Saturday 5th February, 2000 G No. 9991جريدة الجزيرة السبت 29 ,شوال 1420 العدد 9991



آفاق وأنفاق
(القِدر) ما يركب إلا على ثلاثة
د, محمد العيد الخطراوي

هذا مثل شعبي يضرب في كل أمر يحتاج إلى تعاون وتكاتف، وإلى أن يشترك فيه أفراد عدة أوجهات متعددة، بحيث نكاد نحس فيه أن عدد ثلاثة قد فقد دلالته المباشرة ليصبح دالا على مجرد التعدد، وخلاف الأحَدية، وهذا المثل كغيره من الأمثال بالإضافة إلى دلالته الاجتماعية والنفسية والفكرية يحمل سمته العامية، حيث أنث العدد، وحقه عربية التذكير لأن المعدود مؤنث، وهو (أحجار أو أثفيات ونحو ذلك)، كما لجأ إلى تسكين أواخر الكلمات، وهذا بلاشك منتهى الإحكام في الصياغة والتشكيل، وقد لحظت من خلال الدرس والبحث والقراءة والمعايشة أن كثيرا من الأمور والحقائق والقضايا تقوم على ثلاثة أركان، أو تتجلى في ثلاثة مستويات، أو يمكن تجزئتها إلى ثلاثة أجزاء، لكل جزء منها وظيفة معينة، فهجس في نفسي أن لهذا الإثلاث أو التثليث شأنا في حياة الناس، فربما كان مجالا للتركين والتقوية والتمتين، وربما كان طريقا للبيان والتفصيل والتفريد، وربما كان وسيلة للإضافة والتكميل والتتميم، ثم هو ربما في جميع ذلك يشير إلى أن القوة الحقيقية إنما تتمثل في الأحَدية التي لاتتركب ولاتتجزأ ولاتحتاج إلى تكميل، تلك الأحَدية التي يختص بها خالق الإثنينيات والثلاثيات والرباعيات إلى آخر ما في الكون من أعداد وحروف، وإلى ما في آخر هذا الكون من صول وطول وإلى ما في آخره من أجزاء وجزئيات، إنه سبحانه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
غير أني حسبت أن في تتبع هذه الثلاثيات على لوحة الكون والحياة ، واستقرائها من ملفات الفكر والعلم، والوجود، واستخلاصها من القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقتناصها من أشعار العرب وأنثارهم ومما يتيسر من أقوال المشاهير، ومما عند الاقوام الآخرين: سوف يفتح أمامنا فضاءات واسعة للتفكير واستعمال العقل، وييسر لنا الحصول على موارد عديدة للمعرفة ويضع أيدينا على بعض منابعها الغنية الثرة، فإن من حقنا أن نحتال لامتلاك وسائل للتحصيل المعرفي، مهما كانت وأنى كانت ! وأن نرى لأنفسنا مايفتح لنا أبواب المعرفة، ويساعد في حصولنا على الثقافة في عصر لامكان فيه للجهل والأمية الحرفية والفكرية ولافيه مجال للتخلف والمتخلفين.
ولتحقيق هذا الغرض سوف نسلك طريق التلخيص والاختصار، ونترك البسط والاستقصاء للقارىء الكريم، فليتفاعل مع الفكرة إذا اقتنع بها، ومن ثم يواصل البحث فيها، ويتعمق أصولها وفروعها، ويخرج علينا بما ينفع ويغني ويفيد,>لا وقت للصمت

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

الجنادرية 15

أيام في أرض دولة فلسطين المحررة

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved