Wednesday 9th February, 2000 G No. 9995جريدة الجزيرة الاربعاء 3 ,ذو القعدة 1420 العدد 9995



في ندوة علاقات الشرق مع الوطن العربي
أ,د, يوزو إتاجاكي: علاقات العرب باليابان تأثرت بسبب الغرب
أ,د, فيتالي ناؤومكن: الصدام بين الأتراك وروسيا كان بسبب رغبات السيطرة

تغطية : عبد الحفيظ الشمري
أقيمت مساء أول امس الاثنين ندوة علاقات الشرق مع الوطن العربي وشارك فيها كل من أ,د, صالح المانع، ود, امين تشاو,, وادارها الدكتور احمد عمر الزيلعي الذي قدم الضيوف المشاركين في هذه الندوة التي تناولت جملة من القضايا العربية التي تمس العلاقة بالشرق.
ورحب الدكتور الزيلعي بالحضور شاكرا مهرجان الجنادرية والحرس الوطني على هذه الجهود التي يبذلها في مجال النشاط الثقافي.
ثم اعطى مدير الندوة الدور لفارس الندوة الاول وهو أ,د, يوزو اتاجاكي وهو اكاديمي درس في جامعات كثيرة ولخص ورقته بأهم ما كان يُسيِّر تلك العلاقات بين كل من اليابان والصين وكوريا والعرب، واشار في معرض حديثه الى ان اليابان حرصت كثيرا على ان تكون العلاقات مع العرب مميزة.
وألمح الى ان اليابانيين يرون ان هناك قطيعة مع الدول الآسيوية والاوروبية ويرى ان الشعور العربي شعور جيد يعاكس ما هو شائع من قبل من ان اليابانيين هم في قطيعة مع الدول العربية على وجه الخصوص.
تداخل ياباني عربي متعدد
واشار المحاضر الى ان اليابانيين وقبل مائة عام تداخلوا مع المسلمين في دول عربية كثيرة كان اهمها مصر فقد كانت هناك اهتمامات بالأدب العربي وهناك شخصية يرى انها اثرت على اليابانيين وهي شخصية احمد عرابي,, كما ان هناك اهتماما بالدين الإسلامي منذ ذلك التاريخ فقد وجدت وعلى مدى عقود مجلة تهتم بالدين الإسلامي هي مجلة الاخوة المسلمين وهي مجلة عملت على التعريف بالدين الإسلامي الذي دخل أمما آسيوية كثيرة منها الهند والفلبين والصين ودول آسيوية اخرى.
واستعرض الدكتور يوزو اتاجاكي جملة من المؤثرات الخارجية على هذه العلاقة فقد جاءت من اوروبا تحديدا فأسهمت بالتعريف بالعرب والمسلمين.
الا ان هذا التعريف كانت تشوبه العديد من الشوائب فلم يكن لدينا في اليابان اي معرفة جيدة تقربنا من الدول العربية، فقد اصبحنا على حافة القطيعة لقلة التواصل الثقافي والمعرفي.
ثم غير المحاضر دفة الحديث الى موضوع آخر هو علاقة اليابان مع الدول العربية ولخصها بمصطلح التحديث الذي سعت به الصين الا ان اليابانيين لم يرحبوا به فقد اخذت اليابان والحديث هنا للمحاضر الدخول في علاقات اقتصادية مع دول الشرق الا ان الدول الاخرى مثل الصين وكوريا اهتمت بالحداثة في رؤية الحضارات الاخرى بما فيها الدين الإسلامي لتأتي الحداثة والعولمة كجزء مهم وفاعل يمكن معه ان تتفاعل هذه العلاقات مع من حولنا.
واختتم الدكتور ورقته مؤكدا على اهمية التعاون بين اليابان والعالم الإسلامي ليكون مركز استقطاب للتجارة والثقافة.
ثم اعطى مدير الندوة الفرصة للدكتور فيتالي ناؤومكن وهو صاحب الورقة الثانية في هذه الندوة وهو استاذ في التاريخ والادب الشرقي.
روسيا والمسلمون
واستهل المحاضر ورقته بتمهيد تاريخي عن علاقة الروس بالشعوب الإسلامية ممثلة بالترك اذ ألمح الى ان هناك العديد من الحضارات التي سهلت التعايش بين روسيا ودول العالم الإسلامي مسترشدا في هذا التمهيد بجملة من القصص التي وردت في التاريخ الشرقي، فقد فسر هذه الظواهر التي تثبت قرب روسيا من العالم الإسلامي ليرجع هذه التداخلات الى اهتمام تلك الشعوب بالإسلام ورغبتهم في الدخول في الإسلام كدين يحفظ حقوقهم ومصالحهم.
وألمح الى ان هناك منافسات عسكرية جرت في اوائل القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان لروسيا الرغبة الملحة لأن تقيم علاقة قوية مع الدول الإسلامية.
وتوقف الدكتور فيتالي ناؤومكن عند ظاهرة الحجاج وقوافلهم التي كانت تأتي من شرق آسيا وتحديدا من الاتحاد السوفيتي سابقا فقد وجد ان هناك جملة من العقبات التي اعترضت طريق وصول الحجاج الى الحجاز وكان يعزو هذه الاسباب الى الصدام الاخير بين الاتراك والروس للسيطرة على حملات الحج الى مكة والمدينة.
واشار الى ان هناك العديد من العلاقات التي تمت في العام 1914م بين روسيا والدول العربية فقد تطورت هذه العلاقات الى ان خدمت بعض الاقطار العربية,, ومن جانب روسيا مازالت تحاول ان تلعب دورا جديدا في هذه العلاقات التي لخصها بالتالي:
* العلاقات التجارية وتبادل المنافع.
* العلاقات الصناعية.
* العلاقات العسكرية.
* علاقات دعم السلام في المنطقة.
ويشير المحاضر الى ان هناك عوامل تساعد على تحالف روسيا مع الدول العربية والإسلامية لأن هناك مشروعا غربيا يحد من قوة روسيا والعرب على وجه سواء.
واختتم ورقته بالتأكيد على ضرورة التقارب بين العرب والمسلمين مع روسيا بوصفها دولة ترعى اقلية المسلمين.
ثم تحدث المحاضر الثالث الدكتور صالح عبدالرحمن المانع في ورقته والتي عنونها بالعلاقات الخليجية الهندية ولخصها بما يشبه الاستطلاع الميداني حول هذه العلاقة التي قامت بين العرب والهند.
هجرة ذات وجهين
واستهل الدكتور المانع ورقته بنظرة تبين اوجه العلاقة بين الهند والخليج من منطلق جغرافي يوحي للقارئ انها بلاد هندية مفتوحة على بحار ترتبط جغرافيا مع دول آسيوية,, كما انه يؤكد على ان الهجرة بين هذه البلاد كانت من وجهين: كان الوجه الاول هو هجرة العديد من العائلات العربية.
التي استوطنت في بلاد الهند,, كما انه يرى ان هناك هجرة اخرى هي التي جاءت بعد النفط وظهوره في الخليج العربي اسهمت في تعميق هذه العلاقة لتكون منطلقا صحيحا يمكن لنا ان نحكم به على جوهر هذه العلاقات.
واشار الدكتور المانع الى أن حجم العمالة الهندية في الخليجي بدأ يأخذ بعدا خطيرا اذ ما تأملنا حجم هذه العمالة واضاف المحاضر رصدا تاريخيا يحدد نزعة حربية لدى الهند يمكن ان تهدد امن المناطق المجاورة معتمدا بذلك على ما نشاهده اليوم من تجارب حربية ربما تكون موجهة نحو باكستان الا انه يلفت انتباه الحضور الى ان الهند دولة منكفئة على ذاتها وربما لا تشكل اي خطر على دول الخليج على وجه الخصوص.
ويرى المحاضر ان صناعات الهند التجارية تأخذ في التزايد والتميز الا ان هذا التطور يأخذ شكلين من الصراع واحد يشير الى ان الهند دولة قوية تسعى الى تطوير صناعاتها الحربية وآخر يقول انها دولة مسالمة.
علاقات الصين والعرب
وجاءت الورقة الاخيرة في هذه الندوة مقدمة من الاستاذ الدكتور امين تشاوقو تشونغ وهي بعنوان:
العلاقات بين الصين والبلاد العربية .
وتحدث فيها المحاضر عن علاقة الصين بالعرب والمسلمين فكان هناك طريق الحرير البري وطريق آخر يسمى طريق الحرير البحري والذي خدم الدول وحقق لهذه البلاد العديد من الانجازات.
وعول المحاضر تشونغ على اثر للرسول صلى الله عليه وسلم يحض فيه المسلمين على العلم فقد قال لصحابته اطلبوا العلم ولو في الصين واعتبر هذا الاثر بمثابة المعرفة التاريخية التي تربط المسلمين بالصين منذ 1400 عام كانت فيها هذه العلاقات جملة من المشاهد التي خدمت هذه العلاقات.
وارجع المحاضر هذه العلاقات الى فهم الصينيين لجوهر هذه العلاقات بين المسلمين والصين والتي شهدت تطورا هائلا في العهد العباسي حتى ان الامبراطور (سنج) مؤسس اسرة هنج قد ارسل في 1433م ما يزيد عن 200 سفينة وكان على سطوحها ما يقارب (2700 شخص) ليزور هؤلاء البحارة جملة من البلاد كان من بينها مكة وعدن ومقديشو ودول اخرى,, ويؤكد ذلك كا يشير الى طموحات الصينيين لان تكون هناك روابط صداقة تحفظ مكانة الصين كدولة صناعية وسكانية هائلة.
وتطرق المحاضر تشونغ الى حالة المسلمين في بلاد الصين معتمدا على احصائية صدرت في عام 1990م فقد بلغ عدد المسلمين في الصين ما يربو على (17,000,000 نسمة) فيما اشار الى ان المساجد في الصين بلغت 27000 مسجد، وبلغ عدد الائمة ما يزيد عن 53000 امام.
واشار الى ان الصداقة بين الدول العربية والصين قد تطورت عندما قامت جمهورية الصين الجديدة في عام 1949م فنشطت في هذا السياق العلاقات مع الدول العربية واعترف بهذه الدولة الجديدة كل من مصر، مملكة اليمن، العراق، سوريا، الجزائر ، والسودان,, وتوالت بعد ذلك العلاقات الثنائية بين الصين والبلاد العربية.
واختتم الدكتور تشونغ ورقته بالتأكيد على دوام هذه العلاقة وتواصلها في المستقبل المنظور.
وفور اكمال المشاركين لاوراقهم اعطى مدير الندوة الدكتور الزيلعي الفرصة الاخيرة للحضور ليداخلوا وكان الدكتور حسن مكي هو الاول الذي علق على ورقة المحاضر فيتالي والذي اشار الى انه تجاهل حقبة الشيوعية التي دامت اكثر من سبعين عاما,, لينوه بان العلاقات كانت جامدة جدا.
ثم تحدث الدكتور سعد صالح الشملان معلقا على ورقة الدكتور صالح المانع ولخصها في سؤاله عن مدى هه المشكلة التي وقعت بين الهند والباكستان,؟!
ثم علق الاستاذ ابراهيم الغريب على الندوة بشكل عام مؤكدا على ان روسيا اهتمت بالعرب والمسلمين من منطلق مراقبة الدولة اللدودة لها وهي (تركيا),, وتقاطع مع البروفسور يوزو اتاجاكي مؤكدا على ان روسيا دخلت في حروب طاحنة مع دول عديدة من اجل السيطرة على العرب والمسلمين.
تعليق ابن ثنيان
ثم علق الدكتر نايف بن ثنيان على ورقة المحاضر الاول الدكتور يوزو اتاجاكي مستعرضا جملة من النقاط التي تجاوزها واكد على السند التاريخي لاقامة هذه القنصلية التي يسرت للحجاج سبل حجهم,, واضاف بان الورقة التي تقدم بها د, صالح هي ورقة متميزة الا انه استدرك عليه ان الثقل الاستراتيجي للهند هو بالفعل موجود لكن هناك مشكلة اهم هي كثرة اعداد العمال الهنود وكان اخر المداخلين على هذه الندوة هو الاستاذ هزاع الشمري والذي تداخل مع الدكتور صالح المانع معلقا على عرضه لاحصائية تفيد بان الهنود بلغوا في الجزيرة العربية ما يزيد عن 3 ملايين عامل,, وهو يرى ان هناك هجرة معاكسة قبل عقود من الزمان كانت لابناء الجزيرة العربية.
واستطرد الاستاذ الشمري في استعراضه لجملة من الشواهد التاريخية التي تؤسس لمثل هذه العلاقات بين الصين والدول الاسلامية في عهد امير المؤمنين يزيد بن معاوية وفتح كاشغر في التبت,, وفتوحات اخرى اسهمت في وجود الاسلام في هذه البلاد,وتحدث الشمري عن الصين بوصفها بلادا كبيرة اعتمدت على بعض الزعماء العرب المسلمين والذين ساهموا في بناء حضارة الصين وهي مدينة داود وهي قريبة من بكين الآن.
وفي نهاية هذه الندوة اعطى مدير الندوة الفرصة للمحاضرين بأن يجيبوا على الاسئلة والمداخلات التي جاءت من المحاضرين.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved