Wednesday 9th February, 2000 G No. 9995جريدة الجزيرة الاربعاء 3 ,ذو القعدة 1420 العدد 9995



روائية عابرة للجنسيات
الأديبة ليلى الأطرش: تنبأت بالانتفاضة في روايتي الأولى
أدب المرأة ليس ترفاً، ولا أسعي للجوائز

القاهرة مكتب الجزيرة شريف صالح:
تعد الاديبة ليلى الاطرش عابرة للجنسيات العربية فهي من اصل فلسطيني لكنها تحمل الجنسية الاردنية حيث تزوجت وعاشت بالاردن بجانب عملها الاساس في القناة الفضائية بدولة قطر,.
هذا التنوع اتاح لتجربتها الروائية أن تمتد وتتسع لتشمل الهم العربي وذلك من خلال اربع روايات منها تشرق غربا، امراة للفصول الخمسة، ليلتان وظل امراة، وأخيرا صدرلها صهيل المسافات.
التقت بها الجزيرة في محاولة لرصد تجربتها مع الابداع ومع العمل الاعلامي أيضا.
بين فلسطين والأردن وقطر
* من المعروف أنك فلسطينية، تحملين الجنسية الاردنية، وأيضا تعملين في التليفزيون القطري منذ سنوات عديدة,, فكيف ترين هذه المعادلة؟
في الاساس انا فلسطينية ولم تنقطع ابدا صلتي بالوطن، فهناك جزء من عائلتي، وهناك الحنين الدائم اليه,, في نفس الوقت عائلتي ايضا بالاردن، حيث اعيش، وحيث تزوجت من أردني، ومن الصعب أن نفصل ما بين الاردن وفلسطين، فهما يشتركان في ترابطهما، وفي مشاعر الناس المتبادلة,, وحاليا أعيش مع زوجي بالاردن، لكني بجانب هذا أعمل كمعدة ومقدمة لعدد من البرامج بالقناة الفضائية القطرية.
أربع روايات
* على صعيد عملك الابداعي قدمت عددا من الروايات المهمة، لدرجة أن البعض اعتبرك أول روائية استشرفت الانتفاضة الفلسطينية؟
بالفعل اعتقد أنني بشرت في روايتي الاولى بالانتفاضة,, لقد كنت أشاهد التليفزيون ورأيت امراة فلسطينية بسيطة امامي انا التي أعيش خارج فلسطين,, رأيتها ترشق الاسرائيلين بالحجارة مع غيرها من النساء غير المتعلمات، فتساءلت: ماالذي يجعل امرأة كهذه تقاوم؟! وجاءت الاجابة من خلال روايتي تشرق غربا ، وقد يكون للعنوان دلالات، واستشراف للمستقبل نبع من أن هناك شيئاً ما سيحرك الناس، وقد تنبه النقاد لما قلته بالحرف الواحد: سيقاومونهم بالحجارة,, وبتشوفوا.
* في أعمالك التالية رصدت عددا من التجارب الهامة مثل التنافس بين أختين نظرة الرجل الى المرأة,, نريد ايضاحا أشمل لما تطرحينه من قضايا؟
بداية تشغلني القضايا العربية، لكني لا أضع منهجية ما,, لا أقول مثلا انني سأكتب اليوم عن امرأة تعاني الظلم,, فلابد أن تلح علي شخصية ما كى أبدأ في الكتابة, في روايتي الثانية امرأة للفصول الخمسة التي صدرت عام 90,, طرحت تساؤلا عن الرجل الذي ينجح اقتصاديا هل يبقى على مثله وقيمه؟ لقد اتخذ صنف من الرجال السلاح كتجارة، بجانب أن زوجته التي تعتقد أن تحررها يرتبط بالجانب الاقتصادي فحسب تمثل نموذجا للمرأة التي ترى خيانة زوجها وانهيار أسرتها أمام عينيها كما ترى مدى قسوة المجتمع في نظرته اليها, أما روايتي التالية ليلتان وظل امرأة والتي تدرس في بعض الجامعات الاردنية فانها تتحدث عن شقيقتين تلتقيان بعد غياب، وتمثل كل منهما نموذجا مناقضا للاخرى وان انتهى مصيرهما بالفشل, أما آخر رواية صدرت لي فهي صهيل المسافات وفيها أعتنى بالرجل العربي وأغوص في أعماقه لأعرف كيف ينظر للمرأة من خلال علاقته بامرأته وعلاقته بأخرى أجنبية.
وهكذا تشغلني كثيرا القضايا الاجتماعية بالدرجة الاولى سواء ما يخص المرأة وحدها، أو مايخص المرأة والرجل معا، لكني لا اغفل في نفس الوقت عن البعد القومي لتك القضايا.
شعاع الموهبة
* كيف بدأت علاقتك بالكتابة؟
من الصعب أن يعرف المرء ماذا يريد وهو في سن صغيرة,, كنت أتمنى مثلا أن أكون محامية ولهذا درست الحقوق وحصلت على الليسانس بعد أن أتممت دراستي للادب العربي، لكني لم أعمل بالمحاماة كما تمنيت, كما حاولت التعبير عما يجول بخاطري من خلال الرسم الا أنني كنت رسامة فاشلة, وشعرت أنني أمتلك خيالا واسعا وهو مالم ينتبه له الاهل فكنت أروي لهم كثيرا من القصص المختلفة,, وذات يوم تنبه مدرس اللغة العربية الى قصة قصيرة كتبتها في موضوع الانشاء فأعجبته وجعلني اقرؤها على زملائي, من هنا احسست بموهبتي في الكتابة وبدأت اراسل الصحف والاذاعة وكنت افاجأ بهم يلقبونني بالاديبة الشابة وكان هذا كلاما كبيرا على سني لكنه اسعدني, ومن هذه الواقعة اعتقد أن المدارس لها دور كبير في اكتشاف مواهب الانسان او مساعدته على اكتشاف نفسه.
* هل يعني هذا أن الاسرة لا دور لها في اكتشاف الموهبة؟
لا استطيع أن اقول ذلك,, فمثلا كان والدي قارئا نهما ولديه مكتبة كبيرة استطعت من خلالها أن اطلع على روايات الهلال والجيل والاثنين وغيرها من المجلات، وكذلك كتب التراث وروايات احسان عبدالقدوس ويوسف السباعي وكان هناك موقف اسرتي الذي فجر في دفقة الحماس للقراءة والمعرفة، فقد كنت في سن صغيرة اقرأ وأتهجا قدر ما استطيع دون فهم، وذات يوم سألتني شقيقتي الكبرى يوما: هل تعرفين ما معنى كلمة جيد؟ وشعرت بالتنافس المعروف بين الاخوات، ولم استطع الرد، فأخبرتني اختي أن معناها: عنق، وحين سألتها من اين عرفت معناها؟ اجابت: من روايات الهلال,, وهكذا فان التنافس او الجو الثقافي الاسري عامل مهم في التكوين المعرفي للكاتب.
ضد الكتابة المخملية
* هناك اتهام للمرأة الكاتبة بأنها تكتب ترفا؟
هناك من يعتقد ان الفن للفن هناك من يعتقد انه لابد من ايدلوجية مسبقة للكتابة,, وبالتأكيد ما يميز أي عمل ابداعي هو امتلاك الادوات,, فالافضل بدلا من سوق مثل هذا الاتهام أن نسأله: هل امتلكت الكاتبة العربية ادواتها؟ بالتأكيد هناك روائيات متميزات ولا يكتبن ترفاً.
ولماذا تكتب المرأة ترفا؟ ولماذا لا نسأل الرجل: هل تكتب ترفا؟ او نسأل الرسام: هل ترسم ترفا؟ أنا اكتب للتعبير عن نفسي,, لان هناك شيئا ما يلح علي للتعبير عنه,, فتلك في الاساس موهبة ودفقة تريد أن تخرج.
* اذا كانت المرأة جادة في الكتابة,, فلماذا هي بعيدة عن التكريم؟
بعض برامجي نالت العديد من الجوائز؟
* انا اقصد في مجال الكتابة والابداع تحديدا؟
بداية,, معظم المهرجانات لا يكون التقييم فيها صحيحا وانما تدخل اعتبارات متعددة ومختلفة,, ثم انه لاتوجد مثلا جائزة لادب النساء,, وهناك بديهة معروفة أن على المبدع أن يتقدم بعملة للجائزة كي يحصل عليها، وانا ككاتبة لم اتقدم في يوم من الايام الى أي جائزة,, ربما كان تقصيرا مني وسوف احاول تلافيه مستقبلا، وان كان لا يشغلني كثيرا الحصول على جائزة,, ثم ان الوضع الغريب لتكريم المرأة ليس قاصرا عليها حيث هناك العديد من الرجال الكتاب يستحقون الجوائز ولم ينالوا شيئا.
* * وهل تتابعين كتابة المرأة في المملكة والخليج؟
هناك كاتبات على مستوى عال في دول الخليج ففي السعودية رجاء عالم وفي قطر دلال وشعاع خليفة,, وفي الكويت فاطمة العلي وليلى العثمان,,, واعتقد أن القصة القصيرة هي الاكثر تعبيرا عن هموم المرأة الخليجية حاليا.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved