Wednesday 9th February, 2000 G No. 9995جريدة الجزيرة الاربعاء 3 ,ذو القعدة 1420 العدد 9995



أبحاث تسويق أم تلميع ساطع ,,, !؟
د, صنهات بدر العتيبي*

هناك خيط رفيع أدق من شعرة معاوية يفصل مابين ابحاث السوق او بحوث التسويق الحقيقية وابحاث التلميع التي تدخل من باب العلاقات العامة وتخرج من نافذة مطرزة بالوهم والمعلومات المفبركة, هذا الخيط تشده قوتان هما اخلاقيات التجارة والطمع المغروس في اعماق النفس البشرية والممارسين للأعمال خصوصاً.
لنفترض جدلاً ان شركة ما دفعت مبالغ طائلة لمركز ابحاث لإجراء دراسة عن الصناعة التي تعمل فيها او السوق الذي تنافس فيه, ماذا يفترض ان يكون موقف الشركة والمركز في هذه الحال؟ وماذا يحدث حقاً في واقع الأعمال المؤلم لدينا.
المفترض والمعقول ان الشركة تقف هناك بعيداً على الحياد ولا تتدخل في خطوات البحث من جمع معلومات وتحليل بيانات وتوثيق نتائج، وعليها ان تعلن الحقائق اذا كانت تخدمها وتعزز موقفها التنافسي لاضير وبإمكانها ان تضع الدراسة في الخفاء وتستفيد منها اذا كانت عكس ذلك, اما مركز الأبحاث فيجب ان يلتزم بأخلاقيات العمل التجاري المتعارف عليها فلا يغش او يدلس ولا يفبرك النتائج وانما يجري دراسة سوقية احترافية متكاملة سواء ارضت العميل أم لا؟
هذا المفترض ولكن عندما تتحول الدراسات والبحوث الى ادوات تلميع وارضاء للعقد النفسية وتهجم بدون حق على المنافسين واخفاء متعمد للارقام والحقائق فهذه العملية غير منطقية اشبه ماتكون بالسيرك وهنا تكمن خطورة بأن تتحول مادة بحوث التسويق الى تهريج في تهريج.
البحوث والدراسات خاصة في التسويق هي جهود تهدف الى تفسير الظواهر والوصول الى حقائق منطقية قريبة من 1+1=2 وذلك من اجل ترشيد القرارات التسويقية المهمة خاصة قرارات التسعير والاعلان والتوزيع وغيرها بما في ذلك القرارات الاستراتيجية المصيرية مثل قرار مواجهة الصراعات او الدخول الى أسواق معينة الخ.
والاهتمام بهذا المفهوم لايرتبط فقط بالمديرين او الاكاديميين او الشركات المهتمة بالتسويق بل يجب ان يكون هما عاماً لان البحوث والدراسات لا يفضل ان تكون بضاعة تباع وتشترى ويتفرج عليها الذين لايملكون المال او العلاقات او لايرغبون الدخول في معمعة الصراعات البحثية بل الصرعات البحثية!
لمصلحة العلم والبحث العلمي واحترام الذات يحب ان يكون للدراسات والبحوث ثقلها واهميتها وقيمتها العلوية رغبة في الوصول الى المعلومات الصادقة والنتائج الحقيقية فقط .
وتبقى نقطة مهمة وهي ان بعض الشركات تقدم على دفع مبالع كبيرة للحصول على ابحاث موجهة ودراسات منمقة حتى لو لم تكن حقيقية وبعض مراكز ابحاث السوق تقدم على اداء دراسات وابحاث تخدم رؤية معينة او موقفا خاصا بالجهة التي دفعت المبلغ فتكون الشركة قد اوهمت نفسها بالبطولة بفلوسها ويكون المركز قد خدش اخلاقيات الأعمال Business Ethics مع سبق الاصرار والترصد، وياقلب لا تحزن,وبين هذا الشد والجذب ضاعت الطاسة !! والمعلومة الحقيقة والله المستعان ,
*sunalotaibi * yahoo.com

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved