في ندوة الخلفيات التاريخية بين الإسلام والشرق أ,د, محمود زهدي: ضرورة تقوية العلاقات بين المسلمين وماليزيا لتحقيق الأدوار المطلوبة |
*تغطية: عبدالحفيظ الشمري
في ثاني ايام النشاط الثقافي لفعاليات مهرجان الجنادرية في دورته الخامسة عشرة انطلقت اولى الندوات الفكرية والتي جاءت بعنوان الخلفيات التاريخية بين الاسلام والشرق ادارها الدكتور عوض عطا البادي والذي رحب بالحضور والمحاضرين في هذه الندوة,, كما عرف بالمشاركين وهم د, ظفر الاسلام وحيد خان والدكتور محمود زهدي ، والدكتور حمود النجيدي.
ورقة الدكتور محمود زهدي
وكانت البداية مع المحاضر الدكتور محمود زهدي الذي قدم ورقة بعنوان الخلفيات التاريخية لتطبيق القانون الاسلامي في ماليزيا والذي مهد لورقته في مقدمة استلماحية اورد فيها العمق الحيوي لظاهرة انتشار الاسلام في جزر الملايو وكان يصف الدين الاسلامي بانه مرتبط بالعادات الملاوية حتى انه يرى ان القانون الاسلامي اخذ دوره في حياة الملاويين الا ان ذلك تم بعد عقود من المحاولات التي جلبها المسلمون الى تلك البلاد.
ويرى الدكتور زهدي ان هذا القانون يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار قوة تأثر المجتمع بالظواهر الغربية التي لازمت المجتمع الملاوي قبل دخول الاسلام اليه بقيمه ومعتقداته الخيرة.
كما المح د, زهدي في ورقته الى انه يجب على الماليزيين ان يؤثروا في تطبيقاتهم للاسلام في هذه المجمعات لان القانون الاسلامي اصبح ضروريا لبلادهم الا انه يؤكد على ضرورة تقوية العلاقات بين العرب والمسلمين من جهة وبين ماليزيا لتلعب دورها وبعد ان انهى الدكتور زهدي ورقته قدم مدير الندوة الفارس الثاني لهذه الامسية والذي قدم ورقة بعنوان تأثير الاسلام في الشرق وهو الدكتور ظفر الاسلام وحيد خان والذي تحدث عن دور الدول الاسلامية في خدمة الاسلام في الشرق.
واشتملت ورقة الدكتور خان علي تمهيد تاريخي لاصول تلك المجتمعات الشرقية ومنها الفرس والهنود ولان هذا الموضوع واسع للغاية فقد حاول المحاضر ان يركز على شبه القارة الهندية والتي اصبحت صورة متميزة لوجود الاسلام، الذي اثر حتى على الديانات الاخرى,ويرى الدكتور خان ان كل الحركات في الديانات الاخرى كانت تقف من الاسلام موقف المعاضد اذ كانت ترفض الشرك والشعوذة والاعتقادات والعبادات الخاطئة.
واورد المحاضر جملة من القصص والامثلة في تاريخ الهند في زمن دخول الاسلام في شبه القارة,, والمح الى ان هناك اثرا قويا يثبت علاقة الهند بالاسلام وهو مسجد في جنوب الهند وتحديدا في كيرلا كما ان الشمال الهندي لم يكن غائبا عن فتوحات الاسلام التي تجاوزتها الى بلاد اخرى.
كما اشار المحاضر الى ان الاسلام لم يستتب في تلك المناطق في شبه القارة الهندية الا في اوائل القرن الثاني عشر الميلادي على يد الفاتح المسلم معز الدين الفوري,, كما اكد على ان الاسلام قد تمكن من الهند لتصبح هي اكبر دولة بعد اندونيسيا وماليزيا يعتنق اهلها الاسلام.
ويرى المحاضر ان الاسلام قد اقام دعامة قوية لوجوده وهي لغة القرآن الكريم، ثم تشكلت لغة جديدة هي الأردو وهي لغة وسطية بين العربية والفارسية كما نشط النفوذ الاسلامي وظهر التجانس بين شرائح المجتمع وتأصلت لغة جديدة هي الفن الاسلامي والحرف الكثيرة التي استوحاها الفنانون من مصر والشام والعراق.
واوضح المحاضر ان المجتمع الهندي تحول الى العديد من العادات العاطفية وغير الطقوسية المغرقة في تطرفها.
ويختم الاستاذ الدكتور ظفر الاسلام خان ورقته باستعراض ابرز ملامح هذا الوجود الاسلامي في شبه القارة الهندية والتي تحولت الى ما يشبه لغة حضارية جديدة.
* المؤثرات الجغرافية والعلمية:
كما جاءت الورقة الثالثة بعنوان المؤثرات الحضارية المتبادلة بين الاسلام والشرق , وهي ورقة قدمها الدكتور حمود النجيدي وتحدث فيها عن وجود الاسلام في الشرق الاقصى او ما اسماها جنوب اسيا واكد على ان هناك العديد من المؤثرات التي نقلها العرب من اسيا وبدأ بالمؤثرات الحضارية التي نقلها العرب من الصين وهي مؤثرات مادية بصفة عامة هي: المعرفة الجغرافية التي خدمت علوم الجغرافيا في البلاد العربية.
وكذلك المعرفة العلمية وتنحصر في ناحيتين هما الطب ، والفلك والنجوم، فقد استفاد العرب من هذه العلوم.
كما يشير المحاضر الدكتور النجيدي الى ان العرب جلبوا السفاتج والكاغد والمبادلات التجارية من الصين, واكد على ان هناك صناعة قوية اسهم فيها العرب ونقلوها الى العديد من البلاد الاخرى وهي صناعة الورق والتي وصلت حتى صقلية والاندلس.
ويوضح المحاضر في قراءته لورقته اهمية الإسلام الذي نقله العرب حيث بدأ في السواحل الجنوبية ميناء خانقو وشمال غرب الصين حتى انتقلت مؤثرات الإسلام الى البلاد المجاورة لبلاد الصين,, الا انه يؤكد على ان المؤثرات تجلت في السواحل الغربية والجنوبية من الصين.
ويرى المحاضر ان الإسلام هو النظام الهام في مثل تلك البلاد واسهم في وجود الحضارة الإسلامية في تلك المناطق والصين بصفة خاصة الا انه يؤكد على ان الطب هو اهم النتاجات التي انتقلت عبر العديد من المؤلفات الطبية العربية وهي مؤثرات هامة في حضارة الصين,, ويرى ان هذه المؤثرات قد جاءت في وقت مبكر من الفتوحات الإسلامية وكان هناك اساليب في الطب عرفت لاحقا.
ويرى د, النجيدي ان الطب هو الذي تجلى في حضارة العرب العميقة والتي اسهمت في صنع حضارة الصين واورد العديد من النماذج التي خدمت الحضارة الاقتصادية والتجارية والتي عرفت منذ دخول الإسلام في الصين,, ويعتمد في ذلك على المصادر القليلة والتي نفتقدها حتى الآن,, وابرز هذه الصناعات هي المنجنيق، والبارود، والمدافع وكذلك في الهندسة والرياضيات، والسدود، والزراعة.
وتطرق المحاضر في ورقته الى استعراض المجتمعات في بلاد الملايو، والصين والذين دخلوا الإسلام كما انه عرف بالعديد من المجتمعات التي لم تدخل الإسلام وظلت في صراعها مع ابناء جلدتها الذين اعتنقوا الإسلام.
ويرى المحاضر ان هذه المؤثرات قد اسهمت في بناء علاقات حضارية بين العرب والشرق واستفادوا من الامور الاقتصادية واستخدموها كما في قانون ملاقى والذي قدم العديد من الطروحات المتميزة والتي خدمت البلاد الصينية واستخدموا العديد من الظواهر الإسلامية من لغة وفنون وصناعات يدوية عرفت بأنها ألوان ثقافية جديدة على هذه البلاد.
ولم يغفل المحاضر اللغة العربية، والصلات الدينية والرحلات الدينية الى مكة المكرمة، إذ اسهمت هذه الصلات في بناء هذه العلاقة.
وختم الدكتور النجيدي ورقته بالتأكيد على ضرورة الأخذ بالدراسات الموضوعية التي لا تشكك في دخول الإسلام الى هذه البلاد,, كما انه يرى ان هناك العديد من الدراسات التي خدمت الإسلام في تلك البلاد.
تعليقات ومداخلات
وفور ان اتم آخر المحاضرين ورقته اذن مدير الندوة للحضور بالتعليق فكانت البداية للدكتور فتحي يكن الذي اشار الى ان فقه السياحة في الإسلام هو اهم دور يمكن لنا ان نؤديه في اداء رسالتنا الإسلامية.
وتطرق الدكتور يكن الى ان دور المملكة العربية السعودية والكويت كان جليا وبارزا في خدمة الإسلام في الشرق والذي يعد جزءاً من وطننا الإسلامي الكبير.
كما علق الدكتور محمد الربيع على اوراق المحاضرين اذ اشار الى ان هناك العديد من المؤتمرات التي تدور حول الشرق واسلامه وألمح الى ان الدكتور ظفر خان خلط في قضية المعتصم والدولة العباسية,, وشكر المداخل المهرجان الوطني لأنه استطاع ان يجمع هذه الاشارات المهمة عن البلاد الإسلامية في الصين والهند واكد على ضرورة الايضاح والتفصيل في هذه المؤثرات التي تحدث فيها الدكتور حمود النجيدي.
كما علق الدكتور بكر باقادر على ورقة الدكتور النجيدي والذي ألمح حسب علمه الى ان ثالث مسجد في بلاد الإسلام بني في الصين,, كما انه اشار الى ان وجود الإسلام في بلاد الصين كان مبكرا، ومتميزا خدم البلاد التي دخلها الفاتحون,وختم الدكتور باقادر مداخلته مؤكدا على وجود الإسلام بشكل عضوي في تلك البلاد.
ثم علق الدكتور حمود النجيدي على مداخلات الحضور والذي اشار بتجرد الى ان المصادر التي استعان بها هي من الوجود الحديث للحضارة الإسلامية,, وألمح الدكتور النجيدي الى ان المداخلين لم يقرأوا ورقته كاملة واوصاهم بقراءتها حتى تصبح الصورة واضحة عن وجود الإسلام في بلاد الملايو والصين وشبه القارة الهندية,كما علق الدكتور شوقي ابو خليل على ورقة الدكتور ظفر الاسلام خان مؤكدا على اهمية الاستزادة من هذا العلم المتميز ليكون على بينة,.
كما سأل المداخل ابو خليل المحاضر الآخر عن الوجود الملاوي في هذا العصر الحديث ليجيب الدكتور محمود زهدي بأن الملاويين جميعهم يدينون بالإسلام.
كما علق الدكتور علي عبدالله الدفاع على مثلث باسكال والذي تم تدريسه لدينا في المرحلة الثانوية والجامعة وهو يختلف عما يتم تدريسه في بلاد اخرى، وكذلك علوم الرياضيات الاخرى مثل التفاضل والتكامل والمثلث وقائم الزاوية وهي علوم واكتشافات يعود الفضل فيها الى ثابت بن قرة وهو عالم إسلامي الا انه وللأسف كما يقول نسب الى نيوتن.
وتداخل مع الندوة الدكتور محمد آل زلفة الذي ضم صوته الى صوت الدكتور فتحي يكن ملمحا الى ضرورة الاهتمام بالندوات، والمحاضرات والمؤتمرات التي تقربنا من ظاهرة دخول الإسلام في الشرق الاقصى وفي بلاد اخرى,, واورد الدكتور آل زلفة العديد من القصص التي تقترب من الخيال في وصف وتحديد دخول الإسلام الى الهند والصين وبلاد آسيا الاخرى,وفي نهاية الندوة علق المحاضرون الثلاثة على اسئلة الحضور واسهبوا في وصف العديد من الفرضيات والنظريات التي جاءت حول الشرق وعلاقته بالعرب والإسلام.
|
|
|