في خطبة الحرم المكي أمس السديس: التعامل الحسن مع الناس دليل التزام وعلو مقام |
* مكة المكرمة أحمد الحربي
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس بتقوى الله عز وجل واتباع اوامره واجتناب نواهيه والاخلاص له في العبادة والاكثار من التوبة والاستغفار واتباع سنة المصطفى نبي الامة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
وتناول فضيلته في خطبة الجمعة امس حسن التعامل بين النساء مؤكدا ان التعامل الحسن مع الناس عنوان لتمسك المرء بعقيدته ودليل التزامه بمبادئه، فان من المسلمات ان لحسن الشمائل وكريم التعامل صلة وثيقة ورابطة لصيقة بعقيدة الامة وثوابتها.
واضاف ان الحكم على مقادير الرجال وسمو فضلهم وعلو كعبهم منزلة ومقاما ينصب على معالي اخلاقهم وكريم آدابهم وحسن تعاملهم مع غيرهم وفي مأثور الحكم الدين المعاملة.
وبيّن الشيخ السديس ان الانسان لا يستطيع ان يعيش بمفرده فهو بحاجة الى التعامل مع غيره بحكم المصالح المشتركة بين بني البشر, فان المسلم مطالب ان يكون تعامله مع الآخرين صورة مشرفة تعكس صدق انتمائه لدينه وحسن ولائه لعقيدته وقيمه الاسلامية.
واشار امام وخطيب المسجد الحرام الى انه اليوم في وقتنا الحاضر اصبحنا نشاهد ونرى صورا من التعامل الممقوت والممارسات الخاطئة مع الآخرين حتى وهنت صور التعامل الحسن بين كثير من الناس وباتت مهددة بالتردي والاضمحلال، وكل ذلك راجع الى ضعف ولاء كثير من الناس لدينهم وعدم تمسكهم بعقيدتهم وقيمهم الاسلامية التي حث عليها الشرع القويم.
واستعرض فضيلته ما يترتب على هذا التعامل السيىء الممقوت والممارسات الخاطئة بين الناس من فساد كبير وتردي الاخلاق والسلوكيات وتقطع الاواصر وزيادة التقاطع والجفاء وضعف الود والولاء وانتشر الحسد والبغضاء والشحناء والقطيعة.
ودعا الشيخ السديس في خطبته اهل الاصلاح لتوجيه جهودهم الى قضية التعامل بين الناس والعمل الجاد على علاجها العلاج الأمثل تأسيا بالمصطفى صلى الله عليه وسلم الذي بعث ليتمم مكارم الاخلاق.
واكد فضيلته ان الاسلام دعا الى حسن التعامل مع الناس اشعارا لهم بكرامتهم الانسانية التي كفلها الاسلام وحث على مخاطبة الناس بالحسنى (وقولوا للناس حسنى).
وبيّن فضيلته ان الانطلاقة الاولى في حسن التعامل مع الغير تكمن في حسن تعامل الانسان مع نفسه فمن قدر على ضبط نفسه وترويضها على فضائل الاعمال والآداب كان على معاملة غيره بالحسنى أقدر والى اسداء الخير للآخرين أجدر.
وأضاف امام وخطيب المسجد الحرام ان اولى من يجب على العبد ان يحسن معاملته ربّه ومولاه باداء حقه في العبادة واخلاص الدين له ومراقبته سبحانه والوقوف عند حدوده.
|
|
|