من الأمور الممتعة التي أحب القراءة عنها دائماً، تلك الكائنات الجميلة الرقيقة المتعددة الأنواع والأحجام والتي تدعى بالطيور.
ثمة شيء ما يشدني إليها,, ربما لأن الكثير منا يحسدها لأنها تحلّق بجناحين وتبتعد كثيراً عن ثقل الأرض وما عليها من حروب ومآس وكوارث طبيعية كانت أو بفعل الإنسان ذاته ,, وقد قرأت مرة عن أحد أنواع هذه الطيور,, لكنه لا يطير نظراً لضخامة حجمه، ألا وهو النَّعام ,, يقول الخبر: يوجد ثلاثة أنواع من النعام تعيش جميعها في البلاد الحارة الجافة,, وهي خجولة تهرب من الانسان اذا ما اقترب منها,, وتدافع عن نفسها اذا ما حوصرت برفسات قوية!!
يقوم الذكر باحتضان البيض وحراسته بالتعاون مع الأنثى,, حيث تضع أنثى النعام حوالي سبع بيضات,, لكن عالماً للحيوان يدعى لويس, م, هوركنال كان يفاجأ دائماً بوجود أكثر من بيضة في أكثر أعشاش النعام,, واكتشف بعد دراسة طويلة ان النعام يتبع استراتيجية تدعى استراتيجية الاغواء وذلك بوضعه البيوض التي يسرقها من أعشاش النعام الأخرى في مقدمة العش ويعمل منها حاجزاً واقياً لبيوضه الخاصة التي يخفيها تحته ليغري ببيوض غيره أي معتدٍ مثل ابن آوى والكلاب البرية والأسود والفهود والنسور,, يبدو سلوك طائر النعام مدهشاً ومضحكاً لكنه في الوقت ذاته يدل على أنانية بالغة من خلال التضحية بآخرين ووضعهم في وجه الموت لتعيش بيضاته هو,,! واذا تجاوزنا هذا الأمر نظراً لأن طائر النعام لا يملك عقل الانسان ولا قدرته على التفكير فكيف نجد عذراً للإنسان الذي يتبع مثل هذا السلوك,,؟!
فالبعض يتصف بأنانية شديدة وحب للذات تجعله لا يبالي اطلاقاً بما,, ومن حوله ولا بأشيائهم الخاصة أو ممتلكاتهم العزيزة الغالية في سبيل ان يبقى هو,,!
وهو لا ينظر إليهم أو يتمنى لهم ما يتمناه لنفسه,, ليذهب كل شيء إلى الجحيم في سبيل أحلامه ورغباته، ولو تخطى أحلام وطموحات الجميع، وداست قدمه على رقابهم.
شعاره دائماً أنا ومن بعدي الطوفان !
***
* يعترض بعض الضالعين المختصين باللغة العربية بشدة على تسمية الطبيب الممارس لمهنة الطب بدكتور بحجة أنه طبيب يحمل بكالوريوس ولم يحمل الدكتوراه بعد,, واذا كان يسمى كذلك الآن فماذا سنطلق عليه إذن بعد أن يحمل مؤهلاً أعلى الدكتوراه في الطب ؟! واعتقد بأن هذه التسمية الشائعة للطبيب بدكتور قد تم اقتباسها من كلمة طبيب باللغة الانجليزية doctor ,, ويرى أولئك المختصون ان هذا يعتبر خطأ فاحشاً ولا بد من تعديله والكف عنه رغم ذيوعه وانتشاره في كافة أوساط وشرائح المجتمع,, فما رأي الأطباء,, وما رأيكم أنتم قرائي الأعزاء؟!