عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الرياض العاصمة نالت تقدما ملموسا في جميع الميادين العمرانية والتجارية والصناعية والثقافية دون ان تفقد شيئا من طابعها المميز الذي تزهو وتفخر بارتدائه فلكل مدينة طبيعتها والرياض احدى هذه المدن بل تزيد في ذلك كونها عاصمة اضاف لها هذا الشرف شرف المحافظة على الهوية فقلّ ان تجد عاصمة مثلها بهذا الكم الهائل من الانماط البشرية ودخول المصالح لساحاتها السياسية والاقتصادية والصناعية ومع هذا لا تغير في العادات والسلوكيات المرعية لاهل هذه الارض بمعنى انها استطاعت ان توائم بين ثوابتها ومكتسبات العصر دون ان تفقد شيئا من مكتسباتها الاصلية واستطاع المخطط ان يضبط ايقاع ترتيب وتنفيذ الاطر المرسومة للمدينة لتظهر كما هو شاهد الان في ابهى وأحلى صورة,, وان كان هناك من شوارد وجدت كنتيجة حتمية لتسارع معطيات التنمية الاخذة في كل اتجاه فهو هذا التباعد بين جوانب المدينة والتي تعد بعشرات الكيلومترات مما جعل الانتقال من حي لآخر يخضع لعمليات حساب الوقت والطريق غير ان الاعمال تضغط وتربك الترتيبات فتضطرك لان تدخل الزحام بين مختلف المركبات المتجهة تقريبا جهة واحدة وغالبا يكون الزحام على اشده في محورين من الطرق هما طريق الملك فهد وطريق مكة بحيث تجدهما يغصان بالحركة الاول في الاتجاه من الجنوب إلى الشمال والآخر وأنت متجه من الشرق إلى الغرب هذه الكثافة المرورية والتدافع الشديد كان بسبب تمركز الاعمال في جهات متقاربة ولو توزعت المصالح الحكومية في جوانب العاصمة لخف الضغط المروري عن هذين الطريقين وتوزعت الحركة على الطرق الاخرى والتي بقيت بأقل من طاقتها واحيانا تنعدم فيها الحركة.
ومع ان وسط المدينة وهو ما يعرف بقصر الحكم قد نال الكثير من التطور وهو اهل لان يحتل الصدارة في المشاريع لكونه يعبق بتاريخ الماضي وحلقة الوصل بالحاضر إلا ان هذه المنطقة من العاصمة تخلو من المؤسسات الحكومية باستثناء الامارة، ولعل لوجود الاحياء القديمة المحيطة بالموقع سببا في ذلك مثل حي جبرة ومعكال والدوبية والشميسي وام سليم والعجلية,, الخ والتي بقيت مهجورة او مسكونة بعمالة بعد ان رحل اهلها الى الاحياء الجديدة.
ولذا لابد من التفكير في ازالة مثل هذه الاحياء اما عن طريق نزع الملكية وتحويلها الى مؤسسات حكومية او حصر الاملاك ومن ثم هدمها وتخطيط الارض وبيعها لصالح الملاك, وبهذا نفتح مجال التطوير اكثر للوسط والذي يعتبر قلب المدينة وان يكون له نصيب من تلك المشاريع العملاقة والمؤسسات الحكومية والاهلية ليستعيد حركته المعهودة بمثل ما كان عليه قبل ان يمتد البنيان الى غيره وكذلك تقل معاناة الكثيرين من الموظفين والمراجعين نتيجة بعد الاعمال وما يتطلبه الوصول إليها من الوقت والجهد والتكاليف المادية ثم ان وجود الاجهزة الحكومية موزعة في جوانب المدينة من شأن ذلك ان يسهل الحركة وتتوزع على شبكة الطرق,أيضا لا اعتقد أنه يغيب عن بال المخططين ان وسط المدينة سيظل يعاني العزلة لا لأن المصالح الحكومية هاجرت خارج مقراتها الاصلية فقط بل لانعدام المواصلات المنتظمة فكيف يستطيع الناس التسوق إذا كانت عودة الموظف من عمله تعانقها المشقة زحاما وتكاليف فأنى له ان يدخل الاسواق داخل المدينة ما لم يكن هناك مواصلات مريحة ومنظمة فلابد من ربط الاحياء بشبكة من المواصلات تعبر من خلال وسط العاصمة ليستطيع الناس التسوق دون دفع تكاليف باهظة لسيارات الليموزين والتي تصل إلى اكثر من اربعين ريالا كأجرة لكي تذهب وتعود إلى منزلك,, فلو وجدت مواصلات لكان في هذا تشجيع للمواطنين والوافدين على نزول الاسواق داخل المدينة والتي تفوق غيرها بوفرة السلع وتنوعها واعتدال الاسعار مع تميزها بالمواقف الفسيحة والخدمات اللازمة وكل ذلك بفضل الجهود التي تبذلها الهيئة العليا لتطوير مدينةالرياض ومازلنا ننتظر المزيد لتطوير قلب المدينة وربط السكان بمنجزاته كموقع يستحق ان يحظى بمزيد الاهتمام كأن تربط الاسواق التجارية المقامة حاليا غرب مقر الامارة بكباري مغطاة ومعززة بسلالم (سير) لنقل المتسوقين من الجهة الغربية إلى الشرق وبالعكس لطريق الملك فهد وان تساهم الشركات والمؤسسات الاهلية بافتتاح فروع لها ومعارض وسط العاصمة كوكالات السيارات وأجهزة الاتصالات والاجهزة الكهربائية وكذا إقامة مدن ترفيهية ونتطلع لان تفتح الغرفة التجارية فرعا لها وصالات عرض لبعض الصناعات الوطنية,, إن وجود هذه الانشطة من شأنه ان يفعِّل الاقبال على وسط المدينة وهو ما نطالب بتحقيقه لواجهة يعبق تاريخها بالمآثر والبطولات وشكرا.
عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب