اجتماع رؤساء اللجان الاولمبية الخليجية الذي احتضنته عاصمة الثقافة العربية منتصف الاسبوع الماضي والقرارات الهامة التي اشار إليها الامير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الاولمبية العربية السعودية، هي مبعث فخر واعتزاز الملايين من الخليجين وهم يرون حقيقة التعاون الحضاري المثالي بين قادة اللجان الاولمبية الخليجية لتأكيد دور الحركة الاولمبية الخليجية في دعم التكامل الرياضي بين شباب الجزيرة العربية وتحقيق المزيد من الانجازات الخليجية في مختلف المحافل العربية والقارية والعالمية، مما يكسب هذه الحركة المزيد من الاحترام والاعجاب.
أبرز القرارات الاولمبية المعلنة: اعتبار اللاعب الخليجي مواطنا وليس أجنبيا، الموافقة على دراسة اعادة اللاعب الاجنبي للمشاركة في البطولات الخليجية، النظر في امر دراسة اقتراح تشكيل اتحاد الخليج للالعاب الرياضية,, ولعل معنى اعتبار اللاعب الخليجي مواطنا يشكل خطوة متقدمة في استكمال دعائم التعاون والتكامل الشامل بين دول الخليج في المستقبل القريب، وهي بلاشك حلقة هامة من الأماني الكبيرة المنتظرة.
فارس نجد,, والماتادور الأبيض!
عندما شارك فريق نادي النصر السعودي في بطولة كأس العالم الاولى للاندية لكرة لقدم ضمن المجموعة الاولى إلى جانب فريق ريال مدريد الشهير، اصيبت الجماهير السعودية والعربية بالرهبة من هذا الفريق الاسباني العتيد، ولكن نجوم فارس نجد بذلوا كل ما في جعبتهم لتشريف القارة العملاقة التي يمثلونها، ونجحوا في تخطي حاجز الخوف وفي التعامل بحذر مع فارق الخبرة ليقدموا افضل عروضهم امام الماتادور الابيض,, وحقيقة الانجاز السعودي اتضحت بجلاء بعدما اجمع خبراء الكرة العالمية على اختيار ريال مدريد نجم القرن بجدارة لا نظير لها,, ولكن ماذا عن هذا الاختيار؟
نجوم القرن,.
تابع عشاق الرياضة ما يصدر من اختيارات عالمية متعددة لنجوم القرن العشرين في مختلف الالعاب ولعل اقرب هذه الاختيارات وأكثرها واقعية ما نشرته مؤخرا مجلة كالتشو 2000 الايطالية الرصينة في موقعها على شبكة الانترنت عن استفتائها الكبير حول افضل الاندية والمنتخبات الاوروبية والعالمية لكرة القدم خلال القرن العشرين، وأظهرت نتائج هذا الاستفتاء تصدر الماتادور الاسباني العريق ريال مدريد للفترة ما بين العامين 1956 1960 فرق أندية اوروبا مجتمعة وحصل على المرتبة الاولى بنسبة 34,7 في المائة بقيادة المايسترو ألفريدو دي ستيفانو وإلى جانبه الكوكبة الذهبية بوشكاش وأمانشيو وخنتو وموللر وزوكو وباتشين وفيسنته واسيدور وفليسك روز وسانتا ماريا، واحتسبت هذه الفترة للانجاز المذهل الذي حققه ريال مدريد بالفوز ببطولة كأس اندية اوروبا الاقوى في العالم خمس مرات متتالية من دون ان يتمكن احد من اللحاق به طوال القرن الماضي، ومن المعروف ان ريال مدريد نال اللقب لاحقا للمرتين السادسة والسابعة في عامي 1966، 1998,, وجاء في المرتبة الثانية اياكس الهولندي (22,8%) بقيادة السوبر ستار يوهان كرويف ومعه يوهان نسكينز وأري هان ورود كرول لفوزه ببطولة كأس اوروبا ثلاث مرات متتالية لأعوام 1971، 1972، 1973م وفي المرتبة الثالثة اي,سي,ميلانو الايطالي (14%) بقيادة المدرب الوطني المعروف اريغو ساكي ونجومه باريزي ومالديني ودونادوني والثلاثي الهولندي فان باستن وخوليت ورييكارد لأعوام 1990، 1991، 1994م وحل في المرتبتين الرابعة والخامسة مانشستر يونايتد الانجليزي (8,3%) بقيادة مدربه المخضرم أليكس فيرغيسون، ويوفنتوس الايطالي (4,2%) بقيادة المدرب مارسيللو ليبي، فيما تساوت في المرتبة السادسة بنسبة (2,7%) اندية هونفيد بودابست المجري عام 1950 وليفربول الانجليزي 1970، 1980، ويوفنتوس الايطالي بقيادة المدرب جيوفاني تراباتوني، وبرشلونة الاسباني بقيادتي الهولندي الطائر كرويف والهداف البرازيلي العالمي روماريو، وأخيراً تساوت ايضا بنسبة (1,3%) اندية مانشستر يونايتد في الستينات بقيادة نجمه الكبير بوبي شارلتون وبرشلونة في الفترة 1970، 1980، وريال مدريد بقيادة سانتيللانا، واي,سي,ميلانو بقيادتي المدربين أريغو ساكي وفابيو كابيللو.
,, والسامبا لا مثيل لها!
وعلى صعيد المنتخبات حافظت البرازيل على عرش الكرة العالمية في القرن الماضي وانتزع نجوم السامبا خمسة مراكز دفعة واحدة في انجاز تاريخي لا مثيل له، فجاءت اولا في المقدمة بنسبة (38,9%) بفريقها الذهبي بطل العالم لعام 1970 وبنجومه الكبار الاسطورة بيليه وجيرزينيو وريفلينو وتوستاو وغيرسون وايفرالدو وكلودوألدو وبياتزا وبريتو وكارلوس البيرتو وفيليكس، وفي المرتبة الثانية بنسبة (24,2%) جاء قاهر البرازيل منتخب ايطاليا بطل العالم لعام 1982 بقيادة الفتى الذهبي باولو روسي وبرونو كونتي وكلاوديو جنتيلي وانطونيو كابريني ودينو نوف، وحلت البرازيل مجددا في المرتبتين الثالثة (14%) بفريقها بطل العالم لعام 1958 بقيادة زاغالو وديدي وفافا وغارينشيا والشاب بيليه، والرابعة (5,5%) بفريقها الشهير لعام 1982 بقيادة زيكو وسقراط وايدر، واحتل المرتبة الخامسة (4,2%) منتخب الارجنتين بطل العالم لعام 1986 بقيادة دييغو مارادونا وخورخي بورتشاغا وخورخي فالدانو واوسكار روجيري، ثم تساوى في المرتبة السادسة بنسبة (2,7%) منتخبا هولندا لعام 1974 بقيادة كرويف، والبرازيل لعام 1994 بقيادة روماريو، كما تساوت حتى نهاية اللائحة بنسبة (1,3%) منتخبات ايطاليا بطلة العالم لعامي 1934، 1938 بقيادة المدرب فيتوريو بوزو، والمجر الذهبي في الخمسينيات، والبرازيل بطلة العالم لعام 1962 وألمانيا الغربية بطلة العالم لعام 1974، وإيطاليا لعام 1978، وفرنسا بطلة العالم الأخيرة.
ذكريات القلم والمسطرة !
اسماء رنانة لفرق عمالقة لا تنسى حقا، ومن حسن الطالع ان منتخب البرازيل وفريق ريال مدريد زارا المنطقة العربية في بداية الستينيات وهما في قمة التألق، حيث لعبا في القاهرة مع المنتخب المصري ونادي الزمالك وأمتعا الجماهير العربية التي توافدت على العاصمة المصرية بعروضهما المدهشة الدقيقة والاقرب الى استخدام القلم والمسطرة ، ولعل من الذكريات العالقة في اذهاننا، هي ما سعدنا بمتابعته شخصيا في مباراة البرازيل ومصر الاولى في القاهرة والتي انتهت بسيمفونية مبهرة قوامها خمسة أهداف نظيفة واهدار ركلة جزاء تصدى لها الجوهرة السوداء بيليه وأصاب بها العارضة، حيث لاحظناه يقف بعدها مندهشا للحظات قبل ان يعود لاجواء المباراة من جديد، ولكنه اصر بعد المباراة على قياس ارتفاع عارضة المرمى وعندما تبين انخفاض العارضة بضع سنتيمترات عن معدلها القانوني ابتسمت اساريره وتوجّه ضاحكا يحيي من جديد الجماهير الصامتة، لتنفجر هذه فجأة وتصفق له بحرارة بالغة ألهبت الايادي والمشاعر!