الندوات الثقافية للجنادرية بين الواقع والمأمول د, أبو بكر باقادر:الجنادرية منعطف مهم لبلورة وصياغة الموقف الثقافي المتزن,, ومحطة لتقديم التاريخ الحديث لمنطقة الخليج الندوات أتاحت للمثقف فرصة الالتقاء والتحاور في بيت العرب محمد علي قدس :المهرجان بانوراما لعراقة الماضي وأصالته |
*تحقيق : مريم شرف الدين
الجنادرية هذا الصوت القادم من الماضي إلى الحاضر بحنينه الممتزج بتراث الأجداد وتاريخه الذي نتصفح معانيه في كل مفردة يجسدها هذا الحدث,, لم يعد مجرد حدث انصهر في بوتقة التراث المشبع بعبق الماضي وتلك الرموز الشعبية البسيطة التي ترسخ بها واقع كل التحولات التي تحققت لهذه البلاد,, ولكنه اصبح توثيقاً للحقائق التي صنعت دولة استطاعت باصالة جذورها رسم مسارات للتنمية والأمن والاستقرار,, بالثقة والعزيمة وقوة الاصرار.
بل تحولت الجنادرية إلى بانوراما ثقافية اعادت صياغة هذاالمهرجان ليبقى منتدى كبيراً يلامس احاسيس المثقف والمفكر والأديب العربي ويصنع شيئاً من التحدي لإعطائه القوة لمهامسة رؤى جديدة حيث الصراع والتطور والسباق المحموم وممارسة البحث والابتكار والتعبير بالحس الذي يتمازج بجذوره التي لازالت تتواصل مع الماضي في صمت وتمتد إلى حقب من السنين ومع هذا الثراء الثقافي والفكري لمهرجان الجنادرية منذ انطلاقته عام 1405ه 1985م وحتى فعاليات (الجنادرية 14) في العام الماضي 1419ه 1999م) كانت محصلة هذا الحداء الثقافي (109 ندوة) و(35محاضرة) و(25 أمسية شعرية جمعت بين الفصحى والشعبي) على هامش فعاليات النشاط النسائي فقد وصلت عدد الندوات (12 ندوة) و(11محاضرة) و(6 أمسيات شعرية) علاوة على هذه الصياغة الفكرية الثقافية لمهرجان الجنادرية، وعظم هذا الحدث وترسيخه لمسار جديد لمعنى الثقافة يجعلنا نضع هذه الندوات على مائدة المداولة.
وطرح عدد من التساؤلات التي ربما لم تغب عن اذهان الكثيرين سواء كانت تدور حول تقييمنا لهذه الندوات أو ما حققته للمثقف العربي الذي يشاركنا وطنية هذا الحدث ويشعرنا بتواصله مع اللحمة العربية يبادلنا المشاعر الانسانية التي تعزز من معاني هذا الالتقاء الروحي,.
ايضا هذه الندوات ماذا نتأمل منها بعد أن تحولت إلى مورد عذب تزداد قنواته للتواصل مع الثقافات الأخرى وخصوصا ونحن نتناغم مع الألفية الجديدة واختيار الرياض كعاصمة للثقافة وتحديات العولمة,.
منعطف هام
د, ابو بكر باقادر المفكر واستاذ قسم الاجتماع في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة يقول:
,, هناك جنادريات كان فيها (س) من الموضوعات، ولاشك ان هذا الموضوع يبقى محط اهتمام حقيقي لجذب انتباه المثقف العربي وغيره, يجعلنانقول:
ان الجنادرية كانت منعطفا هاما لبلورة وصياغة موقف ثقافي متزن وعلى سبيل المثال: قضية الاسلام والغرب التي نتناولها خلال ثلاث جنادريات,, كما اتضح لنا كان فيها مواقف لم يتم تحديدها سلفاً إلا أنه مع ذلك كان موقفا عبر عن الرغبة للدخول في حوار حقيقي مع الاخر,, ولهذا كان الطرح، وان تكن عملية الحضور متوازنة من طرف الجهات التي تمثل العالم الاسلامي والعربي والجهات التي تمثل الغرب كان التطلع ان ياتي (كوكو ياما) من الناحية النظرية بالاضافة الى ثلة واسعة من العلماء الكبار الذين لهم اسهام في هذا المجال.
وتلك الجنادرية التي مضى عليها ثلاث سنوات تبقى نموذجا مهما لمسألة ماذا تحقق؟,, وهذا مما يعني أنها قد سمحت للمثقف في المملكة العربية السعودية واتاحت للمثقف في جميع انحاء العالم فرص التفاعل على هذه الارضية، ارضية لايوجد فيها تراشق او تثبيط للرأي الآخر,, وحتى على الرغم من معرفتنا بتخوف هانتنكن,, من عدم تقبل الآخرين لرأيه ورفضهم له الا ان ماحدث هو عكس هذه التصورات والتأكيد على عدم مواجهته لأي نوع من القمع سواء من الجمهور او اي جهة من الجهات الأخرى لأن الجميع كانت لهم الرغبة في معرفة الرأي الآخر وهذه الخطوة تعتبر من الاشياء التي حققتها الجنادرية.
ايضا من الاشياء الاخرى والتي تشكل اهمية سواء على الصعيدين العربي أو المحلي تتعلق بأن كثيرا من الدورات ومنها الندوات التي تتحدث بصورة استشرافية عن وضعنا كأمة عربية وكأمة اسلامية بغض النظر عن تحاورنا مع الآخرين علينا ان نسأل انفسنا ماذا ينبغي ان نفعل؟!
وانا اعتقد انه بحديث النفس مع الذات وليس مع الطرف الآخر,, ينكشف لنا بأن الجنادرية أو جدت قاعدة جيدة لخلق الحوار بين الناس مع بعضهم البعض بشفافية وبصدق وفتح قنوات من التواصل بينهم لأن الجنادرية الحقيقية في نظري هي مايجري في اروقة الفندق والتجمع الكبير ومايحدث من حوار بين المنتدين والمثقفين,, سواء كانوا من خارج الوطن العربي او داخله والتقائهم وتقابلهم لأول مرة في بيت العرب كما يطلقون عليه أو حوارهم مع بعض المثقفين من المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
وما يجري على هذه الساحة من حديث ونقاش وتصورات في حد ذاته ثري وثمين للغاية وينبغي ان يؤخذ في الحسبان.
وعلى سبيل المثال فمن الاشياء التي لفتت انظار المثقفين الذين زاروا المهرجان هذا العام ولا نقصد به الدعاية والإعلان وإنما هو انطباع للمثقفين انفسهم أنهم وجدوا عدة امور:
اولا عدم توقعهم بأن المملكة العربية السعودية والرياض اصبحت بهذه الحداثة وبهذا التدفق والتوسع والتقدم خلال هذه الفترة الزمنية البسيطة اذا اردنا قياستها بكل المقاييس.
الامر الثاني: تكشف لهم من خلال الحوارات التي تتسم بينهم وبين زملائهم المثقفين سواء من باقي العالم العربي او السعوديين انها تتميز بالرحابة,, ووجهات النظر المختلفة وكثيراً ماسمعت من الاخوة العرب بعدم تصورهم بأن يكون لهم مثل هذا الحيز من الحرية للحديث والنقاش.
للآخرين ,, وجهة نظر
أما الامر الثالث والاهم:
فهو ان للآخرين ايضا وجهة نظر ينبغي الاستماع لها والتحاور معها وطبعاً كل هذا يعتبر فيه شيء من الفائدة على المستويين المحلي والاقليمي العربي وخروج الكثير من المفكرين العرب,, ولديهم الدافع للتفكير فيما سبق لهم الاستماع إليه,.
واخذهم لهذه الموضوعات بجدية.
أيضا إلى جانب هذا تصاحب الجنادرية العديد من الانشطة التي توضح بعض المشاريع منها مثلاً:
مشاريع المكتبات المتاحف المؤسسات الخيرية وغيرها .
وان كان اهتمامنا المحلي بها ربما لأننا نعيشها في تغيرها وتحولها اليومي والتطورات التي تعم عليها الا ان الكثير من الاخوان في البلدان العربية لفتوا انظارنا إلى أن المشروعات الموجودة لدينا فوق طموحات المنطقة ومنها بالتحديد فيما يتعلق بالنسبة للاعمال الخيرية واعمال البحث العلمي وخلافه.
وبالتالي الجنادرية اوجدت هذا المناخ.
اضافة إلى ذلك - وهذا لا استطيع ان اتحدث عنه - بإمكان الزملاء الاخرين ان يتحدثوا عنه وهو:
ان الجنادرية أصبحت محطة للفنانين التشكيليين، لتقديم التاريخ الحديث لمنطقة الخليج العربي وكثير من المؤسسات الحكومية تسعى للتعريف بتاريخها المحلي
مثل: تاريخ المواصلات العملات الاتصالات الطوابع واعداد اجنحة خاصة لها حتى دول الخليج استطاعت الاستفادة من الجنادرية في هذه المناسبة مثل دولة الكويت دولة البحرين وغيرها من الدول كما اتصور أنها قد بدأت تعنى بها من خلال الاجنحة الخاصة بها بعرض التحولات التي حدثت في العقود الاخيرة بالنسبة لتاريخها
كما يصاحب الجنادرية مهرجان شعبي للفلكلور والتراث والمسرحيات وتعارف الفنانين والتقائهم مع بعضهم البعض وان كان ليس من اختصاصي ان اتحدث عن هذا الجانب الا اننى على معرفة بأنه على هامش الجنادرية يتم عقد مثل هذه الاجتماعات بين عدد كبير من هؤلاء ولاشك ان حجم اللقاء الفكري والثقافي سيساعد على إذابة الكثير من (الجليد) وربما ينتج عنه اعمال تلاقح الافكار مابين المنتدين.
تعددية الأبعاد والفعل الفكري
وتحدث د, حسن النعمي الذي اكد من جانبه,, ان الندوات التي تقدم على هامش الجنادرية تعتبر بمثابة الفعل الفكري الذي يعطى الجنادرية صفة التجمع الثقافي, ومن غير هذه الندوات تصبح الجنادرية في رأيه,, مجرد احتفالية وتظاهرة ينتهي مردودها بانتهاء المناسبة لذلك سعى المنظمون إلى تنظيم ندوات تشكل بعداً عربياً واسلامياً وانسانياً وخاصة بالنسبة لندوات العام الماضي وندوات هذا العام وكيفية تكريس معظم الندوات في العام الماضي لمفهوم الحوار مع الغرب ومحاولة البحث في علاقة الذات بالآخر, ونتيجة لنجاح هذه الندوات وتعزيزاً لفرص الحوار مع الحضارات تقيم الجنادرية في هذا العام ندوات حول علاقتنا بالشرق.
وأتصور ان هذه الندوات وغيرها ساعدت المثقف العربي على الدخول في حوار منظم مع الكثير من الفعاليات الفكرية في الثقافات الاخرى.
وهي تمثل منبراً لابراز الذات العربية في قدرتها على التعايش مع الآخر.
ايضا محاولة استقطاب الجنادرية لقيادات فكرية وعربية يعنى اشاعة جو من الثقة في عالم يتجه إلى التوحد ضمن منظومة العولمة الاقتصادية.
ويشار هنا إلى أن عدم الوعي بهذه التغيرات سيعزز سوء الفهم ويزيد الهوة بين الحضارات عموماً,, ومن هنا يأتي دور هذه الندوات وغيرها في أمكنة أخرى لمحاولة قراءة الآخر عبر حوار هادىء بعيد عن سوء الفهم أو تهميش الآخر.
التميز الثقافي وعراقة الماضي
الاستاذ محمد علي قدسي الامين العام للنادي الادبي الثقافي بجدة كان له رأي أكد من خلاله أن من المشاهد الثقافية والتظاهرات الفكرية التي ينتظرها الادباء والمفكرون العرب في موسم كل عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي ينتظم عقد فعالياته على ارض الثمامة في جنادرية الرياض, فمنذ انطلاقته الاولى في (عام 1985م) تبلورت صورة المهرجان كملتقى فكري وتراثي له سماته المختلفة وملامحه المتميزة عن المهرجانات والمؤتمرات الثقافية والفكرية التي شهدها ويشهدها العالم العربي في كل مكان من المحيط الى الخليج.
ومن منطلق هذا الواقع اصبحت (الجنادرية) وعلى مدى اكثر من خمسة عشر عاماً عكاظاً جديدة يلتقي فيها النقاد والادباء والشعراء والمفكرون العرب وسط بانوراما لعراقة الماضي بعبقه واصالته ومشاهد الحاضر المعاصر واشراقته وزهاءوبهاء ارهاصاته ويلمح:
ولعل ابرز مايتميز به هذا المهرجان أنه ابتعد عن الاغراض السياسية والاهداف والغايات الايديولوجية وجمع بين مختلف الادباء والمفكرين والشعراء على مختلف توجهاتهم واعتقاداتهم واعطوا المنابر حرية التعبير عن ارائهم وافكارهم بما يخدم الحوار الثقافي والإجابة على مختلف اسئلة الفكر والثقافة.
قومية اللقاء
اما الاستاذ فائز ابا نائب رئيس قسم المنوعات بجريدة الوطن فقال:ان من اميز ما اختصت به الجنادرية منذ ان بدأت كمهرجان ثقافي وتحقيقها لهذا اللقاء العربي للمثقفين العرب من مختلف الاقطار في حد ذاته كبير وانجاز اكبر اضافة الى ذلك فإن ندوات الجنادرية والتي يبذل في اعدادها الجهد الكبير,, بإمكان اي متابع لأي عدد منها ان يلمس هذا التميز في الموضوعات والمشاركين.
مناحٍ أخرى للاستفادة
وما اقصده بكل هذا هو,, أن تتم الاستفادة بشكل اعمق من وجود هؤلاء الضيوف العظام الى اقصى حد, وتنظيم معرض دائم للجنادرية عن الكتاب بحيث انه مع كل مناسبة عن الجناردية يتم اقامة هذا المعرض ويتم من خلاله:
اولا عرض مؤلفات الضيوف ومطالباتهم باحضارها للعرض,.
إلىجانب هذا بالطبع تعرض فيه مؤلفات الادباء السعوديين وابناء البلد سواء من خلال مطبوعات الاندية وغيرها,.
والاهم من ذلك ان هذا التمازج والتبادل يكون للجنادرية امتداداً,, وخطوات أبعد من التأثير مما هو عليه الوضع الحالي,, وتظل انجازاتها مشكورة إلى أبعد مدى.
اماحول ماحققته لنا هذه الندوات كمثقفين عرب,, اذا جاز لي أن اعتبر نفسي من المثقفين العرب فهذا شرف انا لا ادعيه وان تكن تهمة لا انكرها.
اعتقد انها في المستوى الاول حققت التواصل الانساني الذي كناعاجزين عنه أو عجزنا عن تحقيقة,, واصبح كل مايحتاجه الواحد هو ان يذهب في زيارة عابرة الى بهو فندق الرياض للالتقاء بالاسماء التي كان يقرأ لها عن بعد ولمن كان يعتقد ان هذه الرغبة لن تتحقق له ابداً وهذه واحدة من الاشياء غير البسيطة على الاطلاق لانها حققت التمازج الانساني.
رموز عربية
وجمعت الجنادرية مثقفي المغرب العربي والاقطار الاخرى امثال عبدالوهاب البياتي رحمه الله هذا الرمز العظيم الذي كنا نلتقيه باستمرار في الجنادرية وكوكبة كبيرة من الاسماء على امتداد خارطة الوطن العربي, ولاشك أن هذا مكسب عظيم ونتمنى ان يصار إلى تعضيده وتحويله الى فعل مؤسسات والشيء المؤسسى يبقى في شكل كتاب وربما حتى بامكاننا ان نبدأ بالاستفادة من مشروع الكتاب المقروء,, كما هو الحال في اوروبا لأن في جنادرية هذا العام سيكون من ضمن الحضور الشاعر العظيم سعدي يوسف وستكون له امسية، ولهذا اتمنى ان تستغل فرصة وجوده بتسجيل عدد كبير من قصائده لتبقى متاحة في متناول عشاق الشعر الفصيح,, والجنادرية قادرة على ذلك و على ماهو اكثر ايضا.
امتداد للحدث
وهناك مناسبة اخرى اطول وهي اختيار الرياض عاصمة للثقافة عام 2000م وبهذه النقطة من اتاحة مشروع الكتاب المقروء وعندما اتمنى هذا لأن هناك ادباء لم تعد ظروفهم الصحية تساعدهم على القراءة لكبر سنهم أو غير ذلك,, لكنه يستطيع ان يستمع الى الكتاب في شريط وتصدير الكتاب المقروء قد يوصف كإضافة تختلف بها الرياض عن كل المناسبات السابقة أو أي مدينة كعاصمة للثقافة وهي تجربة لها اربع سنوات تنقلت من القاهرة الى بيروت فالإمارات.
والآن عندما جاء دورنا اعتقد هذه سبيلنا للتمايز والتعويض عن اشياء رئيسية كالمسرح والسينما والموسيقى فهذا من الممكن ان يكون موضوعياً وان نحقق خطوات نوعية تبقى للتاريخ وتليق ايضا بالرياض والمناسبة وبإذن الله هناك اناس قادرون واجهزتنا نثق في قدرتها
الدكتور ابو بكر باقادر
من جانبه قال د,ابو بكر باقادر:
الندوات التي كان يدور موضوعها عن الاسلام والغرب حظيت بحضور متميز كثيف واتاحت الفرصة للمداخلة والاستفسار وللموضوعية بعقل مفتوح وبروح تميزت بحسن النية والرضا والاستماع وتقبل الآخر وليس بالضرورة تقبل هذا ولكن على الاقل بالاستماع اليه واحترامه والتفاعل معه ان امكن بشكل ايجابي وهذا ما يتضح بالنسبة لنا
أيضا لاننسى ان الجنادرية ينبغي علينا عدم جعلها ندوة اكاديمية بحتة فهي موجهة للجماهير والغرض منها خلق هذا المناخ وتبديد الصورة التي تؤكد على عدم وجود رغبة هناك للحوار.
وطبعاً هذا العام الزاوية قد اختلفت مما يعني فتح آفاق الحوار امام الشعوب التي ينتمي جزءمنها الى العالم الاسلامي وربما لاتكون للكثيرين المعرفة بذلك لان الثقل السكاني للمسلمين وابرز التجمعات الخاصة بهم تقع في هذه المساحة التي تشتمل على/ اندونيسيا الهند الباكستان وبنغلاديش (والفارايست).
ايضا المناطق الخصبة والتي نتمنى على الله سبحانه وتعالى أن ينتشر الاسلام فيها ولها تاريخ عظيم وقديم وربما قد لاتكون لكم المعرفة ايضا بها وان ثاني محطة بعد الفتح وظهور الاسلام هي الصين وهذا الامر ربما لايكون لهم معرفة كبيرة به ويوجد لدينا في السجلات التاريخية ما يسمى (بالسفارات),, ويتم من خلالها ارسال وفود رسمية ويوجد لدينا في العهد الاموي وحده ربما (11 سفارة) وفي العهد العباسي الثاني (21 سفارة) كانت وفود المسلمين انذاك تذهب رسمياً من البلاط للبلاط .
ومجيء اخواننا من هذه الاقطار والتحاور والتفاعل معهم ان شاء الله سيكون خيرا وبركة وطبعاً نحن نتمنى كمسلمين ان يكون هذا الخير من حيث انتشار الدين التعريف بالحضارة الاسلامية وانتشارها بين هذه الامم ووحدة الصف الاسلامي, وتنامي الجانب التجاري والاقتصادي والاحتكاك وفتح قنوات من التواصل.
انفتاح على الآخر
أما الاستاذ محمد علي قدسي:فتأتي تأملاته بأن يكون المهرجان اكثر انفتاحاً على الآخر والاهتمام في كل عام باستقطاب وجوه ثقافية جديدة وأن نولي للذين يخلصون لنا في الرأي والمشورة ولهم المقدرة على اثراء المهرجان بعطاءاتهم الاهتمام الاكبر.
إن من الافضل ان يكون هناك تنوع حتى في اختيار الاسماء المشاركة اضافة الى الكثير من القضايا الفكرية التي تشكل هما ثقافيا عربياً بحاجة لالتفاتة واهتمام من قبل القائمين على المهرجان والابتعاد عن القضايا التقليدية التي استهلكت طرحاً ونقاشاً منذ سنوات.
مشاركات أكبر
الاستاذ/ فائز ابا
قال: كل مانريده ونتمناه مشاركة اكبر للمثقف مهما كان لونه, واتجاهه، وجميع الاعمار، والاتجاهات، أن تكون له مشاركة وحضور اكبر وتكريم روادنا الاستاذ ابراهيم الناصر،واستاذنا الكبير عبدالله عبدالجبار وان يصار إلى مناقشة فكره، والرصيد الذي منحه للساحة الثقافية وهو ليس بالقليل، ان يدعى رجل كالاستاذ عابد خزندار كرجل يحاضر عن الثقافات الاجنبية وما استجد فيها.
واستقطاب الاكاديميين الذين لهم قدرة على المشاركة في اضاءة مختلف قضايا المعرفة الانسانية وعدم الاقتصار على الادب وانما نتجاوز ذلك بالحديث عن الآثار والاقتصاد في كل مايهم الناس في حياتهم ولكن من خلال ثقل ثقافي حقيقي وجميل ان تذهب الجنادرية الى خطوة ابعد في التأثير مما هو عليه الوضع الحالي وتظل انجازاتها مشكورة إلى ابعد مدى.
وكل مانتمناه ان يصار إلى طبع هذه البحوث وهذه الندوات وتوصياتها وتوزيعها اولا:
1 على الاجهزة الثقافية في المملكة بوجه عام من جمعيات الثقافة والفنون والاندية الادبية.
2 الصحف والاقسام الثقافية في الصحف والمجالات لتعم الفائدة, وتبقى في متناول ايدي الجميع.
3 ان تكون كمراجع في الجامعات، وكما بلغني أن هناك ثمة اصدارات باسم كتاب الجنادرية او شيء من هذا القبيل الا اننا لم نشاهدها حتى الان رغم حرصنا على اقتنائها.
4 ان تصل للافراد من الذين لم تتح الفرصة امامهم لزيارة وحضور الجنادرية نظراً لبعدهم وهذا كما اعتقد فيه ابراز لأهمية الجانب الثقافي.
|
|
|