إذا كان لابد لأي عمل مهما كان نوعه ومهما تباينت مجالاته من دافع يقف وراء ظهوره إلى حيز الوجود، وإذا كان لكل عمل غاية يعمل على تحقيقها وهدف يسعى إلى تحصيله والوصول إليه, فإن هناك دافعا يقف وراء تسطير القلم لهذه الاحرف وهدفا امام تصفيفه لهذه الكلمات، وغاية من تركيبه لهذه الجمل, ولكون هذا الدافع وذاك الهدف وتلك الغاية تحتلف وتتباين من قلم لآخر فلعل وضع هذا القلم تحت عدسة المجهر يجلي الصورة ويوضحها امام من يعاني اختلاطا في الرؤية او انفصالا في حبال الشبكية فيدرك ان هناك قلما تجاريا يسيل ملقاً ويحبر تناقضا، ينتقل حيث مواطن الخصب ويتواجد حيث توافر الماء، قلما يجري وراء اطماعه الشخصية، لا يعير المصلحة العامة اهتماما ولا يلقي لها بالا,, قلما يفتقد الاخلاص في الدافع، والنبل في الهدف، والسمو في الغاية,, وليلتزم جانب الحذر والحيطة من قلم مسموم يدس السم في العسل، يلبس مسوح الضأن وينثر دموع التماسيح، قلم سيئ النية خبيث الطوية، يدفعه الحقد والحسد، وتحركه الكراهية والبغضاء، هدفه تدمير الاخلاق وهدم المجتمع، وغايته تمزيق الامة وشتاتها,,ويطمئن بأن الساحة لا تخلو من قلمٍ صادق وافٍ، يتعب ليرتاح الجميع، ويسهر لينام الجميع، قلم مدفوع بالحب والاخلاص، ومحرك بحسن النية وشرف المقصد، نبيل الهدف وسامي الغاية,, هذه بعض الأقلام,,ولكن يبقى قلم الدراية والمعرفة، قلم الاستنتاج والاستكشاف، قلم التجديد والابتكار عملة تتطلع الساحة إلى اتساع تداولها والتعامل بها، ويظل القارئ والمتلقي ينتظرها بحار الشوق وفارغ الصبر,, وشكرا جزيلا,.