في ذات يوم من الايام الخوالي التي مرت على فلسطين ولا زالت خرج طفل تكسو ملامح وجهه البراءة يريد شراء بعض الملتزمات الغذائية من بقالة تبعد عن بيتهم مسافة ليست بالقريبة.
ذهب الطفل يهرول يحسب خطاه يحاكي نفسه ببعض طموحه المنتظر مطلقا لخياله العنان، ولكن لا يعلم ماذا ينتظره عندما يعود لبيته, اخذ الطفل ملتزماته إلى منزله مسرورا ولكن فجأة لم يتمالك نفسه ولم يصدق عينيه ها هو يشاهد ما حدث,لقد دمر العدو منزله بغارة جوية,, نظر، بكى، لا يعرف أحداً في حيه امه وأبوه مقطوعو شجرة لا قرابة لهم, اخذ الطفل يبكي ويبكي,, ثم ولى وجهه الى حيث لا يدري ليس معه إلا الملتزمات الغذائية البسيطة التي اشتراها من البقالة, وأثناء ذلك واجهه رجلٌ طاعن في السن فسأله عن الامر الذي جعله هكذا فأخبره الطفل, ثم اخذه الرجل إلى دار الايتام، ودارت الايام والسنين فالتحق الطفل سابقا بالسلك العسكري وشارك في كثير من المواجهات التي حدثت بين الجيش الفلسطيني والاسرائيلي، وفي ذات يوم حصل شجار بينه وبين جندي اسرائيلي انتهى لمصلحة الاسرائيلي لولا الله ثم فتاة عربية كانت تشاهد ما حدث فأخذت صخرة كبيرة ورمت بها على هامة الاسرائيلي فخر صريعا, وبعد مدة طويلة عندما تقاعد من الجيش الفلسطيني خرج ذات يوم من منزله لقضاء بعض ما يلزمه فوجد طفلا غارقا بالبكاء فأوقفه وسأله عن سبب شدة بكائه فأخبره بأن بيت والديه قد دمره العدو وتوفي من في البيت ولم ينج إلا هو, فأخذه الرجل وأواه,,!!
نعم بالأمس كان الرجل يمر بهذه الحالة واليوم ها هو الطفل الصغير يمر بها,.
إلى متى ستبقى فلسطين على هذه الحالة,, هتك اعراض، وأطفال يتم، ونساء رُمّل، وكهول عاجزة عن قوتها، وبيتٍ يدمر نعم هكذا!! آهات,, حسرات,, دموع تتناثر,, ولكن ليس لنا إلا الصبر والسلوان، ننتظر نصر الله القريب إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .
نايف عبدالعزيز الحمادي
ثانوية ومتوسطة عرجاء