يارا اثنينية عثمان الصالح عبدالله بن بخيت |
بعد حرب الخليج دخلت حركة الثقافة في بلادنا منعطفا جديدا بعد أن تبدلت المفاهيم التقليدية عن الفكر والأدب وتخلخلت القواعد القديمة التي كانت تقوم عليها الثقافة العالمية، ولأن المدن السعودية لا تتوفر على قدر كاف من القنوات التي تتيح الفرصة للمناقشات الجادة وتبادل الآراء برزت فجأة ما يمكن أن نسميه الصالونات والندوات التي تبرع بها رجال على استعداد لتحمل مسؤوليات بهذا الحجم.
والحق يقال لم أكن أضع أهمية كبيرة على هذه الصالونات وبالتالي لم أحضر كثيرا من ندواتها,
ولكن الدعوة الكريمة التي تلقيتها من الأستاذ بندر الصالح المسؤول عن اثنينية الشيخ عثمان الصالح الشهيرة أتاحت لي حضور واحدة من أهم الندوات الدورية التي تعقد في بلادنا, شعرت منذ الندوة الأولى التي حضرتها أن هناك منعطفا حقيقيا تتجه إليه حركة الثقافة والوعي في بلادنا, وخصوصا فيما يتعلق بالحوار بين فعاليات المجتمع المختلفة.
وقد حضرت حتى الآن ثلاث ندوات في بيت المربي الفاضل، الأولى: حول إجراءات العمل في مجلس الشورى وكان ضيفها الدكتور حمود البدر,, والثانية: تكريم الشيخ عبدالمقصود خوجة رائد الندوات المنزلية في المملكة, والثالثة: الحوار مع معالي الشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى, وفي كل الندوات الثلاث التي حضرتها خرجت محملا بكمية من المعرفة، وبكمية من الوعي وبكمية من الأسئلة أيضا,, وفي كل مرة أحضر هذه الندوات أشعر أنه يجب أن تتأصل هذه الندوات وتتنوع وهو ما يحدث الآن حتى تؤدي دورها كما أراد لها مؤسسوها, ولأن هذه تجارب جديدة على مستوى التنظيم وعلى مستوى درجة الحوار وكمية المتاحة فيه, أظن أن التنظيم الدقيق سيلعب دورا كبيرا في تأصيل هذه الندوات وتطوير مفهوم الحوار، ولن أضيف كثيرا إذا قدمت بعض الملاحظات على الندوات بصفة عامة وعلى ندوة المربي الفاضل عثمان الصالح طالما أنها أصبحت ملكا لروادها.
1 أن تعمل الندوة على إعداد قاعدة بيانات يصنف فيها الضيوف المحتملون للاثنينية وفقا لاختصاصاتهم وتوجهاتهم وأعتقد أن اهمية الضيف لن تتأكد إلا بنوعية الضيوف الذين سيتحاور معهم ولا يعني بالطبع أن الاثنينية تتحول إلى ندوة متخصصة، بل يجب أن تبقى مفتوحة لكل المثقفين وفي الوقت نفسه أن توفر للضيف مجموعة من المهتمين بالقضية التي يمثلها حتى لا يكون الحوار كله يدور في إطار العموميات.
2 أن تتحدد علاقة المتاحورين بالضيف حتى لا تتداخل الأمور وترتبك، إما أن تكون الندوة حوارا مع الضيف أو أن تكون احتفاء بالضيف, والشيء الطريف في الندوات الثلاث التي حضرتها أنها مثلت الاحتمالات الثلاثة كلها, فالأولى والتي كانت مع الدكتور حمود البدر جاءتاحترافية حيث كان البطل هو الموضوع وليس الشخص وأنجزت حسبما برمج لها، لذا خرجنا بمعرفة موسعة ودقيقة عن الإجراءات التي تتم في مجلس الشورى.
أما الثانية فكانت ممتعة ومفيدة واحترافية أيضا لأنها ركزت على موضوعها وهو الاحتفاء بالأستاذ عبدالمقصود خوجة,, أما الثالثة والتي كان ضيفها معالي الشيخ محمد بن جبير فقد خلطت بين الاحتفاء بالضيف وبين الحوار معه, ولا أعرف حتى الآن هل كانت تلك الندوة للاحتفاء بالشيخ محمد بن جبير وهو أهل لذلك وتجاربه في الحياة والنجاحات التي حققها تستحق التسجيل أم أنها كانت عن مجلس الشورى؟.
3 أن تعمل سكرتارية الاثنينية على طباعة ورقة تعرف بالضيف تعريفا وافيا توزع على الضيوف قبل بدء الندوة ويكتفي بها للدخول فورا في صميم الموضوع الذي دعي من اجله الضيف دون الرجوع إلى شخصه مرة أخرى إذا كان البطل هو الموضوع وليس الضيف نفسه.
وأخيراً أعبر عن حبي وتقديري للشيخ المربي الفاضل عثمان الصالح وكل الرجال الذين يعملون على تنمية الوعي في بلادنا.
|
|
|