الجزيرة تلتقي مرضى العيادات النفسية وتبحث أسباب تزايد أعداد الأطباء النفسيين في مجتمعنا زيارات سرية للعيادات النفسية خوفاً من الاتهام بالجنون |
* تحقيق : فوزية الشدادي الحربي
الانسان ذلك الصغير المحاط بكل هذه الهالة من التطور والآلات والحياة المترفة وجد نفسه شيئاً فشيئاً مضغوطاً يعاني الكثير من القلق والاكتئاب ويقف حائراً بين زيارة طبيب نفسي وإعادة توازنه أو ترك الآهات تنخر به خوفاً من حديث الناس مع العلم بان الاحصائيات العالمية اظهرت تزايد نسبة الاصابة بالامراض العصبية والنفسية والعقلية في جميع انحاء العالم كما لاحظ الاخصائيون العاملون في المملكة تزايد نسبة هذه الأمراض في مجتمعنا عما كانت عليه من قبل ونتيجة طبيعية لزيادة الامراض النفسية زادت بالتالي العيادات المتخصصة، ونظراً لاهمية مثل هذه العيادات في الحد من نتائج الأمراض النفسية كان لالجزيرة جولة في محاولة لتأكيد هذا المفهوم وتبسيطه لمن مازالوا غير مقتنعين او مترددين في التوجه للطبيب النفساني خشية من ظنون الناس وأقاربهم التي في الحقيقة لاتقدم ولا تأخر.
حالات منتشرة في العيادات
في احدى عيادات الطب النفسي في الرياض سيدة في الخمسين من عمرها تمسك بيد فتاة في الخامسة عشرة من عمرها سألتها عن سبب حضورها قالت هذه ابنة ولدي أصيبت بحالة صمت وهلع مفاجئة واصبحت تلتصق بوالدتها مثل الطفل الرضيع وتبكي وبصراحة كنا مترددين كثيراً في الحضور للطبيب النفسي خشية ان يرانا احد ولكن لما طال مرضها ولم تفد العلاجات السابقة قررنا احضارها ولكن دون علم حتى اخوتها الذين في البيت, وعن سبب هذا الخوف من زيارة الطبيب النفسي قالت لانها بنت تهمنا سمعتها بين الناس.
سيدة أخرى تبدو مضطربة بشكل واضح أقتربت منها وحاولت ان اعرف مرضها وبعد ان كسبت ثقتها كمريضة صديقة لها قالت انها تعاني من اكتئاب شديد وخوف من الموت وقالت انها حضرت الى العيادة مع أخيها الصغير بعد اخذ مواثيق بأن لايقول لاحد وخاصة زوجها الذي سينظر لها نظرة مختلفة حتما.
والطالبة الجامعية م,و تقول انها تحضر للعيادة مع السائق فلا احد من اسرتها يعرف انها تزور طبيبا نفسيا ولو علموا فلن يرحموني من التوبيخ.
آراء من خارج العيادة
ومن خارج العيادة النفسية توجهنا بهذه الاسئلة الى عدد ممن زاروا أطباء نفسانيين، محمد الزهراني اول الضيوف وعن رأيه بزيارة العيادة النفسية قال المرض النفسي مثل أي مرض آخر يصاب به الانسان ثم يعالجه ويشفى، اما المواطن نواف, س, فيقول كنت اتردد على الطبيب النفسي قبل اربع سنوات حيث كنت أعاني حالات قلق واكتئاب والجميع يعرف ذلك وشفيت ولله الحمد ولكن عندما طلبت الزواج رفض أقاربي تزويجي لشعورهم بأني مجنون.
المواطنة أم منال تقول أُصبت بعد ان انجبت بحالة اكتئاب ما بعد الولادة وترددت لفترة بسيطة على العيادة النفسية ولكن زوجي مازال غير مقتنع بأنه شيء عادي بل اصبح يشك في جميع تصرفاتي!
أم سعود تقول لدي ولد في العشرين من عمره دائم العصبية والانفعال لأتفه الأسباب وسريع البكاء وذلك بعد ظروف مرت بها الاسرة وحاولت مراراً ان اقنعه بزيارة الطبيب النفسي ولكن يرفض ويقول أنا لست مجنونا, والمعلمة هدى تقول: والدتي في الخمسين من عمرها اصيبت بحالة غريبة مفاجئة حاولت ان آخذها لطبيب نفسي ولكن تبكي وترفض بحجة أنها ليست مجنونة وماجد العتي يقول أعتقد ان كل من يتردد على العيادة النفسية فهو في حالة غير سوية وبالنسبة للزواج لا اعتقد انني سأتزوج فتاة لها ملف في عيادة نفسية، أما المعلمة ص, ع, فتقول: رغم ما أعانيه من ضغوط وحالة نفسية سيئة لكن ارفض زيارة الطبيب لعدم جدوى أدويته فهي إما مهدئة او منومة وانا اريد دواء شافياً، والآنسة منال: ترى ان المريض النفسي مريض كغيره من المرضى وليس كل مريض نفسي هو مجنون مقطع الملابس أشعث الرأس كما نشاهده في المسلسلات العربية.
آراء طبية أمام الآراء السابقة
الآراء السابقة حاولنا طرحها على أطباء نفسيين فكان الدكتور علي مصطفى الجندي,, أخصائي الطب النفسي والأعصاب وعضو الجمعية الأمريكية للعلاج بالابر فسألناه هل بالضرورة ان يكون كل زائر للعيادة النفسية مريضا نفسيا؟ فقال: بالتأكيد لا لقد كانت فكرة العيادة النفسية التي تكونت لدى العامة من الناس فكرة للأسف تنافي الحقيقة وهم معذورون في ذلك فالمعلومات كانت تقدم بطريقة خاطئة ومشينة بل تثير الضحك أحيانا، فتكونت فكرة ان زائر العيادة النفسية هو مجنون مع التحفظ الشديد على هذه الكلمة فزائر العيادة النفسية الآن وبعد وعي الناس والاهتمام من الحكومات والمؤسسات بالامراض النفسية اصبح بعيداً عن الجنون، نرى كثيراً من المترددين يعانون من مشاكل زوجية، دراسية، مالية، عاطفية، ولا يعانون من اعراض لأي مرض نفسي وجاءوا يطلبون المعاونة فيما يعرف بالعلاج الاسترشادي والعلاج السلوكي وهذا مانراه في البالغين وايضاً في الاطفال الذين يعانون من صعوبات في الكلام او النطق او السلوك فهم ليسوا بالضرورة مرضى نفسيين وايضاً بدأت العيادات النفسية تستقبل المتقدمين في السن لعمل جلسات مساعدة ومساندة لهم وهم في هذه السن المتقدمة وايضاً ليسوا بالمرضى النفسيين وأكاد لا أحيد عن الحق اذا قلت ان نسبة المترددين على العيادات النفسية الآن في هذا الوقت هم أكثرية من هؤلاء وليسوا من المرضى الذين يعانون من اعراض عقلية او نفسية تصنف على انها مرض نفسي أو عقلي.
وأضاف قائلاً: لانستطيع ان نجزم بالقول من أكثر ترددا المرأة أم الرجل ولكننا نستطيع ان نقول ان هناك امرضا تصيب المرأة فقط مثل اكتئاب وهوس مابعد الولادة، وأمراض تصيب الرجال فقط مثل العنة النفسية، وهناك امراض تصيب النساء أكثر من الرجال مثل الاكتئاب والتقلبات المزاجية والرهاب الاجتماعي والمخاوف وامراض تصيب الرجال أكثر من النساء مثل الفصام والتبول اللاإرادي عند الاولاد، وفي العموم فإن الامراض النفسية والعقلية لا تميز بين الرجل والمرأة فكلاهما معرض للاصابة بها، والاهم من هذا هو مدى شعور المحيطين بالمريض وتفهمهم للمشكلة وبالتالي عرضهم على العيادة النفسية.
واستدرك الدكتور الجندي بقوله إن السؤال الذي يطرح نفسه وكيف نستطيع حماية أنفسنا من الأمراض النفسية؟ فبداية نقول ان الامراض النفسية ليست كمثلها من الامراض العضوية التي يمكن عن طريق التطعيم او المناعة المكتسبة ان نحمي انفسنا منها، بل ان طبيعة الأمراض النفسية هي التكرار لنفس الشخص الذي اصيب بها من قبل او الاستمرار معه طيلة حياته، ان الامراض النفسية مقارنة بالامراض العضوية لايوجد لها سبب او سببان فقط للاصابة بها فهي ليست فيروسا او بكتيريا تنتقل من شخص لآخر عن طريق العدوى بل ان أسبابها ومسبباتها كثيرة جداً ومتشابكة مع بعضها البعض منها اسباب اجتماعية، تربوية، خلقية، عصبية، وراثية، كيميائية وخلافه، وعلى ذلك فالوقاية والحماية من الامراض النفسية تتطلب رصدا وتحليلا لمسبباتها ونموها في حياة الانسان وبشكل سريع نقول مثلا ان الاهتمام بآلام الحامل قبل الولادة وبعد الولادة، وملاحظة أية تغيرات مزاجية وعاطفية ورصدها مبكراً قد يفيد في وقايتها من بعض الأمراض أو أية اضطرابات عصبية او نقص في نمو احد الاجهزة لدى الجنين قد يمنع عن المولود المنتظر كثيراً من التشوبهات الخلقية والعقلية التي تنعكس عليه بشكل مباشر ثم تأتي طريقة تربية الاطفال الصغار وملاحظة عواطفهم ومشاعرهم وطريقة تعبيرهم عن انفسهم وسواء بالكلام او بطريقة اللعب وكذلك رصد أية اعوجاج في سلوكهم او تصرفهم وملاحظة ومقارنة الاطفال بعضهم ببعض قد نكتشف معه مبكرا ان هذا الطفل ذو شخصية غير سوية او يعاني من اضطرابات في السلوك يسهل معه في هذه السن ان نقومها ونصلحها ونعالجها فلا تكبر معه ويصاب بالمرض النفسي فيما بعد ونشير ايضاً الى عوامل الوراثة في الاصابة بالمرض النفسي والعقلي فليس من المستحسن ان يكون هناك زواج مابين المصابين بهذه الامراض لان احتمال نقلها لنسلهم يكون في هذه الحالة كبيرا ويزيد من عدد المصابين بهذه الامراض فيجب الصدق مع النفس وتحري الأمور جيداً قبل الزواج والانجاب.
اما عند الكبار والبالغين فننصح دائماً بان يكون الانسان ذا طموح بالفعل ولكن في نفس الوقت يجب ان يوازن مابين طموحه واحتياجاته والقدرة على تنفيذ هذه الطموحات فكثير من الناس يصاب بالتوتر والقلق والاحباط الشديد لتكرار فشله في تحقيق احلامه وطموحاته والتي غالبا ماتكون متجاوزة لامكاناته وقدراته الذاتية في تحقيق هذه الطموحات.
القلق والاكتئاب والرهاب
وتحدث الدكتور الجندي عن القلق والاكتئاب والرهاب الاجتماعي وهل هي امراض مستجدة؟ فقال بان القلق والاكتئاب والرهاب الاجتماعي امراض نفسية موجودة منذ زمن بعيد وليست مستجدة، ولكن معرفة الناس بها وازدياد الوعي بأعراضها والاحساس بوجودها هو المستجد وقد زادت نسبة هذه الامراض كثيراً عن ذي قبل وخصوصا في العقد الأخير نتيجة لاسباب كثيرة ومتعددة منها أولاً: الاعتراف بوجود مثل هذه الأمراض لدى العامة من الناس وبالتالي فقد اكتشف كثير من الناس انه يعاني من من اعراضها وبالتالي بدأوا في عرض انفسهم على الأطباء النفسيين طلبا للعلاج والشفاء بإذن الله، فأصبحت هذه الأمراض بالذات تشكل نسبة كبيرة من المرضى المترددين على العيادات النفسية، وايضاً قد ازدادت في السنوات الأخيرة الضغوط الشديدة وازدادت سرعة إيقاع الحياة ومتطلباتها بحيث اصبحت اكبر كثيراً من قدرات الاشخاص الذين يحاولون اللحاق بركب الحياة السريعة من دوامة شديدة من احاسيس الاحباط وعدم القدرة على الثقة بالنفس والحيرة الشديدة وهي مشاعر وانفعالات واحاسيس تعتبر بيئة خصبة جداً لوجود هذه الامراض وازدياد أعراضها.
هل تتبدل النظرة الاجتماعية
للمجتمع نظرة مازالت سيئة عن من يراجع العيادة النفسية فهل هناك طريقة نستطيع بها تغيير هذه النظرة؟
أجاب الدكتور الجندي على هذا التساؤل حيث قال: بداية فلنقل انها نظرة خاطئة او غير حقيقة ومنقوصة وليست سيئة والناس في هذا لهم العذر فكل مايعرفونه عن المرض النفسي والمريض النفسي يصل اليهم وللاسف عن طريق وسائل الإعلام التي تصور المريض النفسي على انه اضحوكة يحق لكل احد ان يضحك عليها وهي بالطبع نظرة تجافي الحقيقة تماما، وطبعا هذا مع الاخذ في الاعتبار ان هناك فروقا كبيرة بين بيئة وأخرى في هذا الصدد فهناك مجتمعات يفخر ويتباهى فيها الشخص انه يراجع باستمرار عند الطبيب النفسي، وهناك مجتمعات يتوارى فيها المريض وأهله عن الانظار خوفاً من نظرة او تعليق جارح, كلنا يقع علينا العبء والمسؤولية في تغيير هذا الإحساس وهذه النظرة عن طريق زيادة التوعية والتثقيف الصحي ومراقبة المادة الإعلامية المغلوطة التي تقدم للمجتمع عن الطب النفسي والمريض النفسي بل الطبيب النفسي الذي يناله ايضا ماينال المريض النفسي من سخرية وتهكم في كثير من الاحيان تجعل الناس تتردد الف مرة قبل ان تقدم على التوجه للعيادة النفسية.
وهناك شعاع من نور وبارقة أمل كبيرة نراها هذه الايام من اقتناع واقدام وتشجيع من الناس على تخطي هذه الصعوبات والاهتمام بأقاربهم المرضى دون النظر بخوف او حذر إلا الاهتمام بشفاء معارفهم واهليهم وعلينا ان نشجع هذا الاتجاه الذي بدأ في الظهور بصورة واضحة في السنوات الأخيرة، كما ان علينا ايضا ان نسهل للناس الوصول للعيادة النفسية وتقديم افضل الخدمات والحيطة الشديدة في العلاجات وشرح الآثار الجانبية لها حتى لا يفاجأ المريض بها وتتعاظم الصورة الخاطئة عن العلاجات النفسية كما ان وسائل الإعلام ايضا لها دور كبير في توعية الناس وارشادهم بطريقة غير مباشرة للوصول الى نظرة سلمية وموضوعية عن كل مايخص المرض النفسي.
عوامل تزايد الحالات النفسية
الدكتورة حنان ناصف اخصائية الطب النفسي كانت لها آراء أخرى حيث تشير الى ان ظاهرة القلق والاكتئاب وغيرها من الامراض النفسية صارت ملحوظة هذه الايام, الامر الذي يجعلنا نقول انها صارت سمة من سمات العصر وظهارة تزايد هذه الحالات يرجع لعاملين أساسيين هما:
الأول: وهو الايقاع السريع لهذا العصر وتغير المتطلبات الحياتية والذي نتج عنه تزايد الاحتياجات واكثرها كان يقع في حيز الكماليات في عصور سالفة، الامر الذي جعل ابن هذه العصر في حالة ركض دائم وراء مستجدات تظهر كل يوم وليس لها نهاية وبالتالي فهو في حالة عدم رضا دائماً عن نفسه وعما انجزه.
الثاني: وهو ازدياد الوعي بالصحة النفسية مما حدا بالكثير من الناس الى السعي لمعالجة امور كانت تبدو وكأن ليس لها تفسير او يتوهم وراءها في عيادات الامراض العضوية يضاف الى ذلك التنافي المذهل في القيم المادية على حساب الروحانيات وهذه ظاهرة لا تغزو مجتمعاتنا فحسب بل تتوازى مع مايجري في كل المجتمعات الأخرى بل تعد مسؤولة احياناً عن التزايد في الناحية الأخرى من الانتماءات الفكرية والعقائدية المتشددة كردة فعل لذلك.
وان كانت الامراض النفسية قد صارت قريبة منا فلا فكاك منها إلا بالعمل للحصول على توازن نفسي وهو حالة من التوازن بين المتطلبات والامكانيات, فيكون المرء راضيا عن ماهو فيه سعيدا بما انجز ولا ينفي ذلك سعيه الى ماهو اعلى أي يكون بين قناعة بما هو فيه وسعي للأفضل.
وفي رأيي الشخصي لايأتي ذلك إلا بالايمان الصادق العميق, فهو المبعث الأساسي للرضا بقضاء الله ورزقه مع السعي في سبيل تحصيله.
هناك امر آخر اود ان اذكره ألا وهو ان كثيرا من الامراض النفسية هي الحالات القصوى من بعض الظواهر والصفات الموجودة في الانسان فلا يصنف الانسان على انه متوتر او غير متوتر او مكتئب او غير مكتئب, بل هي درجات موجودة في معظم الناس فكلنا تعترينا لحظات من التوتر وعدم السعادة وعدم الرضا عن النفس والمريض النفسي هو من تصل معه هذه الامور الى درجة تؤثر على حياته اليومية ولا يستطيع معها ممارسة حياته الطبيعية .
وعلى هذا فمن المفترض ان يكون عدد كبير من زوار العيادات النفسية لا نستطيع ادراجهم كلية تحت مسمى مرضى فكثير منهم يسعى للوقاية من تزايد مايشعر به والانتقال الى الصورة المرضية الكاملة.
النفس والحسد والعين
ووجهنا للدكتورة حنان هذا التساؤل الذي يقول: عادة مايرفض الطبيب النفسي ارجاع بعض الحالات للحسد والعين فما وجهة نظرك بذلك؟ فأجابت: درج المتخصصون في المجالات العلمية الى البحث دائماً عن تفسير مادي وملموس لكل الظواهر التي تمر بهم, وهذا لاينفي بالطبع وجود أمور يعجز العلم عن تفسيرها ولايبقى من وسيلة لتقبلها سوى الايمان بالقدرة الالهية التي تسيير الامور, ولا ينكر ذلك السعي الدؤوب لتفسير الأمور بمستجدات العلم وهذا له دوره البالغ في غلق باب الاعتماد الكلي على المغيبات في تفسير الأمور ونحن المسلمين نؤمن ايمانا يقينيا بما أتى في الكتاب والسنة ومنه بالطبع الحسد ولكن يجب ان ننظر اولا في ظواهر الأمور ولا نستسهل ارجاع كل شيء للغيبيات وعند النظر بترو ودقة لكثير من الحالات فُسرت بعجالة على انها حسد او عين نجد ان الحالة اصلا تعاني من مرض عضوي او نفسي,, لكن التفسير السهل دائماً يعتمد على المغيبات لكن لاننفي ذلك فالاعتقاد بها وارد في الكتاب والسنة والايمان الصادق هو خير واق وافضل معين على اجتياز الازمات النفسية.
واضافت ان من الامور الجديرة بالذكر ان نظرة المجتمع للمريض النفسي سيئة ولن تتغير هذه النظرة بسهولة ومرجع هذا هو تعريف وسائل الإعلام وعامة الناس للمريض النفسي على انه مخبول ولا أمل من شفائه وهذا غير صحيح فكثير من الامراض النفسية يمكن معالجتها من قبل الطبيب المتخصص بسهولة,الأمر الآخر ان الانسان روح وجسد وتعتريه الامراض النفسية مثل الامراض الجسدية ولا يخجل من القول بأنه مصاب بنزلة برد او نزلة معوية ولا يهمل في علاجها خلاف الامراض النفسية التي تبدأ عادة بسيطة وما تلبث ان تستفحل مع مرور الوقت وعلى ذلك يلزمنا اعتبار الطبيب النفسي كصديق أمين نلجأ اليه عندما نستشعر اختلال في توازننا النفسي لكي يعيننا على استعادة هذا التوازن ومن ثم العيش بصورة افضل,ومن هذا المنطلق اود ان اقول ان عمل الطبيب النفسي ليس مهدئات ومنومات بل ان اللجوء الى هذه الادوية يكون في بداية العلاج وفي الحالات الحادة، لكن الدور الاكبر يكون للعلاج النفسي وهو يعتمد بدرجة عالية على محاولة فهم الخلل الموجود في نفسية الشخص وسلوكياته والتعاون معه في إصلاح هذا الخلل وابدال السلوك الخاطئ بآخر سليم وهذا ما يتم عمله خلال جلسات العلاج النفسي التي يحاول فيها الطبيب استعادة التوازن النفسي له.
وعادت المرأة هي الاكثر ترددا على العيادة النفسية ويرجع ذلك الى ان المرأة بطبيعتها عاطفية ودائماً تعتمد على العاطفة في معالجة الأمور ولذلك فالمرأة اكثر تعرضا للامراض النفسية من الرجل خاصة بالاكتئاب والتوتر.
|
|
|