صقيع الرياح سربل القمر، الذي بدا متجهماً، وبلَّد اديم الصحراء فغدا اشبه بالشوك, هناك عند الافق الناعس تنفس بعض الضياء وعيون السماء تتثاءب بين الفينة والاخرى, من بين احراش عيني لمحت شيئاً يتأرجح من بعيد,, أخذت أقترب,, أقترب، فتراءى لهب يحتوش كائناً حياً,, بل كأنه آدمي، سلمت من بين اسناني سلاماً ذا ايقاع غريب، اذ تعثرت حركة السين بعض الوقت.
لم يأت صوت او اشارة تبعث الطمأنينة, حركته ولهيب النار المتراقص يلفح وجهي، فما تحرك بل سقط سقوط الخشبة السوداء.
فزعت من ان يؤول مصيري الى مثل ذلك,, ابتعدت الى الخلف مهرولاً, ثم بدأ خيال شيء ما على مدى ليس بالقريب فجّر في داخلي فضولاً أذاب تجمد قدمي, اخذت الريح تتمرغ على جسدي حتى وصلت اليه, وجدت عينيه مفتوحتين في جمود.
عندما تركته متجهاً نحو اللهب,, قرفصت على مقربة منه,, دلكت يدي,, نفخت فيهما ودفء النار يتمطى على صفحة وجهي.
ناصر علي
129