت الطرق، وقرُبت المسافات,.
وإن أجمل مافي النشيج والنسيج أن لايخلصان البتة من رائحة حنطة رغيف البيت، أو لون جدرانه,,, فهنا الزخم والأصالة، وهنا تكمن البذور، وتتعين مقادير صلاحها، هذا (المجتمع الأكبر),, هاهو يُفضي بأنواره على أقدام كل الذين أقبلوا كي يجلسوا على موائده,, يَنهَلون,,,، ويُنهِلِون,,,،
فما الذي يمكن أن يُرمى من شباكٍ كي يتحقق الحصر,, للحاجة الواحدة أو الأكثر كي يقوم البناء الذي لاينتهي، عند تحقيق التكوين الذي علت حجته، ووضحت محجته؟
الفكر,, جزء من الحضارة,.
العلم,, جزء من الحضارة,.
الثقافة,, وليدتهما,.
وهي بمفهومها الأوسع، الأشمل، الأخص، الأعم:
في الأخير في بوتقة التفاعل: منثوراتهما,,,، تعكس معطياتهما,,، وتُمثّلهما,.
ولئن كان العلم جذر الفكر، وكان الفكر بذرة العلم، فإنهما يلتقيان كي لاينفصلا، وينفصلان كي يستقلا,.
هذا التكوين الفكري، متشعب الأدوار، مترامي الأطراف، متعمق الجذور، متعالي التطاول متسع الانتشار، متعدد الروافد، مختلِف الأنماط، متفاوت الخبرات,,، في أشكاله وأنواعه المقروءة، والملموسة، والمرئية، والمسموعة,,, هو حضارة القوم، وهو المنطوق الناطق بمنطق ثقافتهم,,.
ولأن القوم ليسوا وحدهم أبناء الدار الواحدة,,,، فإنهم حين فتحوا الأبواب وأشرعوا الموائد إنما كي يهللوا بفرحة اللقاء,, بين أبناء الدار الواحدة والأمة الواحدة,,
فالأمة لها فكرها ذو الجذور، وعلمها ذو الأساس,,، وثقافتها ذات العراقة والأصالة، ومن ثم حضارتها ذات القواعد والرواسي,.
فالخبرات متعددة، والمحصلات موضوعة فوق الكفوف حتى إذا ماجلسوا إلى الموائد مدوا الأكف كي تضع فوق هذه الموائد ماهو فوق الكفوف كي تكون اللقمة واحدة، والزاد يُطعم القوم,, فتتلاقى التجارب، وتتقابل الخبرات، وتمتزج الجذور، وتتحد الأسس، ويُؤتى البناء في تكوينه الذي لاينتهي,.
هذه عاصمة الثقافة تفتح الأبواب,.
وتُخرج أهل الدار إلى ساحة النطق والنشور,,
وتَبسُطُ الموائد,.
وتُمدُّ الجسور,.
وتُرحِّبُ بكل القادمين كي يجلسوا إلى الموائد,, ليأخذوا وليعطوا,.
ومن ثمَّ ليكون شغب التطفُّل متعةً لاتنتهي,.
حين يذهب القوم وقد نُقشت فوق كفوفهم محصلات التلاقي,.
وينهض للفكر بناؤه,.
في تكوينٍ يقوم على محجة الهدف الواحد,, والجذر الذي يضرب في الأعماق,, يتمدَّد في كلِّ الاتجاهات لبناءٍ شاملٍ,, لحضارةٍ تتسعُ,, لثقافةٍ لايحدُّها سقف بيتٍ واحد,,.
فهلموا إلى الموائد,.
تحفلوا بمحضن الأمة,.
وانثروا الثمار التي لاتجف,,.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved