ستجرى يوم 18 فبراير الحالي انتخابات إيران التشريعية ستكون معركة كسر عظم من العيار الثقيل |
* طهران ق,ن,أ
تشير الدلائل إلى ان الانتخابات البرلمانية المقررة في إيران يوم 18 فبراير الحالي ستكون معركة كسر عظم بالعيار الثقيل خاصة بالنسبة لموضوع ترشيح رئيس الجمهورية السابق هاشمي رفسنجاني نفسه في هذه الانتخابات سعيا لتولي رئاسة البرلمان مجلس الشورى .
ويشير مراسل وكالة الانباء القطرية في طهران الى ان هاشمي رفسنجاني يرأس حاليا مجمع تشخيص مصلحة النظام وهو سلطة اصبح لها مكان في الدستور بعد ان ترك رفسنجاني منصب رئيس الجمهورية عام 1998 واستطاع ان يحول هذه المؤسسة الصغيرة الى اداة قوية بيد مرشد الثورة آية الله علي خامنئي لترسم له الاستراتيجيات وتفصل ايضا في الخلاف بين مجلس الشورى ومجلس صيانة الدستور,وقد نجح التيار المحافظ مؤخرا في اجراء تعديل على قانون الانتخابات يمنح رفسنجاني لوحده الحق في ترشيح نفسه للانتخابات التشريعية دون تقديم استقالته من مجمع تشخيص مصلحة النظام,, إلا انه من المستبعد ان يجمع رفسنجاني بين رئاسة المجمع ورئاسة البرلمان حيث يتردد ان خامنئي يعتزم تعيين علي اكبر ناطق نوري الرئيس الحالي للبرلمان رئيسا للمجمع,, ويعني ذلك ان يتبادل رفسنجاني وناطق نوري منصيبهما.
وتتهم التيارات الاصولية المحافظة الاصلاحيين بالتحالف مع الليبراليين وقوى معارضة لنظام الجمهورية الاسلامية منها منظمة مجاهدي خلق وعناصر نظام الشاه السابق لتغيير النظام الحالي بطريقة دستورية عبر السيطرة على البرلمان القادم.
وتقول أوساط لها صلة بدوائر الاصوليين ان العديد من الاعضاء السابقين بمنظمة مجاهدي خلق المعارضة قاموا في الاونة الاخيرة بتنظيم تجمعات انتخابية لقادة حركة تحرير ايران المحظورة بالرغم من الصراع التاريخي بين الجماعتين والتناقض الاساسي الذي يفصلهما.
وتصف هذه الاوساط ما يحدث بأن التحالف غير المقدس لتغيير نظام الجمهورية الاسلامية شمر عن سواعده في الانتخابات المقبلة,, وتضيف ان هذا التحالف يمارس سيناريو عبر عنه الناشط الصحفي أكبر كنجي بأنه يعتمد على تحريك التجمعات الطلابية واستخدام الصحف العديدة للتأثير على الرأي العام واجبار المحافظين على الانسحاب والتراجع خاصة في مجلس صيانة الدستور المعني بتأهيل المرشحين.
ويوصف كنجي بأنه رأس الحربة في الصراع الجاري حاليا بين تيار الاصلاحيين المهتم بتغيير النظام دستوريا وما تبقى من الاصوليين وتيار المحافظين خصوصا في التصدي لترشيح رفسنجاني ومهاجمته في كل المواقع.
واثار قرار رئيس الجمهورية السابق النزول الى ساحة السباق البرلماني حفيظة تيار الاصلاحيين,, ولذلك لا يمر يوم دون ان تهاجم صحف وشخصيات هذا التيار رفسنجاني وتثير حوله التساؤلات التي وصلت إلى حد اتهامه بالدكتاتورية ومعارضة التنمية السياسية والتورط بشكل غير مباشر في العمليات غير النظيفة التي قامت بها وزارة الاستخبارات اثناء عهده الرئاسي.
ورغم هذه الحملة لا يبدي رفسنجاني تراجعا خاصة بعد ان تمكن من فصل حزب كوادر البناء المتحالف مع الرئيس الحالي محمد خاتمي عن جبهة الثاني من خرداد وأوجد بذلك انشقاقا واضحا داخل جبهة الاصلاحيين.
ويردد رفسنجاني انتقادات لأنصار الرئيس خاتمي قائلا: ان العديد ممن تربى تحت خيمة الامام الراحل الخميني يريدون تطبيق النهج العلماني للرئيس التركي الراحل كمال اتاتورك في إيران.
وفي غضون ذلك يدفع الرئيس الايراني محمد خاتمي بشقيقه محمد رضا لقيادة حملة الاصلاحيين الانتخابية, بينما يظهر خاتمي بأنه ينأى بنفسه عن مواقع الصراع,, اما شقيقه وباقي اقطاب جبهة المشاركة وهو حزب وزير الداخلية السابق عبدالله نوري المسجون حاليا فانهم يشنون اعنف الهجمات على الرئيس السابق رفسنجاني ويدعونه إلى الانسحاب من الانتخابات البرلمانية بل وحتى الى التقاعد السياسي.
ويعتقد العديد من العارفين بتضاريس الخريطة الايرانية أن رفسنجاني ورغم كل الضجة المثارة حوله سيصبح رئيس البرلمان القادم,ويقول اصلاحيون من أنصار عبدالله نوري ومعهم ليبراليون من حركة تحرير إيران المحظورة ان فرص رفسنجاني للفوز برئاسة البرلمان اصبحت قوية بعد تغييب نوري في السجن عقب اتهامه ببث دعاية مناهضة للاسلام.
كما اشاروا إلى ان مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المحافظون لم يسمح بترشيح من يخشى منافسته لرفسنجاني.
ويذهب عدد من محللي تيار التغيير لنظام الجمهورية الاسلامية إلى ان عودة رفسنجاني لرئاسة البرلمان حيث سبق ان تولى هذا المنصب بين عامي 81 و89م تعني انه سيعرقل برامج الاصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي في إيران.
ويذكر انصار المجتمع المدني وهم يحرضون الشباب للتصويت لغير رفسنجاني ان الجيل الجديد الذي نشأ في ظل الثورة ونظام الجمهورية الاسلامية يطالب اليوم بأكثر من المشاركة السياسية والديموقراطية والحرية الى حقوق الاباء المتبقية من وعود الثورة.
وقال محلل سياسي من هذا التيار ان الشعب الايراني قام بثورته ضد نظام الشاه من اجل تحقيق مطالب لم تجد طريقها للنور بعد مضي اكثر من عشرين عاما .
ولذلك فإن جيل الشباب الذي يراهن عليه الاصلاحيون لن يكتفي بحقوق المشاركة والحرية والديمقراطية التي تعلمها من الاحتكاك بالمجتمع الدولي وانما سيطالب بحقوق جيل الاباء الذي قاد الثورة.
وفي كل هذا السجال فإن الاصوليين وتحديدا الممسكين بقوى الكبح العديدة في الحرس الثوري/ والتعبئة/ الباساج/ وفي المؤسسة الدينية يرفعون بالمقابل من وتيرة الحماس نحو التحرك لاحباط ما يسمونه بمخطط تقويض النظام من الداخل.
وتشير معلومات مؤكدة إلى ان قوات الحرس الثوري والتعبئة التي كان لها دور بارز في القضاء على الاحتجاجات الطلابية التي اندلعت في يوليو الماضي لن تسكت إذا تحقق للاصلاحيين ما يريدون وربما ستعمد هذه القوات الى انقلاب عسكري تجعل من عودة رفسنجاني ضرورية لضبط الايقاع وتجنيب إيران الحرب الداخلية او ما يسمونه بالافغنة أو اللبننة .
|
|
|