يحدث احياناً أن تجد من يحاول دفعك عنوة إلى هوة سحيقة,,! ان تجد من يحاول الزج بك في سراديب مظلمة ويغلق دونك والفضاء الفسيح سبعة أبواب كي تصمت إلى الأبد,,!
ذلكم هو الإنسان الذي يظلمك دون جريرة أو ذنب اقترفته إما لأنه أساء فهمك وإما لأنه كان يريدك تحت سيطرته واستبداده كأنما هو وصي عليك,, وربما يكون لديه شعور منذ البداية بأن وجودك ناجحاً ومتفوقاً يبدو مهدداً لوجوده ولنجاحاته ولذا لابد من ازاحتك عن طريقه,, وقد تتضافر هذه الأسباب جميعاً وقد يتوفر منها واحد أو اثنان فقط,, وتسوء الأمور أكثر حين يجد مثل هذا الإنسان أذناً صاغية,, تصدق كل شيء وأي شيء دون تأكد أو تحرٍّ أو رجوع للعقل والمنطق,,!
يحدث ان تجد ذلك الشخص الذي يتعقب خطواتك ويتمنى بشوق شديد تلك اللحظة التي تتعثر أو تنزلق فيها قدمك كي يضحك كثيراً,, يحدث ذلك إما حسدا واما لأنك اختلفت معه حول رأي ما أو قضية ما,, رغم قناعتك الأكيدة بأنك لم تكن قد أزمعت شراً ولم تكن تنوي منذ البداية أن تخطف حلماً يتمناه أو تساهم في هدم قلاعه وحصونه,, ولم تفكر لحظة في أن تتصادم مع الريح,, بل جلّ ما تتمناه أن تعيش بسلام وأمان وأن تواصل عملك على كافة اتجاهاته بصدق واخلاص,, بهدف أن تعمل وحسب، ولم تضع في ذاكرتك مكاسب عظمى أو أهدافاً مستحيلة,, لكنك في الوقت ذاته لا تستطيع أن تجعل من نفسك آلة تدار بالضغط على ازرارها ولا أن تجعل من نفسك ببغاء صوتها المسموع ليس إلا صدى لآخر او آخرين,, ولا تستطيع أن تتنازل عن ذرة من كرامتك التي هي حياتك,, ولا تستطيع أن تجعل من نفسك أداة في يد أحد,, ولا ان تسمح لأحد من البشر تهميشك أو تكبيل ارادتك أو الاستبداد بك دونما حق مشروع,,! كل ذلك يحدث لكثيرين وكلما كان الإنسان أكثر تفوقاً وأكثر اعتزازاً بذاته (لا مغروراً) كلما كان الطامعون به والراغبون في إبعاده عن طريقهم أكثر وأكثر! كل ذلك يحدث ولكن ثمة أمراً لابد أن تضعه نصب عينيك,, (مالا يقتلني يقويني).
تلك العبارة لابد أن تضعها دائماً في الذاكرة فالأسوأ من ذلك كله أن تهتز ثقتك بنفسك,, أن ينكسر قلبك أو تخبو تلك الشعلة المضيئة داخل روحك,, الأسوأ أن تغير مبادئك وقيمك لأجل أن تحقق هدفاً ما أو ترضي شخصاً مستبداً أو ظالماً,, جائراً,, فقط لأنه يريد,.
أنت قوي بالواحد الأحد,, سبحانه الذي قال:
(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل).
|