Saturday 5th February, 2000 G No. 9991جريدة الجزيرة السبت 29 ,شوال 1420 العدد 9991



عزيزتي قبل المكياج وكتب النصائح
اقرئي ملامح زوجك كقصيدة عربية

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
حقا لقد غدت الحياة الزوجية مرتعاً خصبا ، وموضوعاً جذاباً وقضية مزروعة بالأسئلة ومثقلة بأجوبة الدهشة,.
تجيء تلك الكتيبات والمصنفات التي تقدم وصفات خاصة ومؤثرة وهي ترحب بمفردات الزوجية المشرّفة وتصفّف مصطلحات العلاقة المباركة محاولة ان تتلمس صياغة سرية ملائمة عبر نظريات عائمة ونصائح دائمة وطرح اجتماعي يتوخى خدمة الفكر الزوجي وتنوير آفاقه الرحبة، وكتابة فقرات تاريخه الناصع.
نعم لقد تعددت النماذج الكتابية التي تستهدف ابراز معالم الحياة الوجية الصافية وسبل بناء علاقاتها وتجديد مراحلها والمحافظة على توهج مشاعرها واستمرار نضارتها لذا وجدنا كثيرات يجهدن انفسهن في متابعة قوافل النصائح وملاحقة فلول الارشادات التي تدور في فلك الزوجية,, تطرح الحلول ,, ترسم الدوائر,, تقيم المشاريع,, توضح الجرعات,, تحمل المقادير.
مضت حواء تفتش عن اساليب ترويض الرجل وطرق الاستحواذ على فؤاده ووسائل البحث عن مفاتيح قلبه تريد ان يبقى الحب القديم حتى لا يذوب تحت اقدام السنين! وحتى لا تتوارى شمس الهوى عن مراتع الدفء.
تريد ان تشرع آفاقا جديدة لخيوط المودة وان تزهو حياتها بالوان المحبة,, ومضت تخاف ان يفتر الاحساس الزوجي لدى زوجها وان تصاب اهداب الزوجية بالذبول,, فقافلة الزمن قد تذرف مشاعر الملل والرتابة في المجتمع الزوجي عبر طقوس معتادة ومشاريع تقليدية يقيدها الركود ويثقلها البرود, ولم تزل حواء في ركض دائم وبحث مستمر عن فنون حياتية جديدة وانماط شكلية مبتكرة تسرق بها انتباه زوجها وتشد حزام اهتمامه بها وانجذابه اليها ولكي تظل العلاقة عطاء متوقدا وحبا متجددا,, وكل زوجة هاجسها بالطبع ان تبقى في ذهن زوجها ريحانة مفعمة بالعبق ونجمة تسكب الألق,, وكأنها تسائل نفسها اسئلة لم تحظ بجواب مقنع,ما الذي يمكن ان يجذب الرجل الى المرأة؟ اهو بريق الجمال ام وميض الاناقة؟ ملامح الثقافة ام سمات الحكمة والحياء؟؟ وربما دوائر العطاء,, وربما تعبت من التوغل في اعماق الكتب والجري وراء تجارب الصديقات ومشاريع الزميلات بحثا عن كل ما يمكن له ان يستفز انتباه الرجل ويغري اطياف الزوجية الحالمة بالتحليق,, ولكي تظل هي في كتاب الزوجية متنا صافيا يقرؤه الزوج لا هامشا يغض الطرف عنه ولم تزل علامات الترقيم تكتظ بمشاعر المحبة,, وفصول الكتاب ترسم اروع قصص الامتزاج الجميل,اعذريني حواء فليس فن الماكياج وسياسة الاخراج وسيلة كافية للمحافظة على الازواج,, حتى لو أمعنت في مساحيق الجمال وابحرت فوق امواج الازياء واخذت قسطا وافرا من علم النفس الاجتماعي,, فلاتسرفي في الوان الزينة او تنصتي لكل صوت يقدم لك مقاييس الجمال او يفتح بوابات مبتكرة قد تستأثر بقلب الرجل وتستبد باهتمامه,, ستقرئين مؤلفات كثيرة: كيف تجدين,,, وكيف تحافظي,,, وكيف تتغلبين,, فاستحضري حكمة شاعرنا حين قال: خدعوها بقولهم حسناء , فتشي أختاه عن اصالة الجوهر لا لون المظهر واعلمي ان الحياة الزوجية فضاء عامر بمسافات الكفاح وكيان متوهج بالمشاعر الصادقة التي توقدها المواقف النبيلة وتذكيها لسعات الزمن,, ولم يزل الرجل يريد من زوجته ان تكون صدى لآماله وآلامه, تستوعب احلامه,, تستنطق همومه,, تشاركه رحلة عطاء حافل في موكب الزوجية,, تحتفي بمفردات بيتها الزوجي وهي تحمل الحس الاسري العميق المليء بالفهم والعطف والتضحية,عفوا اختاه: قفي على ضفاف البذل واستشعري روعة المشاعر وحرارة الاحاسيس لتدركي ان السمات المعنوية والقيم الروحية هي الوقود المبارك لمركب الزوجية وهي خير من كل مظهر,, وهي المطلب الاول للزوج في رفيقة دربه.
انظري في مرايا الزمن لتري ملامح عطاء ودوائر انتماء تشتعل في داخلك نحو بيتك حبا وارتباطا واحساسا,, وكأنك تقرئينها لاول مرة,, عندها فقط تدركين ماذا يريد الرجل من زوجته ,, انها الصورة المثالية التي تجعل الزوجين يكتبان نقوش السعادة في ذاكرة الزوجية.
ومضيت تخاطبين زوجك خطابا مثقلا بالمحبة ومتضوعا بعطر خزامي فريد قائلة: انت وانا,, نصفان رسمنا دائرة.
عذرا اختاه: لا تخافي من فتور العلاقة او انصراف الزوج طالما حملت وعاء العطاء ونسجت خيوط العمل والانتماء وقرأت ملامح زوجك كقصيدة عربية,, وبإمكانك ان ترسلي اغصانا جديدة بحدود المعقول والمقبول كي تظل اجواء حياتك الزوجية نابضة بالحركة والحياة.
محمد بن عبدالعزيز الموسى
بريدة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved