لي صديقان عزيزان يبحثان عن عمل من مدة طويلة، فلم يتوفق احد منهما في الحصول على العمل الملائم, المشكلة ان احدهما يحمل شهادة جامعية في ادارة الاعمال وليس لديه الخبرة العملية المطلوبة من جميع الشركات، والأخر لم تتح له ظروفه العائلية في دخول المدرسة وبدأ حياته العملية منذ ان كان صغيراً وتنقل في عدة وظائف وكسب خبرة طويلة، الا انه لم يجد الوظيفة الملائمة المستقرة التي تحميه من البطالة والسبب انه لا يحمل شهادة جامعية,, فماذا يفعلان؟
ايهما اهم للشركات,, الشهادة الجامعية ام الخبرة العملية؟
حملت هذا السؤال الى اصحاب الشركات الكبيرة التي تبحث عن الصفتين في موظفيها,, الشهادة والخبرة مع بعض,, وتحدثنا عن ايجابيات وسلبيات كل واحدة منهما اذا لم تجتمع مع الثانية,, وتحدثنا اولاً عن الخبرة العلمية التي تفضل احد مدراء الشركات قائلاً: الخبرة العملية في مجال معي توازي في اهميتها تلك التي للشهادات الجامعية ان لم تفقها صحيح انه في الوظائف الاستشارية يرغب صاحب العمل بتشغيل الأفضل من الخريجين الشباب الا ان الخبرة العملية اكثر جاذبية في باقي المجالات لانها تمنح مهارات عملية لا تمنحها الجامعة او الكلية، ولذلك يمكننا القول اليوم ان قيمة الخبرة والتجربة في العمل باتت اعلى واشد اهمية من قيمة او اهمية الشهادة الجامعية الأولى البكالوريوس .
فسألته: هل هذا يعني انك توظف الانسان صاحب الخبرة على صاحب الشهادة؟
فقال لي: بالطبع لا,, ولكني ايضاً لن اوظف صاحب الشهادة اذا لم تكن عنده خبره.
فقلت له: ولكن,,, حينما نقرأ في الصحف عن الوظائف الشاغرة نجد ان التركيز اولاً على الشهادة,, وثانياً على الخبرة.
فرد علي قائلاً: المرتبة التي كانت تعتليها الشهادة في الماضي (منذ جيل وأكثر) هبطت وذلك بسبب زيادة عدد الجامعات بشكل كبير وتنوع الدراسات والشهادات وبالتالي رواج الشهادات وانعدام تميزها,, وكثرة الخريجين فانتقل التميز الى اولي التجارب في حقل الاعمال الاقتصادية والتجارية بغض النظر عما اذا كانوا يحملون شهادة ام لا فالخبرة الطويلة في مجال ما تعطي ما يغني عن الجامعة.
اذاً انت مع الخبرة,, وليس الشهادة,, سألت المدير؟
فقال:انا مع الخبرة والشهادة مع بعض,, ولكن لو كنت محتاجاً الى موظف وتقدم الي اثنان,, صاحب الخبرة وصاحب الشهادة,, فسأختار صاحب الخبرة.
والتفتّ الى المدراء واصحاب الشركات الآخرين اسألهم عن توظيف صاحب الشهادة دون خبرة,.
فقال مدير احدى الشركات: تقريباً اكثر الموظفين لدينا هم من حملة الشهادات,, وتم توظيفهم بعد تخرجهم مباشرة,, والسبب هو ان مع تقدم العلم والصناعة زادت أهمية الشهادة الجامعية وارتفع الطلب عليها, والسبب في ذلك هو الازدياد الكبير في المعلومات والعلوم المطلوب الالمام بها والتي وحدها ترغب مدير الشركة في توظيف حامليها,فمثلا انا متعلم واحمل شهادة عليا في الاقتصاد واريد ان يعمل معي ذو علم ومعرفة ليستطيع مواكبة عصرنا السريع والدائم التطور, كما اريده ملماً وخبيراً بالاقتصاد وخفاياه ليكون عوناً في في تجنب الكوارث قبل حصولها او الخروج منها بسرعة في حال وقوعها.
فقلت له: ياسعادة الدكتور، لو تقدم لك انسان يحمل شهادة دون خبرة,, فهل توظفه؟
قال المدير الدكتور: اوظفه بشرط؟
قلت له: اشرط ونحن نلبي.
قال الدكتور: ان يبدأ العمل من الصفر,, اي من البداية حتى يكسب الخبرة والمعرفة ويكون قابلاً للتدرج في العمل, فقلت له: اطمئن يادكتور,, سيبدأ من تحت الصفر,, ان شاء الله,, وسألت مدير الخبرة,, نفس السؤال,, فاجابني بالموافقة بشرط ان يكمل دراسته بعد العمل,, ووافقت,,.
الآن: ايهما اهم,, الشهادة,, ام الخبرة في العمل؟
|