Saturday 5th February, 2000 G No. 9991جريدة الجزيرة السبت 29 ,شوال 1420 العدد 9991



مستعجل
كلهم يكرهون الأقشر
عبد الرحمن سعد السماري

** الناس,, يختلفون في حياتهم وخصالهم وسجاياهم وتعاملهم,, فهذا إنسان طيب لطيف وديع هادئ لبق بقولهم عنه,, فلان إنسان طيب أو محبوب ويقولون عنه,, ونعم ,, ومتى جاء ذكره,, أثنى عليه كل الحضور,.
** وهذا إنسان خشن نزق,, عصبي يبحث عن المعارك الكلامية والمشادات والخلافات,.
** لا يهنأ له بال حتى يدير معركة,, يثور لأتفه الأسباب,, ولا يحتفظ لأحد بود,, فهذا يقولون عنه,, فلان أقشر ومتى جاءت سيرته,, إما سكتوا,, وإما عبروا عن واقعه بكلام لا يعجبه بالطبع,.
** والإنسانالأقشر شخصية مكروهة,, لا يحبه أحد,, لا من جيرانه ولا من معارفه,, ولا من أقاربه,, ولا من جماعته ,.
** هو شخصية منبوذة,, فقد يكرهه حتى أولاده وزوجته,, لأنه إنسان سيئ الطباع,, يثور لأتفه الأسباب,, ومتى ثار عفس ما حوله ,, ولخبط الدنيا,, وجعل من حوله يكرهه,.
** فمتى كان جارك هذا الأقشر فعليك أن تعمل له ألف حساب في كل شيء,, لأنك قد تدخل معه في معركة شرسة لأي سبب تافه,, حتى ولو كان أمراً لايد لك فيه,, وليس لك فيه أي دخل,, بل ربما فهمك خطأ أو فسر موقفاً من المواقف عن طريق الخطأ,, فقد تفاجأ به أمامك يزبد ويرعد,, حتى أولاد هذا الأقشر,, مشهورون في الحارة بالقشر,, وبأنه لا أحد يحتك بهم أو يدخل معهم في أي صداقة أو شراكة أو معرفة,, ولا أحد يريد الاحتكاك بهم,.
** أما الجار,, فلا تسأل عن نوافذ بيته,, ولا عن زجاج سيارته,, ولا عن استيائه,, والويل له لو قال كلمة واحدة,.
** وكم من جار كان وراء رحيل جاره,, وكم من بيت انخفضت قيمته إلى النصف بسبب سوء الجار,.
** وكم من إنسان باع بيته بربع قيمته بسبب جار مؤذٍ,.
** وكم من بيت تُرك وهُجر,, ولم يقبل به أحد بسبب جار السوء.
** أما لو كان هذا الأقشر زميلاً لك في المكتب,, فإن المكتب يصبح بعبعاً مخيفاً مكروهاً,, لا ترتاح له ولا للذهاب له,, وتحسب ساعات الدوام,, ومتى دخل عليك هذا الاقشر او نظر إليك,, تلخبطت أوراقك,.
** تحاول قدر الامكان,, تحاشي الاحتكاك به,, او حتى مجرد الكلام معه,, ومتى خرجت ذلك اليوم دون حديث أو تداخل معه,, كان ذلك أسعد ايامك,.
** الموظفون كلهم في المكتب,, يكرهونه,, والمراجعون كلهم أو أغلبهم,, يحتكون به في معارك مختلفة الحجم,.
** أما لو كان هذا الأقشر يقود سيارته في الشارع واختلف معك لأبسط الامور,, فإنه يتحول إلى وحش ينزل من سيارته ليتصرف بما لا يجوز ولا يصح,, والمسألة كلها في غاية البساطة,, لكنه حوّلها إلى أمر جسيم وقضية القضايا,, بل قضية مصيرية,.
** هذا الأقشر,, يجني على نفسه ويخسر نفسه دون أن يدري,.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved