على الرغم من جميع الملابسات السياسية والظروف التاريخية التي رافقت مولد دولة فلسطين الا ان احدا لن ينكر كون تلك الولادة قد ايقظت آلام واحزان نصف قرن من الثورات والشعارات والحروب والشهداء وجميع ما كانت ترمز له تلك القضية في وجدان الأمة العربية.
ولابد ان كثيراً من المراقبين كانوا في حالة توقع وترقب قلق بشأن الاوضاع الداخلية التي ستكون عليها تلك الدولة، لاسيما وانها تحمل فوق رأس هرمها السلطوي من لهم شأن طويل في النضال التحرري من أجل كرامة الانسان والشعوب، وبالتالي لابد من انهم يمتلكون من الوعي السياسي ما يؤهلهم لتأسيس دولة تتوازى مع ما بذل من دماء وتضحيات في هذا المجال.
ولكنها سرعان ما لدغت بالفيروس اليعربي وانخرطت في نفس الاطار الذي يطوق امة تمتد من المحيط الى الخليج، فهناك الفساد المالي والاداري الذي فاحت رائحته بصورة عجزت فيه السلطة عن ان تغطيه فحاول عندها ياسر عرفات بأن يرحمه بتلك المسرحية المليحة التي أعطى فيها الشاعر سميح القاسم مسدسه كأداة للتقويم!!
وهناك كازينو أريحا للعب الميسر وانتخابات ملكة الجمال كتكريس للمفهوم الاستهلاكي الغربي المبتذل.
وما لبث ان برز هنا وهناك بعض المغنيين الفلسطينيين المهتمين بالأغنية الشبابية ,, وهكذا وبسرعة فائقة اخذت هذه الدولة الفتية تكمل المشهد العربي بحذافيره، بالطبع جميع هذا يتم تحت مظلة من الفقر والبطالة وتقهقر مستوى دخل الفرد، مقابل العناية التي ينالها على جميع الأصعدة.
هذا كله ورئيس العدد الاسرائيلي عزرا وايز مان يتعرض في هذه الأيام الى استجواب قضائي قد يعرضه للمحاكمة والعقوبة نتيجة لاكتشاف السلطة الادارية في اسرائيل لبعض التجاوزات والفساد في السلطة.
وعندما تعلن وسائل الاعلام الغربية بأن اسرائيل هي واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط والقابعة بين مجموعة من الأنظمة المتخلفة نزعل ونحتد ونصيح:
الا لا يجهلن احد علينا,.
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فهل هناك جهل يفوق ما نحن عليه الآن ,,, ؟؟
أميمة الخميس