في ندوة أثارت كثيراً من الأسئلة الموجعة الأسس المعرفية والفلسفية للفكر الإسلامي والشرق محل نقاش بين المشاركين في الندوة |
تغطية : تركي ابراهيم الماضي
ضمن النشاط الثقافي لمهرجان الجنادرية اقيمت مساء أول أمس ندوة بقاعة الملك فيصل تحت عنوان: الأسس المعرفية والفلسفية للإسلام والفكر الديني في الشرق .
وأدار الأمسية: د, محمد الربيع، وشارك بها: د, هاشم مهدي ود, أمين ريس ود, حامد نشوي يونغ ود, معيثم الجنابي.
الفلسفة الإسلامية
في البداية طالب د, هاشم مهدي المسلمين بمحاولة بناء عالم متكامل يحقق الرغبات الروحية والمادية للإنسان وحتى نستطيع ان نقدم للبشرية انموذجا فريدا يضمن لها الرقي والتقدم وحتى ننقذ أنفسنا من التخلف وننقذ البشرية من المادية التي تغرق بها.
وتساءل د, هاشم: ما هي صورة هذا العالم الجديد الذي نود بناءه!! ثم تابع حديثه بالقول: ان الفلسفات الواقعية الحية هي القادرة على ترحيك الحضارات,, وهي التي تؤدي الى صراع الأفكار وبالتالي تنتشر بسرعة كبيرة جدا.
ثم تناول د, هاشم التهم التي توجه دائما للفلسفة الإسلامية وأجملها في تهمتين وهما:
أولا: انه لا توجد في الإسلام أسس فلسفية.
ثانيا: ما يعرف بالفلسفة الإسلامية ليست فلسفة اصيلة وانما هي متأثرة بالفلسفة الغربية.
اما حقيقة الفلسفة الإسلامية فهي تلك الفلسفة الأصيلة التي جاء بها الإسلام وعالج مختلف القضايا الدنيوية في نظرياته المتعددة لكيفية تنظيم حياة الإنسان من جميع الجوانب، كما ان الفلسفة الإسلامية لها رأي حاسم وقاطع في قضايا هامة مثل: الكون، وعلاقة الخالق بالمخلوق,, الخ.
ومن أهم معالم الفلسفة الإسلامية انها:
تقر حقائق مادية وروحية في الكائن البشري في آن واحد.
ترابط معالم نظرياتها الأساسية الشاملة مثل: نظرية الخلق، ونظرية مصير الخلق، ونظرية المعرفة، والنظرية التشريعية، والنظرية الألوهية.
القهر والاستبداد
أما الشيخ د, أمين ريس فقد أشار في ورقته الى ان الحضارة الإسلامية عندما بلغت أوجها كانت تتفاعل وتتداخل مع الحضارات الأخرى ويجب علينا ان نتذكر هذه الحقيقة عندما يتبادر الى اذهاننا فكرة صراع الحضارات.
وتابع د, امين حديثه: إن هناك جماعات إسلامية في جميع الثقافات في العالم,, وذلك يستوجب الحوار بين الحضارات لانه لا يستطيع أي مجتمع ان يفرض على مجتمع آخر ثقافته وطريقة تفكيره في الحياة وهذه الحقيقة التي أكدها الإسلام ولا يزال يؤكدها ليسهم في تطوير الأمم والشعوب وليحقق العدالة بين الناس.
ثم بيّن د, أمين ان هناك مشكلتين كانت تعاني منها الحضارة الشرقية وهي: القهر والاستبداد والاقطاع، بسبب ذلك كانت الحضارة الشرقية أقل نموا وتطورا من الحضارة الغربية ولكن الحضارة الإسلامية عالجت مثل هذه الأخطاء وصححتها وقد استشهد د, أمين في هذا المقام باندونيسيا كمثال التي استعمرت من قبل الغرب لمدة تجاوزت الثلاثة قرون، وعندما دخلت تحت راية الإسلام فإن الشعب الاندونيسي الذي يدين بالاسلام وهو الدين الذي يرفض استغلال الإنسان للإنسان ويرفض الاستعمار هو الذي ساهم في تحرير اندونيسيا من قبضة الاستعمار.
الحوار بين الأديان
أما د, حامد نشوي يونغ فقد استعرض في ورقته تاريخ دخول الإسلام الى كوريا وانه كان الديانة الثالثة التي دخلت الى البلاد بعد الديانة البوذية والمسيحية,
واضاف قائلا: ان جميع الديانات ما عدا الإسلام التي دخلت الى كوريا لم تجد ارضا صلبة لدى الشعب الكوري لأنها لا تنسجم مع ثقافته وتفكيره ولا تشبع حاجاته الروحية والاحصائيات تؤكد هذا الكلام.
ثم عرج د, حامد في حديثه الى الصعوبات التي تحول دون اجراء حوار بين الاديان في كوريا فأشار الى ان الديانة البوذية التي تشكل نسبة 48% من السكان تحتوذ على جميع المنشآت الإعلامية والمصانع الكبرى والمستشفيات ولذلك اصبحت تمارس ضغوطها في المجتمع لتحقيق مطالبها، وكذلك الحال مع الديانة المسيحية التي تشكل نسبة 44% من السكان، اما بالنسبة للدين الإسلامي فإن الامر يبدو صعبا جدا فلا توجد في كوريا مؤسسة تعليمية إسلامية واحدة ولا يوجد مصنع واحد يملكه رجل مسلم,, والسؤال المهم الذي نطرحه: كيف يتحقق الحوار بين الاديان في كوريا؟!.
المركزية الشرقية
اما د, مهيثم الجنابي فقد ارتجل كلمته التي اورد فيها مفردتي المركزية الشرقية والمركزية الغربية وانهما في نهاية القرن العشرين كانت بينهما بعض المواجهات البسيطة، وانه خلال هذا القرن الحالي سوف تتحول هذه المواجهات البسيطة الى صراعات حضارية كبرى.
ثم اكد د, مهيثم على ان الشرق كان ذرات متناثرة يفتقد للمركزية لمواجهة الغرب,, أما الآن فإن الموقف قد تغير كثيرا واصبحت مفاهيم التحدث ذات لغة مختلفة,, كما ان البدائل تغيرت,, وهذا ما يجعل موقف الشرق قويا لمواجهة الغرب.
ثم دعا د, مهيثم في نهاية حديثه الى انه يجب علينا ان نحقق شروط الامة الوسطية وان نقبل الدعوة الاخيرة من الشرق لنطور ونساهم في تقوية حضارتنا الإسلامية.
المداخلات
ونستعرض في هذه العجالة ابرز المداخلات والتعليقات التي دارت في ارجاء الندوة، وكانت اولى هذه المداخلات من د, بشير العيسوي الذي رفض الكلام الذي اورده د, ميثم الجنابي بوصف الثقافة الامريكية بأنها ثقافة افلام! لأن الآلة الإعلامية الامريكية آلة جهنمية تتبعها اكثر من (1600) مطبوعة الى جانب مئات المحطات التلفزيونية وآلاف الاذاعات,.
كما ان الآلة الإعلامية جزء بسيط من الثقافة الامريكية، لأن العلم الامريكي صُنف الى اكثر من 2000 علم في مختلف مجالات العلوم.
وقد اشار د, عائض الردادي في مداخلته الى ان الحوار بين الاديان مطلب ضروري ولكن الحوار الثقافي الذي يدور في عصرنا الحاضر هو حوار تقوده السياسة!.
في حين اكتفى د, بديع جمعة بطرح سؤال قصير ذي مغزى: ما موقف الإسلام من افريقيا؟!.
اما د, مصطفى داماتي فقد طالب بعدم تحريف معنى الفلسفة لأن لها تعريفا محددا, واكد على ان الفلسفة الإسلامية تقترب من الفلسفة الغربية في بعض النقاط ولا تختلف معها في نقاط كثيرة وتساءل في آخر مداخلاته: هل توقفت الفلسفة الإسلامية بعد ابن رشد؟!.
وطرح د, حسن مكي في مداخلته عدة اسئلة متشابكة: لماذا صوت الإسلام ينحبس؟ ولماذا جامعاتنا لم تنجب رجالا مثل الشافعي وابن حنبل وابن تيمية؟ ولماذا تبدو وكأنها مصابة بالعقم الثقافي؟ ولماذا عندما نتكلم عن النهضة الإسلامية نربطها دائما بسقوط الغرب؟!.
|
|
|