Wednesday 9th February, 2000 G No. 9995جريدة الجزيرة الاربعاء 3 ,ذو القعدة 1420 العدد 9995



النافذة
كما كنا في الثورة الصناعية سنبقى في الثورة المعلوماتية
م, مشبب محمد الشهري *

يبدو ان وضعنا في العالمين العربي والاسلامي لن يكون بأحسن حالا في عصر ثورة المعلومات عما كان عليه في عصر الثورة الصناعية, فمن الواضح من خلال متابعة ما يجري في وقتنا الحاضر من تطور وتغييرات في معظم دول العالم وبالأخص الدول المتقدمة واهتمام تلك الدول بتقنية المعلومات ورسمها الخطط للانتقال الى المجتمعات المعلوماتية وما يصاحب ذلك من تغييرات في البنى التحتية وتغيير في النظم التعليمية والتدريبية واعداد المواطنين لتلك التغيرات في هذا العمود قد سبق وتطرقنا لبعض الخطط في بلدان منها اليابان وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وسوف يكون لنا في المستقبل ان شاء الله مزيدا من التطرق لهذا الموضوع ومن الواضح تغيب العالم العربي عما يجري في العالم وعن هذا التغيير نحو الانتقال الى المجتمع المعلوماتي والملاحظ غياب حضورنا الفعال في مجال تقنية المعلومات سواء كان انتاجا أو توظيفا أو مشاركة في المؤتمرات وفي الأبحاث وما ذلك إلا دليل على اننا لا نزال نغط في نوم عميق, ولو أردنا الرجوع الى الماضي ومقارنة وضعنا حينئذ بوضعنا الحالي لوجدنا اننا لم نتغير كثيرا، فمنذ حوالي القرنين أي منذ بزوغ شمس الثورة الصناعية ونحن في العالمين الاسلامي والعربي نبرر لأنفسنا سبب تخلفنا عن ركب التقدم الصناعي بأسباب كثيرة منها الاستعمار وقلة المصادر الأولية وكذلك الأمية، وهذه الأسباب تعتبر منطقية لهذا التخلف إلا ان الذي حصل هو تحول هذا الاحساس الى مخدر استطاع شل تفكيرنا والتسليم بأن الابداع التقني والصناعي والفكري مقرون بالجنس الغربي، مما أصابنا بالتبلد والتسليم بالأمر الواقع دون محاولة عمل أي شيء لدرجة اصابتنا بالوهن, ولو أردنا تقييم الوضع الراهن لرأينا ان معظم الأسباب السابقة التي كنا نبرر تخلفنا بسببها اصبحت غير موجودة, فالاستعمار بصورته التقليدية القديمة قد زال والأمية كذلك قد زالت أو على وشك الزوال في كثير من البلدان العربية والاسلامية، فالجامعات في معظم تلك الدول صارت تخرج آلاف الخريجين لدرجة ان العلماء المتخرجين من تلك الجامعات أصبحوا أحد روافد الحضارة الغربية وما خبر العالم المصري احمد زويل الذي فاز بجائزة نوبل في آخر العام الماضي ببعيد عنا، وهناك الآلاف من العلماء العرب والمسلمين الذين يساهمون ببناء الحضارة الغربية ولا يتسع الوقت لذكر بعضهم في هذه العجالة, أما المواد الخام فلا تزال الدول العربية والاسلامية تملك منها الكثير, وهنا نصل الى التساؤل التالي: إذا كان أسباب التخلف قد زالت فما بالنا لا نزال نغط في نوم عميق؟ سؤال قد حير الكثيرين وقد حان الوقت للبحث له عن اجابة.
كانت هذه نظرة بسيطة عن حالنا في الماضي أردت من عرضها مقارنة حالنا بالامس وحالنا اليوم وما نحن مقدمون عليه ففي الوقت الذي يعيش العالم في ثورة اقتصادية هائلة وتحولات جذرية عما كان سائدا في الماضي من الاعتماد على اقتصاد القطاع الصناعي الى اقتصاد القطاع المعلوماتي وقطاع الخدمات وما الارتفاع المستمر في مؤشر شركات تقنية المعلومات NASDAQ في السنوات الأخيرة إلا دليل على هذا الازدهار, وهنا تبرز الأسئلة التالية: أين نقع نحن في العالمين العربي والاسلامي على خارطة هذا التحول؟ وهل يوجد لنا موقع قدم في هذا العالم الجديد، عالم تقنية المعلومات؟ وكيف تكون حالنا في عصر العولمة، وعصر التنافس الاقتصادي؟ وهل سيكون في استطاعتنا المنافسة؟, إذا كان الجواب عن هذه الأسئلة بالنفي وأننا لا نزال في عالمنا العربي نغط في نومة حقبة الاستعمار فما هي يا ترى المبررات التي سنستند الآن عليها في تخلفنا عن الركب الحضاري الحديث, فالمواد الخام لم تعد سببا لصناعة تقنية المعلومات والاستعمار لم يعد موجودا والأمية قد زالت أو في طريقها الى الزوال وهناك من الجامعات ومراكز الأبحاث في عالمنا العربي والاسلامي ما يفي ليكون نواة لصحوة تقنية معلوماتية.
mmshabri*scs.org.sa

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved