Saturday 5th February, 2000 G No. 9991جريدة الجزيرة السبت 29 ,شوال 1420 العدد 9991



أضواء
باراك نتنياهو آخر
جاسر عبدالعزيز الجاسر

بمرارة، ولكن بنبرة المناضل المتمرس الذي يعي تماما أن غرف التفاوض هي بمثابة سوح القتال، ومثلما كان يواجه قوات الاحتلال ابان النضال الميداني، والكفاح المسلح، عليه الآن ان يواجه المفاوضين الاسرائيليين، وان يستنبط اساليب وطرقا تفاوضية لانتزاع الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
نقول: بمرارة كان الرئيس ياسر عرفات يتحدث لالجزيرة عند لقائي به بعد استقباله للوفد السعودي الذي زار أرض فلسطين المحررة والتي سأواصل كتابة انطباعاتي عنها في مكانين، في زاوية أضواء، وفي الصفحات التي أفردتها الجزيرة الصحيفة التي رافقت كفاح الشعب الفلسطيني ونضاله منذ اندلاع ثورته المجيدة.
أكرر القول بمرارة كان الرئيس ياسر عرفات يتحدث عن تجربته التفاوضية مع مدعي السلام ايهودا باراك مؤكداً بأنه لا يوجد فرق بين بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق وخلفه ايهودا باراك، فخلال كل ما جرى من مباحثات ولقاءات لم يلمس اية ليونة من جانب باراك، الشيء الذي لمسته كما يقول الرئيس الفلسطيني ان الليونة التي لمسها من قبل ايهودا باراك فقط في الكلام، وانه لايوجد هناك اي شيء اسرائيلي ملموس على ارض الواقع .
ويضيف أبو عمار بأنه يطلق على المفاوضات بالمفاوضات الماراثونية وأضيف إليها الآن بمفاوضات الوعود فنحن نطلب تواصلا بين الاراضي والمدن الفلسطينية، فتقوم اسرائيل بتطويق المدن الفلسطينية المكتظة بالسكان كالقدس وبيت لحم ورام الله والخليل بسياج من المستوطنات الاسرائيلية، وهذا ما يفرض تطويلا وتمديدا للمفاوضات التي ستطول وتصبح بالتالي مفاوضات ماراثونية حيث سننشغل بطلب تواصل الاراضي الفلسطينية ووقف الاستيطان ورفع أحزمة الاستيطان، وفي جلسات المفاوضات يقدم الاسرائيليون قطرة قطرة في حين تحمل تصريحاتهم المقصود بها الايحاء بأنهم متجاوبون مع السلام,, تحمل وعوداً لا نجد لها اي اثر في جلسات التفاوض، والمحزن ان وعود باراك التي هلل لها الغرب واحتفوا به كداعية للسلام لاتجد من يراجعها من ساسة الغرب ومؤسساته الاعلامية، وهذا ما يجعل باراك يتمادى في مماطلاته ويحجب كل شيء عن الفلسطينيين حتى الاموال الفلسطينية التي تجبيها سلطات الاحتلال من الشعب الفلسطيني، من ضرائب ورسوم جمارك وأجور وتأمينات العمال الفلسطينيين تحتفظ بها إسرائيل لا تريد تسليمها للسلطة الفلسطينية لصرفها على المشاريع التنموية وتقديم الخدمات للشعب الفلسطيني، ومع ان هذه سرقة واضحة والكل يعلم بها إلا اننا لا نجد من يتكلم عنها.
هذه حقيقة باراك مدعي السلام الذي لايزال الغرب بقادته ودوله مقتنعا به ولا نعلم متى تستيقظ الضمائر وتتحرك الجهود الصادقة لانتشال السلام من كبوته التي تعاني الآن من باراك مثلما عانت من سلفه نتنياهو.
غزة 1/2/2000م
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved