بيننا كلمة في الموسم الخامس عشر؟؟ د , ثريا العريّض |
يعود الربيع,, ومعه مهرجان التراث والثقافة الجنادرية الخامس عشر.
يعود ونحن بعد نتحدث في تداعيات احتفاءاتنا باختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000,, حدث له أبعاد مهمة تتمدد خارج الحدود وتتعلق بمبادرة من الخارج تعترف بموقعنا ثقافيا وتحملنا مسؤولية عامة.
أما الجنادرية فنشاط آخر لا يقل أهمية,, نشاط كبير بأبعاده الداخلية,, احتفال سنوي كنا فيه من أخذ زمام المبادرة بأنفسنا لرعاية الثقافة العربية والاحتفاء بالحضارة الإسلامية وايجابيات الحوار مع الغير, حدث ريادي نراه ممتلكا خاصا بنا في السعودية,, وإنجازاً منحناه لأنفسنا وللمثقفين العرب والمسلمين,, ونشاطاً يتطلع اليه ويعتز بالمشاركة فيه كل المثقفين والمثقفات.
المثقفات؟؟؟؟ ,, عند المثقفات نقف قليلا,, بل نقف طويلا وسط تزاحم علامات السؤال.
الجنادرية عيد ننتظره ونسعد بتكهن ما سيحمل من برامج وما سيأتي به من نشاطات جديدة ومتجددة, حتى التراث وما يختص به من نشاط يشهد في نشاطاته الجنادرية تجددا وإضافة كل عام, ولذلك يظل المتوقع الطبيعي لدينا أن يكون هناك نمو في ما تقدمه الجنادرية من محتوى النشاطات,, وتحسن مع الزمن في تخطيطها وتنفيذها وإيصالها الى مستوى المنجز الذي نعتز به.
نتوقع أن تكون بكل جانب فيها دائما مسيرة تواصل مع المنجزات الأسبق وتوجها مضمونا الى الأمام.
ولم تخذلنا الجنادرية بعد,.
هذا إذا كنا نتكلم عن برنامج الجنادرية العام,.
لا أحد يسميه الجانب الرجالي,, ولنا فيه كنساء مسمار صغير مثل مسمار جحا يسمح لنا بالزيارة إن شئنا عبر الدائرة المغلقة,.
أما في الجانب النسائي فالأمر كما قلت يحتاج الى وقفة أو ربما ماهو أكثر من وقفة سؤال عابر.
لماذا تقلص النشاط الثقافي في هذا الجانب المغبون دائما الى أمسية شعرية يتيمة,, وندوتين مرتبطتين من حبل السرة بمحور واحد تقريبا؟ وهو محور ليس ثقافيا أدبيا أو إبداعيا بقدر ماهو يركز على تحديد دور المرأة من خلال التصرف المطلوب منها كعضوة في المجتمع وفي الأسرة.
المحور العام في الجنادرية 15 تحت عنوان: الاسلام والشرق كما أفهم من عنوانه اوسع من هذا بكثير هو محور ثقافي يأتي متواصلا مع المحاور السابقة من حوار الحضارات, والمشاركون فيه من الضيوف يثبتون صحة هذا الرأي إذ يأتون من دول الشرق كلها,, والشرق يمتد من إيران الى اليابان,, مرورا بالقوقاز والهند والهند الصينية والصين والفلبين وكوريا,, ولا يحتاج الأمر الى توضيح الاتساع الشاسع لهذا المحور عبر الخارطة الجغرافية ولا البعد الثقافي والبحثي المطلوب لتغطية علاقة الإسلام بالشرق تاريخيا وحاضرا ومستقبلا, وهناك طبعا زائرون أيضا من دول الغرب منهم المسلمون ومنهم المستشرقون ومنهم الباحثون الأكاديميون, يظل التوجه هنا واضحا الجنادرية منذ البدء تحمل راية التعددية الفكرية والعمق الفكري.
لاشك في ذلك الا في الجانب النسائي,, لماذا الانحصار أو الاختزال دور المرأة,, والأسرة,, في أدبيات النهضة والتنوير,, وخضم العولمة ؟أي تناقض هذا بين الدور الذي ستتكلم عنه,, والدور الذي تعيشه فعلا,
هل فرض على اللجان المشرفة هذا المسار الضيق,, أم هي تفرضه على نفسها؟ وإذا كان الأمر كذلك,, فهل كلنا في القرن الواحد والعشرين؟,, رجالا ونساء,,؟
|
|
|