لما هو آتٍ من وحي التطوير (2) د,خيرية إبراهيم السقاف |
من الجوانب التي تتعلق بالعملية التعليمية، ولها دور بارز في نجاحها أو قصورها الإدارة المدرسية، وما يرتبط بها من الإشراف، واتخاذ القرار، أو تنفيذ التعليمات، وهي ممثلة للهيكل الوظيفي وصلاحياته ومنفِّذة لما يصدُر عنه من قرارات، أو توجيهات، أو تعليمات، أو تنظيمات,.
والإدارة المدرسية مناطٌ بها سير العمل داخل المدرسة، وهي لاتُواجِه فقط المواقف العامة، وإنما تُواجِه المواقف الطارئة، والخاصة، التي ترتبط بالطالبات والمعلمات ومنسوبات المدرسة في الأعمال الأخرى,, وكثيراً ماتصاعدت بعض المواقف التي تتطلب قراراً سريعاً لحلها داخل المدرسة غير أن المديرة تخشى ردة فعل الجهات الأعلى فتُصعِّد الموضوع بالمكاتبات الرسمية التي تذهب ولا يعود الرد عليها سريعاً فيتغير مجرى الموقف، وغالباً مايكون في غير صالح الطالبة أو المعلمة أو حتى سواهما,.
والإدارة في المدرسة إلى جانب أنها مسؤولية فهي فن، تتطلب في شخص الإدارية أن تتحلى بصفاتٍ لاتقل أهمية عن تلك المطلوبة في المعلمة، من الصبر، واليقظة والحكمة والقدرة على حل المشكلات وتحمل المواقف، والتجاوز عن الخطأ الذي لايضر، والإرشاد إلى ماهو أنفع في غير غلظة ولاتجبُّر، ولاتعسف، تُقدِّر ظروف الطالبة وتُخضعها إلى العوامل المتوقَّعة سواء ارتبطت بالمنزل أو بالطالبة نفسها، لاتتخلى عن المرونة، تهشُّ في وجوه الطالبات، وتمنحهن الوقت الكافي لبسط مشكلاتهن، وتعمل على حلها في الوقت المناسب دون مماطلة أو روتينية، تتخلى عن النمطية في الإدارة، وتبادر في الموقف حسب مقتضياته، لاتحوِّل الأداء إلى الأرشيفية، ولا تتردد في المواقف، فالإدارة المدرسية لها دور مسؤول في تيسير الأمور المرتبطة ليس فقط بالطالبة والمعلمة، وإنما بما يتعلق بكافة أمور وشؤون المدرسة بدءاً ببابها وانتهاءً إلى نافذتها، وكل مابينهما من بناء وشخوص وأدوات، فهي بمثل ماترتبط بجمادات المدرسة ترتبط بما فيها من الأرواح والأنفس والعقول,.
فهل وُضعت الإدارة المدرسية في برنامج مشروع التطوير؟؟,.
وهناك الكثير من المشكلات التربوية تبدأ في الإدارة ولاتنتهي,,، وكثير من معوقات الأداء تُناط بالإدارة ولايُلتفت إليها؟، وكثير من النماذج الإدارية السالبة ولاتزال ترسو فوق مقاعدها دون أية تغييرات، أو عمل جاد كي تُوضع الإدارية الكفء في المكان المناسب، أو يُعمل على تغيير في أدوار الإداريات، وأساليب الأداء وآليات الإدارة، وأنماط التنظيمات الإدارية المتبعة, وإذا مانُظر إلى النماذج الجيدة وبُحث في أمر ما يواجههن من المؤثرات والعوامل التي تحبط هممهن، وتقلِّل من حماسهن ولاتُبرز أدوارهن ووجد الخلل في التنظيم الإداري وتفويض الصلاحيات وعدم مقدرة الإدارية على التحرك الذاتي في الوقت المناسب,, فإن الواقع يؤكد على أن الجيدة من الإداريات تتساوى بسواها,, وفي هذا مايدعو إلى إعادة النظر في شأن الإدارة المدرسية ويؤكد على ضرورة تطويرها من حيث اختيار الإدارية المقتدِرة والمؤهَّلة للإدارة دون النظر إلى سنوات خبرتها في التدريس, إذ هناك فرق شاسع بين المعلمة والإدارية، فالإدارة تتطلب من السِّمات والخبرات والمهارات مالايتطلبه التدريس، كما أن التدريس يتطلب من السمات والخبرات والمهارات مالاتتطلبه الإدارة, كما يدعو إلى إعادة النظر في الهيكلة الإدارية وتفويض الصلاحيات بحيث يُتاح للإدارة المدرسية من الصلاحيات مايُعينها على اتخاذ القرار في الموقف، وحل المشكلات دون تصعيدها، والبت في أمور المدرسة دون تعريضها لمماطلة المكاتبات والاتصالات وهدر الوقت، وتبديد الجهود، والتقليل من شأن الإدارة المباشرة للعملية التدريسية, كما يدعو إلى النظر في كافة مايَعترض الإدارات المدرسية من عوائق وقصور وحاجات تُلح بضرورة تطوير آليات التنفيذ فيها، وتحديث آليات الأداء لأفرادها.
فهناك الكثير من المشكلات التي تنبثق من قصور يلحق الأداء، والتنفيذ,,
في منظور الأداء في أثناء الممارسة للعمل، وفي منظور التنفيذ عند اتخاذ القرار, سواء في أمور تتعلق بمايحتاج إلى حلٍ فوري، أو إلى حلٍ قابلٍ للتأجيل.
إن عملية إقامة مشاريع للتطوير,, تدعو إلى التذكير بأن جميع جوانب العملية التعليمية ومرتبطاتها تتطلب التطوير والتحديث وفق قواعد الأخذ بالجديد، ووضع المتغيرات عواملَ حافزةً للتطوير والتحديث بوصف كل مُتغير حاملاً لخبرة جديدة تُضيف إلى أرصدة الخبرات مايدعمها ويقويها.
ولا أشك أبداً في أن أمر تطوير الإدارة المدرسية لم يَغب عن بال وكالة الرئاسة العامة لتعليم البنات لشؤون التطوير,,
وسوف يكون موضوع نقاش قادم نتطلع إليه بالحماس ذاته الذي وجدنا عليه هؤلاء المربين القديرين, وفقهم الله.
|
|
|