خلال الأسبوع الفائت زارت المكتبة المتنقلة التابعة لشركة أرامكو السعودية بعض المدارس في مدينة الرياض، ولمعلومية القارئ فالمكتبة المتنقلة في مصطلح المكتبات هي مكتبة محمولة تحوي العديد من الكتب المرتبة على الأرفف، وهذه المكتبة إلى جانب أنها عامل تشويق وجذب في عرض مصادر المعرفة فهي حل لبعض المشكلات التي تواجه انشاء المكتبات.
نعود على أدراجنا الى لب الموضوع وهو زيارة هذه المكتبة المتنقلة لاحدى المدارس، فلقد كانت تجربة عملية رائعة وأنت ترى قوافل التلاميذ الذين يفوق عددهم المئات يقفون في صف طويل، وكل واحد منهم يتسلم قصتين أو كتابين ثم يعود فرحاً مسروراً بهذا الظفر الثمين، ثم يأخذ في تصفحهما، ثم يتبارى هؤلاء الفتيان في قراءة ما استعاروه.
وسوف تسعد وأنت تراهم متلهفين لاستلام هذه القصص والكتب، وسوف تسعد كثيراً حين تعلم أن جلهم قد التهم هذه القصص في فترة وجيزة وقد رأيت هذا رأي العين.
إن اضفاء عامل التشويق للقراءة وزرع طابع التنافس بين التلاميذ يولدان الرغبة في القراءة والمطالعة واكتساب المعارف والمعلومات ويشبعان في نفوسهم غريزة حب الاستطلاع والاستكشاف ويجعلان من التلاميذ متحمسين للحصول على اكبر قدر من الخبرات والمهارات.
إن غرس عادة القراءة في سن مبكرة من عمر الانسان له دور كبير في تحديد ورسم اتجاهات الفرد وتكوينه الثقافي ويجعل منه جليساً للكتاب ومسامراً له.
إن هذه الزيارة السالفة قد أبانت عن نهم ناشئتنا وتلاميذنا الشديد للثقافة والقراءة إذا أحسنا عرض الثقافة في قوالب جديدة مشوقة ومحببة للنفس بعيداً عن التقليدية والجفاف والطابع المكرر,إن اقبال التلاميذ الكبير هو أحد مؤشرات النجاح لهذه الخطوة الثقافية الرائدة، وأظن أن شركة أرامكو السعودية قد نجحت وبشكل كبير في هذه التجربة وليس هذا بغريب على هذه الشركة فلها اسهامات وأسبقية ملحوظة في مجالات الطفولة.
أهنئ هذه الشركة على هذه التجربة ومزيداً من النجاحات الثقافية المشهودة.