* رام الله القدس الوكالات
اتهمت القيادة الفلسطينية اسرائيل بالتسبب في أزمة خطيرة لعملية السلام غداة فشل القمة التي جمعت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وايهود باراك رئيس الحكومة الاسرائيلية يوم الخميس الماضي.
وأكد بيان صدر في ختام اجتماع للقيادة الفلسطينية عقد في رام الله بالضفة الغربية الليلة الماضية برئاسة الرئيس ياسر عرفات ان الحكومة الاسرائيلية ضربت بعرض الحائط كل الاتفاقات وافرغت المفاوضات من مضمونها لتدفع عملية السلام والمفاوضات برمتها الى هذه الأزمة الخطيرة التي أوصلت عملية السلام برمتها الى حافة الانهيار .
ودعا البيان المجموعة الدولية وخصوصاً الولايات المتحدة بصفتها أحد راعيي عملية السلام الى التحرك الفوري لانقاذ العملية من انهيار وشيك نتيجة السياسات الاسرائيلية المتشددة.
وجاء بيان القيادة الفلسطينية في الوقت الذي التقى فيه دينيس روس المبعوث الامريكي الخاص في ساعة متأخرة من الليلة الماضية مع الرئيس عرفات لبحث كيفية اعادة عملية السلام لمسارها.
وصرح مسؤولون فلسطينيون بان عرفات طلب من روس تدخل الولايات المتحدة فوراً,, وكان روس قد وصل إلى المنطقة يوم الأربعاء الماضي لعقد اجتماعات مع مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين.
وفي البيان شديد اللهجة حذرت القيادة الفلسطينية من عودة الفوضى والاضطرابات الى الشرق الأوسط اذا ما استمر تعثر عملية السلام.
وانتقدت القيادة استمرار سياسة الاستيطان ووصفت سياسة الحكومة الاسرائيلية الحالية بأنها أسوأ من سياسة الحكومة اليمينية السابقة.
وأشار البيان الى أن حكومة باراك اقامت مستوطنات وصادرت أراضي خاصة في القدس وحول بيت لحم أكثر بكثير من كل التدمير المبرمج لعملية السلام الذي أحدثته حكومة نتنياهو .
هذا وأعلنت مصادر فلسطينية أمس ان ياسر عبدربه رئيس الجانب الفلسطيني في المفاوضات النهائية سيتوجه إلى عمان بينما يتوجه الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي الى القاهرة لاطلاع القيادتين الأردنية والمصرية على الأزمة التي تمر بها المفاوضات على المسار الفلسطيني الاسرائيلي وخاصة بعد تنصل الجانب الاسرائيلي من التزاماته.
وقال ياسر عبد ربه في تصريحات للصحفيين قبيل مغادرته إلى عمان ان الأزمة مع الجانب الاسرائيلي حقيقية ومعقدة,, موضحاً ان زيارته للأردن تأتي في اطار التنسيق والتشاور بين القيادتين حول العملية السلمية.
وأضاف: لا تنافس بيننا وبين أي مسار عربي آخر وكل ما نطالب به ونحرص عليه هو تطبيق الالتزامات على مسارنا مع التعبير عن رغبتنا الأكيدة في أن يحقق المساران السوري واللبناني النتائج المأمولة وفي أسرع وقت .
وقال: إن لقاء عرفات وباراك كشف عن ان الموقف الاسرائيلي يسير إلى التراجع والتنصل من كل الاتفاقات والالتزامات واملاء خارطة للانسحاب بنسبة 6,1 بالمئة وفق الرؤية الاسرائيلية فهم يقررون من طرف واحد .
ومن ناحية أيضاً اعتبر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء ان انعقاد جلسة جديدة للمفاوضات مع اسرائيل لا يعني ان هناك انجازاً أو تقدماً في هذه المفاوضات.
وذكر راديو اسرائيل أمس أن قريع وصف الموقف الاسرائيلي حيال المفاوضات بأنه متعنت وبعيد جداً عن امكانية التقدم أو التوصل إلى اتفاق.
واشار الراديو الى قول رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بان هناك أزمة حقيقية في المفاوضات بسبب خروج الجانب الاسرائيلي عن المسار الصحيح لعملية السلام ونصوص الاتفاقات الموقعة.
وجدد قريع رفض منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية لابقاء المفاوضات بدون سقف زمني,, مؤكداً جدية الجانب الفلسطيني في اعلان تجسيد الدولة الفلسطينية خلال العام الجاري.
على صعيد آخر للقضية الفلسطينية تبدأ اليوم الأحد أعمال لجنة النازحين الوزارية بمشاركة ممثلين من مصر والاردن وفلسطين واسرائيل.
وصرح الدكتور مصطفى الفقي مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية بان اجتماع القاهرة هو أحد الاختبارات المطروحة للنوايا الاسرائيلية تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط على مختلف المسارات.
وأضاف في تصريحات بثت أمس ان مسألة النازحين تحتل أهمية كبيرة لدى الجانب العربي كما انها مكملة لموضوع اللاجئين وهم الذين خرجوا عام 1948.
وقال ان مصر ستصر خلال الاجتماع على الوصول لحل لمسألة النازحين المتصلة اتصالاً مباشراً بالأوضاع الخاصة بالتسوية النهائية للمسألة الفلسطينية.
وأكد ان مسألة النازحين وحقهم في العودة هي مسألة تهم مختلف الاطراف,, مشدداً على أن حق العودة هو من حقوق الانسان الذي كفلته المواثيق المختلفة ولا يجادل فيه أحد.