في محاضرة شهدت حضوراً مكثفاً د, ابوطالب يدعو إلى التقريب بين المذاهب واحتواء الصراعات مؤسسة الاجتهاد نشأت مع انطلاقة الدعوة الإسلامية |
تغطية: تركي ابراهيم الماضي
تتواصل فعاليات النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الخامسة عشر ، حيث أقيمت مساء أول أمس في قاعة الملك فيصل محاضرة بعنوان (التقريب بين المذاهب الإسلامية واحتواء الصراعات) ألقاها الأستاذ الدكتور عبدالهادي أبو طالب وقدم لها وأدارها معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي.
تطرق د, أبو طالب في بداية ورقته إلى أن الإسلام جاء بسائر التعاليم الدنيوية والأخروية التي تعين الانسان المسلم على العيش بسعادة في الدنيا والفوز بالآخرة، حيث أنزل الله كتابه الكريم (القرآن) وبه آيات تدلل على وجوده وتدعو الانسان المسلم إلى التفكير في ملكون الله وارجاء الكون لاكتشاف عظمة الخالق عز وجل، وقد دلل المحاضر على ذلك ببعض الآيات من القرآن المريك مثل قولة تعالى في سورة يونس : كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون
ثم بعد ذلك انتقل د, أبو طالب للحديث عن الاحتهاد ووصفها بالمؤسسة حيث أسسه نبينا الكريم محمد صلى الله عليه نوسلم وكان الاجتهاد نشأت بنشوة الدعوة الإسلامية وكان اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم كان يستشير أصحابه في كثير من الأمور ودلل على ذلك بآية من سورة آل عمران (وشاورهم في الأمر) وكان يرجح آراء أصحابه في بعض المواقف والأحداث، وقد استشهد المحاضر بحادثة أسرى غزوة بدر الكبرى حينما لم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتل الأسرى وعاتبه الله عز وجل في احدى آيات سورة الانفال: وماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ، كما كان النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم يشجع أصحابه على الاجتهاد وممارسته بحضوره أو غيابه وفق شروطه الشرعية ومن أ مها: أنه لا اجتهاد مع وجد النص وقد استشهد المحاضر ببعض المواقف التي اجتهد فيها الصحابة وأقرهم على هذا الاجتهاد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
أصول الاجتهاد
بعد ذلك أسهب د, أبو طالب في الحديث عن أصول ومراحل الاجتهاد في التاريخ الإسلامي والتي قسمها إلى خمسة مراحل هي:
أولاً: مرحلة عصر الرسول صلى الله عليه وسلم .
ثانياً: مرحلة الخلفاء الراشدين.
ثالثاً: مرحلة العصر الأموي.
رابعاً: مرحلة العصر الذهبي للحضارة الإسلامية وظهور المذاهب الفقهية الأربعة.
خامساً: عصور توقف الاجتهاد والتي تبدأ من عصر انخطاط الأمة وهي مستمرة إلى وقتنا الحاضر.
وقد استعرض المحاضر جميع المراجل باختصار وتوقف عند المرحلة الرابعة لأهميتها وهي المرحلة التي شهدت أوج الحضارة الإسلامية حيث دخلت إليها علوم جديدة مثل علم الفلسفة، كما أنه خلال هذه الفترة برزت أسماء عدة من العلماء والفلاسفة من كافة العلوم الشرعية والعلمية، وقد قدم د, أبو طالب عرضاً شاملاً لمواقف المذاهب الفقهية الأربعة من مسألة الاجتهاد وقد استشهد في هذا المقام بآراء وأقوال العلماء الأربعة.
تقريب المذاهب
وقد دعا د, أبو طالب إلى التقريب بين المذاهب عن طريق:
اقامة هيئة إسلامية عليا تكون مهمتها الاساسية ازالة العراقيل التي تحول دون التقريب بين المداهب المختلفة.
الاستفادة من التقنية الحديثة في الاتصالات مثل (الانترنت) لدعم التوجه نحو التقريب بين المذاهب.
دعم المراكز العلمية ومراكز البحوث والدراسات لاجراء البحوث العلمية اللازمة حول هذا الموضوع.
ثم ناشد د, أبو طالب كافة المنظمات الإسلامية مثل منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي أن تغطي موضوع التقريب بين المذاهب الأهمية الكبرى وأن تقوم بنشر ثقافة التقريب بين المذاهب لماضي ذلك من مصلحة كبرى للمسلمين في أرجاء الأرض.
التعليق
ثم علق على هذه المحاضرة معالي د, عبدالله التركي الذي ذكر في بداية حديثه على أنه تردد كثيراع في التعليق على هذه المحاضرة كون المحاضرة عالم فاضل وبارز في مجاله وقد فضلت الاستفادة من المحاضرة بالاستماع من على مقاعد الجمهور، ولكن اصرار ا لقائمين على هذا المهرجان هو الذي يجعلني أقوم بالتعليق على هذه المحاضرة.
ثم تحدث د, التركي قائلاً: أن المحاضر د, عبدالهادي أبو طالب تكلم عن أهمية الاجتهاد وتاريخه والمذاهب الفقهية ومزايا المذاهب وكيف تطور الاجتهاد حتى وقتنا الحاضر؟! مع رجوعه إلى مصادر معتبرة في المذاهب .
وتمنى د, التركي أن تكون هذه المحاضرة موجهة إلى طلاب الدراسات الشرعية الذين يبحثون في تاريخ الاجتهاد، ثم ذكر أن دراسته في الماجستير والدكتوراه كانت حول المذاهب الفقهية قائلاً: إته تبين لي أن أصول هذه المذاهب متقاربة وترجع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المظهرة، وأن الاختلاف بين هذه المذاهب كما أشار المحاضر له أسبابه وأيضاً له ثمرته: الذي يثري الفكر ويحقق مصالح كثيرة للمسلمين وينظر إلى اختلاف الزمان والمكان، ولذلك تتغير الفتوى من مكان إلى آخر، ولكن النزاع والاحتكام في النهاية يكون إلى كتاب الله وسنة نبيه الكريم.
|
|
|