*الفعل هو أفضل الأجوبة
حكمة عالمية
***
عندي سؤال عويص لكنني قبل ذلك أذكركم بجواب الفلاسفة الهنود للاسكندر الكبير حين يسألهم سؤالا صعبا، إذ كانوا يقولون له للسؤال العويص، إجابة عويصة ومن حينها ذهبت عبارتهم حكمة يونانية.
وسؤالي الذي أتمنى أن يجد الإجابة لدى أبناء قومي من الكتّاب والكاتبات هو هل ستصمد كتاباتنا أمام الزحف القادم من الحاسب والإنترنت؟
في بريطانيا صنعت شركة إعلامية استخدمت الحاسوب بإنتاج تقنية الواقع الافتراضي مذيعة لتقديم نشرات الأخبار عبر الإنترنت والاجهزة الإليكترونية التفاعلية, وتستطيع انانوفا وهذا هو اسمها قراءة النصوص المكتوبة على شاشة الحاسوب وترجمة النصوص المكتوبة الى لغة إشارات الصم.
والسؤال هل سينجح الحاسوب في كتابة المقالات فنسكت نحن عن الكلام المباح؟!
وهل سيجيء الزمن الذي يدخل القارئ الموضوع الذي يريد أن يقرأه والمشكلة التي يتوخى حلها أو استطلاع أبعادها كبيانات ثم يعطيه الحاسوب المقال الذي يحب بعد الإطلاع على المواصفات كالمساحة والأسلوب والمفردات اللغوية؟!
إن شبكات الإنترنت بدأت سريعا في إصدار مجلات عبرها واصبح هناك العديد من المواقع التي يستطيع القارئ أن يزورها ويستمتع بالقراءة المتنوعة بعيداً عن التبويب التقليدي للصحف والمجلات، حيث يختلف تصميم المواقع الشخصية باختلاف أصحابها.
ترى ما الذي نقدمه للقارئ العجل في زمن الانترنت فيجذبه عن إغراء التقنيات الحديثة في عالم الإبداع؟ وإلى متى سيصمد القلم والورقة أمام شاشة الحاسوب وبرامج الطباعة المتعددة؟
إنها أسئلة كما قلت عويصة لكن أجوبتها ليست مستحيلة، فقط تحتاج منا الى إعادة تشكيل الذات الكتابية وتطوير صياغة الإبداع بطرائق مميزة وغير تقليدية.
الحديث سهل لكن ماذا عن الفعل صدق الصينيون حين قالوا في حكمهم إن معرفة كيفية صنع شيء ما هي أسهل من صنعه !!