كما كان متوقعا فشل اجتماع القمة الفلسطينية الاسرائيلية التي جمعت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل ايهودا باراك، في مدينة بيت حانون التي اقامت عندها اسرائيل معبرا أسموه أرينز ليفصل بين الاراضي الفلسطينية المحررة، والاراضي المحتلة.
وفشل القمة كان متوقعا، لأن الاسرائيليين ومنذ مجيء ايهودا باراك للسلطة انتهجوا سياسة تعطيل وتسويف الاجتماعات امعانا في المماطلة لتأخير تسليم الاستحقاقات الفلسطينية، وبما ان قمة بيت حانون التي افشلها الاسرائيليون كانت تهدف إلى معالجة تأخير تسليم الدفعة الجديدة من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحددة مسبقا ب6,1% والتي كان من المفترض ان يتم تسليمها في منتصف الشهر الميلادي الماضي، إلا ان الاسرائيليين وكعادتهم ماطلوا كثيرا، ولتسريع ذلك وبطلب من الرئيس ياسر عرفات، ضغط الرئيس الامريكي على الاسرائيليين وطلب من باراك الاجتماع بالرئيس الفلسطيني لتحريك هذا الموضوع، إلا ان باراك الذي يحاول الظهور بالمستجيب لدعوات السلام، وانه غير سلفه نتنياهو، مرناً يتجاوب مع مساعي السلام، قبل عقد قمة مع الرئيس الفلسطيني وهو مبيت النية على افشال الاجتماع، من خلال اصطحاب مستشاريه العسكريين خرائط انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي الفلسطينية، والتي خلت من المناطق التي تفاهم الفلسطينيون حولها مع الاسرائيليين والتي تعد امتداداً طبيعيا للارض الفلسطينية، وبالذات تلك التي تحيط بالقدس ورام الله والمدن الفلسطينية المحررة، وبدلا من ذلك قدم الاسرائيليون خرائط تستبعد مناطق فلسطينية مهمة كقرية أبو ديس وأراضي فلسطينية تربط المدن الفلسطينية المحررة بعضها ببعض، واستبعاد تلك المناطق يظهر النوايا الاسرائيلية السيئة الهادفة الى تقطيع الاراضي الفلسطينية ومنع التواصل بين المدن الفلسطينية وسكانها، وبدلا من ذلك العمل على تطويق تلك المدن بمستوطنات اسرائيلية ما انفكت سلطات الاحتلال تواصل اقامتها.
مثل هذه الاعمال الاسرائيلية والتي تتكرر في كل الاجتماعات سواء في لقاءات القمة التي تجمع الرئيس ياسر عرفات بمدعي السلام ايهودا باراك، او تلك الاجتماعات التي تجمع المفاوضين الفلسطينيين بنظرائهم الاسرائيليين لا تساعد على دفع مسيرة السلام، بل تزيد من تعقيدات المرحلة الراهنة التي تتطلب حزما من راعية السلام الولايات المتحدة الامريكية ومن الرئيس بيل كلنتون شخصيا خاصة بعد ان ظهرت المماطلات الاسرائيلية بوضوح لا يمكن التغطية عليها.
الجزيرة