تعهد باستعادة غروزني وبنقل الحرب إلى العمق الروسي مسخادوف دعا قوات الاحتياط لمواجهة تقدم الروس في الجنوب |
* موسكو جروزني الوكالات
أمر الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف باستدعاء قوات الاحتياط لمواجهة القوات الروسية التي تتقدم ببطء تجاه الجنوب الشيشاني حيث معاقل المقاومة الشيشانية المنتشرة في المرتفعات المتاخمة لجمهورية جورجيا المجاورة، وتعهد في نفس الوقت باستعادة العاصمة غروزني من الروس.
من ناحية أخرى هدد القائدان البارزان شامل باسييف واوصي ارسانوف بالقيام بعمليات انتقامية واسعة ضد الأهداف الروسية ونقل الحرب إلى العمق الروسي وأكدا توافر الامكانات لمحاربة الروس لخمسين عاماً قادمة وارغام القوات الروسية على مغادرة الأراضي الشيشانية مثلما حدث ذلك عام 1996.
وعلى صعيد الوضع العسكري كثفت الطائرات والمدفعية الروسية من قصفها للبلدات الشيشانية المنتشرة في المرتفعات الجنوبية بحجة تعقب المقاتلين وقيادتهم المتحصنين بداخلها مما أسفر عن مقتل أكثر من 140 مقاتلاً عند بلدة قادر يورت .
كما دفعت القيادة الروسية بتعزيزات اضافية من قوات الانزال وقوات العمليات الخاصة لتضييق الخناق على أكثر من ستة آلاف مقاتل ينتشرون في منطقتي فيدنو وأرجون حيث المعاقل الأخيرة للمقاومة الشيشانية التي تخطط لحرب عصابات طويلة الأمد ضد الوجود الروسي في شمال القوقاز.
وواصلت القوات الروسية ايضاً تمشيط العاصمة الشيشانية جروزني بعد أن خفت حدة المعارك التي استمرت لما يقرب من شهر كامل مع المقاتلين وذلك بالرغم من بقاء ما يزيد عن الالف منهم في مناطق متفرقة من المدينة كفوا على ما يبدو عن المقاومة استعداداً لاقتناص الفرصة للتسلل الى خارجها والالتحاق بفصائل المقاومة الشيشانية في المرتفعات الجنوبية المتاخمة لجورجيا.
وجروزني التي غدت مدينة للأشباح لم تجد القيادة الروسية بداخلها بناية واحدة يمكن للقيادة الشيشانية الموالية لموسكو مواصلة العمل فيها ليتم الاستعاضة عنها بمدينة جودرميس لتكون بمثابة العاصمة المؤقتة للجمهورية الشيشانية بعد الاطاحة بالحكومة الشرعية ممثلة في الرئيس الشيشاني المنتخب أصلان مسخادوف.
في هذه الأثناء احتدمت ردود الفعل الداخلية والدولية الغاضبة على قيام الروس بمقايضة مراسل اذاعة الحرية الأمريكية اندريه بابيتسكي باثنين من الأسرى العسكريين الروس المحتجزين لدى المقاتلين الشيشان وسط نفي القيادة الشيشانية علمها باتمام عملية المقايضة وتحميل الجانب الروسي المسؤولية الكاملة عن حياته.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت قد طالبت من القيادة الروسية العمل على اطلاق سراح مراسل اذاعة الحرية أندرية بابيتسكي واعتبرت مقايضته بالأسرى العسكريين الروس خرقاً فظاً لقوانين الحرب والمواثيق الدولية.
وجاء تملص الأجهزة الروسية من عملية المقايضة ليضيف المزيد من الألغاز المرتبطة بها خاصة بعد أن نفى رئيس المخابرات الروسية الجنرال نيكولاي برتوشيف ضلوع جهازه في هذه العملية.
كما نفى وزير العدل الروسي يوي شايكو علم أجهزة التحقيق بحادث المقايضة وطالب باعادة القبض على مراسل اذاعة الحرية للتحقيق معه في الاتهامات الموجهة له بالتعاون مع المقاتلين الشيشان وتقديم المعلومات لهم عن حركة القوات الروسية أثناء العمليات العسكرية الأخيرة.
|
|
|