بيننا كلمة موسم,,و سؤال د , ثريا العريّض |
خلال بضعة اسابيع اشرعنا عدة بوابات حملتنا الى زمن مميز بالاحتفالات, نأمل ان يستمر امتدادات سعادة واستقرار ورضا:
عام جديد دخلنا به قرنا جديدا في مسيرة الحضارات يحمل راية العولمة,, نأمل ان تكون لنا,, لا علينا.
وألفية جديدة في تاريخ الحضور البشري,, تحمل راية التقدم التقني,, نأمل أن تحملنا الى موقع الريادة والازدهار.
وموسم جديد أعلن لعالمنا الإسلامي احتفاءات عيد الفطر بعد إكمال موسم رمضان,, يحمل تشبثنا بثوابت العقيدة الراسخة، وإصرارنا على جوهريات انتمائنا.
وهاهي الرياض تختارها اليونسكو عاصمة للثقافة العربية لعام 2000,, يليق بها الموقع وتليق به, وإنها لقادرة أن تكون أم الثقافة وعروس المدن.
وهو موسم الربيع، والغيث الماطر عيد الطبيعة تنتشي به صحارانا وتشرئب الخزامى من سباتها لتضيء ابتساماتها وتعلن استيقاظ كائنات الحياة الكامنة وابتهاجها.
والربيع كما عودتنا ريادة الحرس الوطني وولاة الأمر، يحمل أهازيج الجنادرية وأعراسها تبتهج به البلاد معيّدة كل عام, فكل ربيع ونحن بازدهار وكل جنادرية ونحن باحتفال.
اليوم نحتفل بإشراع موسم الجنادرية الخامس عشر, ونتطلع أن نجمع المتعتين، متعة الحس إذ نستمتع ببهجة العروض الفنية والتراثية، والغنائية ولذة الفكر إذ نتابع الندوات والحوارات.
ونبقى، ونحن نحمل تراثنا تاجا متألقا نعزه ونحميه، وأصالتنا درعا يقينا من التشظي والتلاشي في الآخرين, نبقى متأهبين لتبادل العطاء الإيجابي والحوار البناء,, ونلتفت لنتأمل حوارنا مع شرق العالم ونشرع له مسارات حديثة ومثمرة، مثلما تأملنا في احتفاءات سابقة حوارنا مع الغرب وأشرعنا له عقولنا وعقولهم.
من عيد الى عيد,, ومن احتفال الى احتفال,.
أعياد كلها,, جعل الله كل أيامنا أعيادا.
***
أتمنى للجنادرية واحتفالاتنا الثقافية كل نجاح وتألق,, وأن يشرع موسمنا للعالم كله بعدا عن صدام الحضارات والثقافات، ويأتي لنا جميعا بإطلالة ذلك الرضا الروحي الذي مازال ذوو العقل منا يبحثون عن سر امتلاكه منذ مطلع الحضارات.
وأن يكون الحوار بيننا وأنفسنا وبيننا والآخرين شرقا وغربا، حوار بناء ونمو وانفتاح ريادة، مثلما كان في أيام الفتوحات والمد الحضاري الإسلامي,, لا حوار انغلاق وانكفاء وهدم وتشظي.
كل جنادرية ونحن في ربيع إزهار,, فن وفكر ونمو ثقافي وكل موسم ومدننا في ابتهاج يميزها عواصم دائمة للثقافة.
وكل عام ونحن في احتفال بناء ونماء.
وكل عام ونحن بخير فرديا وعربيا وإسلاميا وعالميا.
ويبقى سؤال حائر يراوح بين المثقفات والمسؤولين: لماذا، ووطننا كله أعياد تتنامى، تظل المرأة في فعاليات المشاركة والاحتفاء والابتهاج مختزلة الأفق؟ في هامش الموسم الحضاري، لا متنه؟ في أولويات الحوار الحضاري ألا يجب أن نبدأ بأنفسنا؟
|
|
|