Saturday 5th February, 2000 G No. 9991جريدة الجزيرة السبت 29 ,شوال 1420 العدد 9991



في أمسية وفاء تتكرر كل عام ,,شخصية يحيى المعلمي محور النقاش في ندوة تكريمه
أبو داهش: أسرة آل المعلمي من الأسر العلمية المعروفة بالعلم والتدين
الدكتور الربيع يروي معاركه الصحفية واللواء عبدالقادر يستعرض تجربته العسكرية

* تغطية: تركي ابراهيم الماضي
يأتي المهرجان الوطني للتراث والثقاقة في دورته الحالية (الخامسة عشرة) ليواصل مسلسل تكريمه لرواد الثقافة والأدب في بلادنا، وبعد أن كرّم في دورات سابقة الأدباء حمد الجاسر ومحمد العقيلي وحسين عرب ومحمد حسن فقي، يأتي هذا العام ليكرم شخصية الأديب الفريق يحيى بن عبدالله المعلمي في أمسية وفاء تتكرر صورها في مواقع عدة من هذا الوطن المعطاء.
وقد خصصت ادارة المهرجان ندوة متكاملة استعرضت حياة المعلمي في كافة جوانبها، وقد ادار الندوة د, عبدالعزيز صقر الغامدي الذي قدم في البداية نبذة تعريفية بشخصية المعلمي كما قدم نبذة اخرى مختصرة عن المشاركين في الندوة.
تحدث د, عبدالله ابوداهش عن حياة يحيى المعلمي وعن نشأته فذكر انه التحق منذ صغره بالمدرسة الفيصلية بمجلة الشبيكة بمكة المكرمة وكان محل التقدير من اساتذته الذين جلب انتباههم سرعة حفظه وفهمه لما يلقى اليه من نصوص ودروس وبعد أن اجتاز المرحلة الابتدائية بتفوق انتقل الى المدرسة الثانوية الوحيدة في مكة المكرمة وهي مدرسة تحضير البعثات وكان في اثناء دراسته يطلب العلم في المسجد الحرام فدرس على يد الشيخ محمد المانع متن الألفية في النحو وكتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام في الحديث والفقه واستمع الى دروس في شرح صحيح البخاري ومسلم واستمع الى فضيلة الشيخ السيد علوي مالكي في دروسه التي يلقيها في المسجد الحرام، وجلس الى الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاء في مسجد ابن عباس بالطائف يستمع الى كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، وكان ميل المعلمي الى العلوم الدينية والعربية وهي التي تتركز عليها الدراسة في المعهد العلمي السعودي وهو مدرسة ثانوية تشغل جانبا من مبنى القلعة التي كانت فيها مدرسة تحضير البعثات وكانت ادارة المدرستين ادارة واحدة يرأسها المربي الفاضل السيد احمد العربي رحمه الله فكان المعلمي يجالس طلاب المعهد في الفسح، وفي أماكن تجمعهم في الحرم المكي الشريف ويتابع ما درسوه في المعهد ويستمع الى مناقشتهم العلمية والأدبية وكان طلاب المعهد بحكم ثقافتهم العربية قد قرأوا كثيرا من المؤلفات العربية الشهيرة وكانت هذه المناقشات تستهويه ويندمج فيها معهم بحكم ثقافته الدينية والأدبية وكان له منهم أصدقاء منهم معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر والشيخ عبدالعزيز الرفاعي وغيرهما من طلاب المعهد.
ملامح سيرة المعلمي
واختتم د, ابوداهش حديثه بالقول ان استعراض ملامح سيرة المعلمي تقودنا الى عدة أشياء ساهمت في بروز شخصية المعلمي وهي: ان المعلمي كان يحمل في داخله جذوة الأدب وذلك يعود الى سببين: الأول: استعداده الذاتي، والثاني: نسبة الى آل معلمي وهي من الأسر العلمية المعروفة في بلادنا.
وجوده في مكة ودراسته في الحرم.
مؤلفاته الكثيرة التي تجاوزت الاربعين مؤلفا منها:
مكارم الأخلاق في القرآن، الأمن في القرآن، ومفردات من القرآن، وآداب السلوك الاجتماعي في سورة الحجرات,, بالاضافة الى مؤلفاته الانجليزية وأعماله الأخرى المترجمة الى الانجليزية.

(معاركه الصحفية):
ثم بعد ذلك تحدث د, محمد الربيع فأكد على ان يحيى المعلمي هو علم من أعلام الأدب في بلادنا وقد استطاع أن يجمع بين القلم والسيف وبين حبه للعسكرية وهيامه بالأدب، وهو أحد المدافعين عن الأصالة وقد ذاد عن الفكر الإسلامي، ودافع عن اللغة العربية الفصحى، وكانت له اهتمامات جادة وبارزة.
في الدراسات القرآنية وقد خطط لمشروع الموسوعة القرآنية التي سوف تشتمل على جميع الكلمات التي وردت في القرآن الكريم مع ايضاح معانيها.
وتعرض د, الربيع الى معارك المعلمي الصحفية فاوضح ان المعلمي كان قارئا مدققا ناقدا حصيفا لكل ما يقرأ من نثر وشعر وطالما كتب مقالات فينتقد فيها بعض الافكار او القصائد المنشورة في الصحف وكان بعض من يعنيهم هذا النقد يكتبون دفاعا عن انفسهم فيقابل المعلمي ذلك بالترحاب، وقد استشهد د, الربيع بالمعركة الادبية الشهيرة التي دارت بين المعلمي وبين ابو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري حول قصيدة كتبها الاخير واعترض الاول على بعض الاخطاء العروضية في القصيدة وقد كانت هذه المعركة مثار حديث الصحافة المحلية التي تفاعلت معها وهو ما دفع المعلمي الى جمع كافة ما دار حول هذه المعركة الادبية في كتاب خاص.

(الجانب العسكري)
ثم بعد ذلك تحدث اللواء عبدالقادر كمال عن الجانب العسكري او الوظيفي في شخصية يحيى المعلمي فاوضح انه كان في اثناء عمله في الشرطة ينشر مقالات في جريدة البلاد ثم اخذ يصدر صفحة خاصة بالشرطة في جريدة حراء بعنوان ركن البوليس وفيها كلمة العدد من انشائه وكلمات باسماء بعض كبار رجال الشرطة من تحريره مع ترجمة تبرز اهم خصالهم واعمالهم.
وقد ابدى المعلمي اهتماما بالمرور واعد مشروعا لنظام جديد للمرور حاول ان يجمع فيه كل ما يطلبه المرور من قواعد واداب وما يحتاج اليه من رخص قيادة ورخص سيارات، وقد لمس مدير الامن العام الفريق احمد يغمور اهتمام المعلمي بالمرور فعينه
مديرا عاما للمرور بالاضافة الى عمله مديرا عاما لشرطة النجدة ومديرا للمكتب الثقافي الذي تحول الى ادارة العلاقات العامة عام 1384ه، وقد اختصر المعلمي كثيرا من الاجراءات التي كانت تعوق العمل واطلق مواعيد تجديد الرخص وكانت مفيدة بشهر رجب من كل عام .
كما عني بتطوير السجون عندما كان مديرا عاما لها فجعلها مؤسسة اصلاحية وانشأ بها مدارس لتحفيظ القرآن الكريم ومدارس اخرى لمحو الامية، وقد اعطى الحوافز للمساجين في تخفيف مدة سجنهم متى ما تعلموا وحفظوا القرآن الكريم.
كما انه اسهم بفكره وقلمه في بث الوعي المروري والامني لدى الناس وله في هذا المجال عدة كتب مختلفة منها:الأمن والمجتمع، والامن في المملكة، والامن والتخطيط، ومحاضرات في القيادة الامنية ، والشرطة في الاسلام.
اما الاستاذ علي ابو العلا فقد تعرض في حديثه لشخصية يحيى المعلمي وذكر انه جمع بين العسكرية والادب وهذه دلالة على ان التخصص غير ضروري في عالم الثقافة متى كان الفرد حريصا ومحبا للثقافة والعلم وهذا ما كان يميز المعلمي الذي كتب في مختلف الفنون الادبية عبر عدد كبير من المؤلفات التي جعلت من المعلمي شخصية علمية وادبية وعسكرية في نفس الوقت.
ثم بعد ذلك تحدث ابو العلا عن صداقته للمعلمي وروى للجمهور قصة اول لقاء تعارف بينهما وتعرض الى مواقف كثيرة من عمر الصداقة التي دامت بينهما الى وقتنا الحاضر.


رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved