عزيزتي الجزيرة
اطلعت في عدد الجزيرة (9987) ليوم الثلاثاء 25/10/1420ه على ماكتبه في زاوية (مستعجل) الكاتب الكبير عبدالرحمن بن سعد السماري تحت عنوان (خلاف حول مكب البلدية) تناول من خلاله مايمكن ان يحدث في كثير من المدن من خلافات حول مصرف المجاري قد تصل أحيانا إلى درجة رفض المشروع بينما يوجد هنا وهناك مكان قد اصطلح على انه موقع (المكب) و (المحرقة) وأن هذا الموقع مهيأ لاستقبال مثل هذا المشروع.
اقول بالفعل فمشروع الصرف الصحي حلم يراود سكان محافظة الزلفي بسب معاناتهم من آثار الطفح وتأثيراته السلبية مثل: التهاب الكبد الوبائي والروائح الكريهة والأوبئة المتعددة، وكغيرها من المناطق والمحافظات الأخرى حظيت بالرعاية الكريمة من حكومتنا الرشيدة، فقد اعتمد مشروع الصرف الصحي في المحافظة للقضاء على هذه المعاناة، ولكن لم يُحسن اختيار الموقع لهذه المحطة بسبب الاجتهادات الفردية مما جعل الأهالي يطالبون بإبعادها ومنع الضرر المحقق وقوعه عند إتمام هذا الأمر لأسباب كثيرة من اهمها:
1 أن الموقع المقترح قريب من العمران وفي وسط المزارع والاستراحات.
2 أنه في الجهة الشمالية من المحافظة والتي تعد رئتها التي تتنفس من خلالها وجهة الامتداد الطبيعي.
3 النهضة العمرانية والنمو المطرد حيث امتد العمران نحو الموقع المقترح خلال خمس سنوات فقط اكثر من اربعة كيلومترات.
4 الموقع المقترح يعتبر من أفضل المواقع الزراعية وذلك لخصوبة ارضه ووفرة مياهه وعذوبتها.
5 وقوعه على الطريق العام والوحيد الذي يربط المحافظة بمراكزها وقراها الممتدة على هذا الطريق.
6 تضاريس المحافظة تحتم اختيار موقع بديل لئلا يُشكل عائقاً أمام الامتداد العمراني للمحافظة.
7 الموقع المقترح تم منحه من قبل وزارة الزراعة للمواطنين عام 1415ه بينما كانت المطالبة بالمشروع منذ 1396ه مما يعني عدم قناعة جهة الاختصاص بصلاحية الموقع لهذا الغرض.
8 الموقع تم شراؤه من قبل أفراد وليست جهة مسؤولة.
مما سبق يتضح عدم وجود دراسة مستفيضة لكافة جوانب هذا المشروع الصحية والاقتصادية والاجتماعية، ولم يراع فيه حقوق المجاورين وما يمكن أن يطالهم من الضرر بيد أن التعليمات تقتضي مراعاة هذا الجانب وتؤكد عليه، ثم إنه قد صدر قرار بإيقاف العمل بهذا المشروع ريثما يتم تشكيل لجنة للوقوف على الطبيعة وإعداد تقرير بذلك ولكن بدلاً من الالتزام بهذا القرار بدا للجميع واضحاً أن العمل قد تضاعف وأتبع الليل بالنهار.
لقد كان هذا المشروع حلماً يراود الأهالي ويتمنون تحقيقه،أما الآن فقد اصبح كابوساً ينتظرون الخلاص منه، ولكم كان جميلاً لو ترك لأهل الاختصاص عملهم في اختيار الموقع الملائم والمحقق للمصلحة العامة.
سليمان الخنيني
الرياض