Wednesday 9th February, 2000 G No. 9995جريدة الجزيرة الاربعاء 3 ,ذو القعدة 1420 العدد 9995



تأملات بين صنع البشر وإتقان الكون
حمد بن عبدالله القاضي

** كان العالم مشغولا بعلة القرن مشكلة الصفرين ,,!
حتى صار العالم على كف عفريت من إرهاب الحاسوب ,,!
فمن معلومات عن سقوط الطائرات,,!
ومن تقارير عن توقف الأجهزة الطبية,,!
ومن ناعق باحتمال انطلاق مفاتيح القنابل النووية,,!
والحق,,!
أنه ليس كل ذلك التخويف باطلا بل محتمل,,!
أليس من صنع البشر.
أليس من اختراع وادارة وحساب أشخاص يخطئون وهم لا يملكون أغلى ما لديهم ألا وهو حياتهم وأنفسهم,,!
ثم أليس هناك أجهزة قابلة للعطل في أية لحظة.
***
في ذات الوقت الذي كان فيه التخويف على أشده,, كنت أتأمل في هذا الكون المتقن بمجراته ونجومه وكواكبه وشمسه وقمره.
تلك التي تسير بنظام دقيق,, دقيق جدا منذ آلاف السنين,, منذ خلق الله الكون، وخلق السموات والاراضين في ستة أيام.
وكل في فلك يسبحون.
لم يختل نظام.
ولم يتوقف جريان, إن كل شيء بحسبان.
(كل في فلك يسبحون) (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم, والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم, لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)سورة يس .
(الشمس والقمر بحسبان) سورة الرحمن الآية 5 ، فالشمس لا تتأخر عن الشروق دقيقة ولا القمر عن البزوغ لحظة.
وكل شيء في الكون يسير بدقة متناهية وإلا لاختل الكون وخربت الدنيا.
حقا,,!
إنه صنع الله الذي أتقن كل شيء صنعه.
وليس صنع البشر الذين أرعبهم صفران لم يحسب عتاوله علماء الكمبيوتر مضي السنين وانتهاء الأعوام.
كل تفكيرهم ومبلغ علمهم سنين معدودة,, لم تتجاوز أنف أطولهم عمرا.
بل إن العالم بكل تقنياته وتطوره غير قادر على أن يخلق ذبابة ولو اجتمعوا له,, ضعف الطالب والمطلوب,,!
بل أنه عاجز عن معرفة سر خلق أحقر المخلوقات الذبابة ,,!
ولهذا كم كان ذلك العالم حكيما عندما سئل لماذا خلق الله الذبابة؟ فقال ذلك العالم الحكيم:
من أجل أن يذل بها الجبابرة ,,!
تباركت يا الله.
ما خلقت شيئا إلا لحكمة، وما خلقت شيئا إلا ليسير بنظام دقيق تعجز عنه شاشات الحاسبات وتنهزم أمام دقته اختراعات التقنية,,!
سبحانك.
ربنا ما خلقت هذا باطلا.
أما خلق البشر فباطل الأباطيل، أليس فيروس لا تراه العين يمكن أن يقضي على أعتى البشر ويمكن أن يهدم كل شاشات ومعلومات الكمبيوتر ويلخبط الدنيا ,,!
***
** المنطق والحكمة
بين هذين الرجلين**
** هناك بعض الرجال
ممن أعطاه الله القدرة على حسن الحديث وحكمة الرأي وقوة الحجة، وسواء كان ذلك في أحاديثهم الخاصة أو العامة,,!
وأشير هنا الى رجلين من رجالات هذا الوطن الجميل يشداني دائما الى أحاديثهما وحواراتهما سواء الشخصية أو الصحفية أو التلفزيونية,,!
إنهما سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي أعطاه الله القدرة على الحوار الهادىء والأسلوب المقنع، والرد الحاضر، إنني كثيرا ما أشفقت على سموه عندما يفاجئه مندوبو الصحف بعد خروجه من مؤتمر أو مناسبة ببعض الأسئلة المحرجة أو التي أظنها من جانبي محرجة، ولكن سموه بما أعطاه الله من سعة الأفق، وقوة المنطق، وثراء المعلومة والتجربة، سرعان ما يرد برد حليم حكيم سواء كان الطرح حول أمر سياسي أو شأن اجتماعي، وأنه حقا في قوله وعمله رجل الحاءات الثلاث الحلم والحكمة والحزم .
وفقه الله لخدمة هذا الوطن الأغلى.
* أما الرجل الآخر فهو معالي الشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى، فأنت عندما تقرؤه في حوار أو تستمع اليه في لقاء تشعر باستيعاب معاليه لمستجدات العصر، يدعم ذلك علمه وثقافته الدينية الواسعة.
وآخر ما شدني معاليه عندما تحدث في أثنينية الشيخ عثمان الصالح عن قضية شائكة الشورى لدينا والديمقراطية لديهم ومسألة الاختيار والانتخاب فقال في كلمات تسمع من في قلبه صمم : اخترنا الشورى لأنها تشريع سماوي جاء ربانيا، فمرجعيتنا بالشورى ربانية، ومرجعية غيرنا بشرية,, ونحن لا نشجب خيارات الآخرين فلهم خيارهم ولنا خيارنا، نحن اخترنا الشورى، وغيرنا اختار الديمقراطية، وأضيف من عندي المهم الوصول الى الهدف ويضيف معاليه قائلا بأسلوب مفحم حول الانتخاب والاختيار:ان هذه الكوكبة من الأعضاء في مجلس الشورى لدينا لا يمكن ان تتوفر في أي مجلس في العالم حسب اطلاعي ومعرفتي بالمجالس الأخرى التي تتم عبر الانتخاب حيث ان الناخب لا يمكن أن يختار من تتوفر فيه كافة الضوابط المطلوبة اضافة الى خضوعه للاغراءات ودغدغة العواطف والوعود، وليس الانتخاب هو الوسيلة الفضلى لاختيار الأعضاء .
إن كلام الشيخ ابن جبير كلام منطقي مقنع فالشورى من الله وهو الأدرى بما يصلح خلقه، وقد ارتضيناها، فهي التي نعتقد أنها تحقق الأهداف المطلوبة, وأما الانتخاب فكم رأينا فيه من مهازل وجدل ولجاج لا يوصل الى رأي، بل يعطل كل قرار ورأي خاصة في دول العالم الثالث, وأما الاختيار فهو يجيء هادئا مقنعا موفرا لأي مجلس ما يناسبه من ذوي الآراء المتزنة والتخصصات المتنوعة.
كم أتطلع أن تنتقل تجربة الشورى لدينا الى دول العالم الثالث: التي تضيع أوقات وجهود مجالسها بالجدل الذي ما دخل أمة إلا أشغلها، وأفسد عليها شؤونها، وأكثر شجونها، ومن ثم لا تحقق هذه المجالس ما تريده الشعوب منها,!
وما أصدق الشاعر الحكيم الذي قال:
تهدى الأمور بأهل الرشد ما صلحت
وإن تولوا فبالأشرار تنقاد
***
** الفضائيات
وماذا تأكل الفنانات,!**
** بعث اليّ قارىء كريم هو الأخ محمد الحربي من الدمام رسالة مؤثرة معقبا فيها على مقالي السابق يا أمة ضحكت من فضائياتها الأمم !
وقد أورد برسالته مشهدا قال ان الكاتبة الدكتورة أمل الطعيمي نشرت عنه في صحيفة اليوم، ويعلق قائلا: هل تصدق ان احدى المذيعات أوردت في أحد البرامج الفضائية سؤالا على الهواء أمام المشاهدين والمشاهدات، وحددت جائزة كبيرة لمن يجيب عليه والسؤال هو: ماهي الأكلة المفضلة للفنانة سميرة بنت سعيد؟ ,!
أكاد لا أصدق لولا ان الكاتبة الكريمة شاهدت ذلك ولفت نظري هذا القارىء الكريم من واقع غيرته على أبناء أمته,!
تصوروا,, سؤال عن الأكلة المفضلة للفنانة فلانة.
طوى المذيعة السائلة الجوع,! .
ترى ما هذه الثقافة التي تريد هذه القنوات الفضائية أو بالأحرى الفضائحية أن تبثها وتنشرها من خلال طرح مثل هذه الأسئلة,, هل تريد من المشاهدين والمشاهدات في بلاد العرب أوطاني متابعة ماذا يأكل الفنانون وماذا تأكل الفنانات.
إن هذه الفضائيات العربية تريد من أبناء العرب بدلا من أن يقرأوا تاريخهم وسير أبطالهم عبر مثل هذه الأسئلة تريد منهم أن يقرأوا ويتابعوا سير الفنانين والفنانات وبئس السير وذلك ليتعرفوا ماذا يغنون وماذا يأكلون، وكيف ينامون ويلعبون من أجل أن يجيبوا على أسئلة مسابقاتهم الفضائية ويحصدوا منها الجوائز.
يا للمأساة
ان الفضائيات لا تمارس السخف فقط.
ولكنها تنشره وتكرمه أيضا.
والعزاء لنا كمشاهدين ومشاهدات,!
والشكوى إلى الله.
فبدلا من أن نوظف التقنية الحديثة في خدمة قضايانا وثقافتنا وقيمنا وظفناها في تهميش ثقافتنا ومسح هويتنا وترويج السخف بين عقول شبابنا وشاباتنا,!
ويا أيتها الفضائيات
وش بقي ما ظهر,!
***
** رسالة صوتية
إلى وزير الهاتف,,!**
** معالي وزير التخطيط ووزير الهاتف بالنيابة أ, خالد القصيبي قال في حواره الجميل مع الجزيرة ، الذي كان خاصا بشؤون التخطيط، وبعض جوانب من اهتماماته قال لا أخفيك الظهور في وسائل الاعلام لا أرتاح اليه، ولكن إذا كان الواجب يستلزم ذلك فراحتي شيء ثانوي .
وأنا أتفق مع معاليه الى حد ما في ذلك لكن الصمت ليس حكمة دائما، خاصة وأن معاليه الآن مكلف بحقيبة وزارة الهاتف، وطبيعة هذه الوزارة التي تشرف على شركة الاتصالات هو الكلام,, بل إن رزقها عليه.
ومنذ أن تم تكليف معاليه بها ونحن لم نقرأ له تصريحا أو نسمع له ركزاً.
وهناك دواع عدة لطلب سماع صوت الوزير العزيز,, الناس يريدون توضيحا لها، وحديثا بشأنها سواء ما يتعلق بالهاتف الثابت أو الجوال أو السيار,,!
ولي عودة أخرى.
***
** آخر الكلمات**
** شدتني كثيرا هذه الحكمة الصادقة:
الغني بلا سخاء مثل صندوق بلا مفتاح ,!
وذلك حق
فالصندوق بلا مفتاح مهما كان مليئا بالنقود والجواهر لا قيمة له وهو لا يستفاد مما فيه إلا إذا تم كسره وكأن هذا الكسر له رغما عنه لاخراج كل ما فيه قسراً، كأن هذا الكسر الموت الذي يأتي الغني البخيل عنوة فيتم أخذ كل ما لديه دون أن يلقى جزاء، أو دعاء، أو شكورا,.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved