كل سبت الفشل الكلوي بين الأسباب والوقاية عبدالله الصالح الرشيد |
في الاشهر الاخيرة الماضية بدأنا نقرأ ونسمع وعلى التوالي عن اخبار مذهلة واحصائيات عالية عن الفشل الكلوي في بلادنا الى درجة تفوق التصور وتبعث الحيرة وتدعو للتساؤل، بخلاف ما كان عليه الوضع في السنوات الماضية حيث كنا لا نسمع الا عن حالات محدودة في المدينة الواحدة، اما هذه الايام فنكاد ان نعتقد بأن كل اسرة كبيرة يعاني فرد منها على الاقل من الفشل الكلوي وبالتالي اصبح عدد المصابين بالرياض او جدة مثلاً في تنافس شديد خانق مع عدد اجهزة الغسيل الديلزة الموجودة في المستشفيات الكبيرة,, ولقد ادركت حكومتنا الرشيدة الحاجة الماسة والملحة لهذه الاجهزة فاعطتها الاهتمام المطلوب ووفرت العدد الكافي منها وعممتها على مستشفيات المملكة وان كنا نطمع بالمزيد للتخفيف من معاناة الازدحام وتحقيق الهدف المريح منها,, ومصدر حيرتي وتساؤلي في هذا المقام هو الرغبة في الوقوف على اسباب ومسببات انتشار هذا المرض البغيض المزمن وهل هناك يا ترى طرق للحيلولة دون حدوثه او الحد من استفحاله بهذه السرعة الفائقة؟ وحتى نضع حداً للتخرصات والتأويلات عن اسباب كثرته بين المواطنين، واذا كانت هناك طرق واحتياطات وتحصينات للحد او الوقاية من حدوثه فهلا سارعت وسائل الاعلام والتوعية الصحية بتبيانها للمواطنين بالوسائل المقروءة او المسموعة او المرئية او عن طريق المدارس بكتيبات توزع مجاناً,, ان اسباب الفشل الكلوي ومن خلال قراءاتي واهتمامي بكل ما ينشر عنه وما اسمعه من افواه الاطباء احياناً ومن بعض المرضى انفسهم تعود خلاصة الاسباب وان كانت غير قاطعة الى الامور التالية:
1 التساهل وعدم الاهتمام بالحمية المطلوبة من قبل المصابين بمرض السكر او الضغط من كبار السن مما يؤدي بالتالي الى الفشل الكلوي.
2 من الاسباب اعتياد بعض الناس على الافراط بأكل الاغذية المعلبة المستوردة بصفة يومية والتي تم اضافة مواد كيماوية تحميها من التعفن فهذه المواد احياناً توضع بطريقة غير دقيقة كما ان هذه المعلبات تكون عرضة للتسمم وتجتاز مدتها التواريخ المحددة لصلاحيتها وكم من ملايين العلب تفتح يومياً وما مقدار الدقة في فحصها واجازتها وفائدتها.
3 قرأت في احدى الصحف العربية الواسعة الانتشار ان الفشل الكلوي يأتي عن طريق الخضروات التي تخصب تربتها بسماد اليوريا نظراً لاستخدام مادة البايوريت في تركيبه فياحبذا لو اعطت مراكز الابحاث الطبية والزراعية في بلادنا رأيها القاطع حول الموضوع.
4 من اسباب الفشل الكلوي كما اتصور وكما اقرأ احياناً تعود بعض الناس على الادوية المسكنة مثل النوفالجين والاسبرين وامثالها وكذلك المضادات الحيوية المتنوعة التي اعتادت المستوصفات الاهلية وانصاف الاطباء صرفها جزافاً بسبب او بدون سبب, بلا حسيب ولا رقيب.
5 قرأنا وسمعنا ان مادة الرصاص الموجودة بكثافة في مادة البنزين لها تأثير على اعضاء الجسم والقلب والرئة وغيرها ونشاهد يومياً مخلفاتها الضارة الخانقة التي تنفثها عوادم السيارات ويستنشقها الانسان على مدار اليوم,.
ونتطلع الى اليوم الذي يتم فيه ابعاد مادة الرصاص من البنزين.
6 هناك اسباب اخرى منها تسمم الاطعمة والمأكولات التي اعتاد بعض الناس على شرائها من المطاعم بسبب العجز والترف والتقليد كما ان بعض المشروبات الغازية والسوائل المعلبة الملونة والتي لا نجزم بدقة نظافتها لها تأثير في تعطيل الكلى عن اداء وظائفها ويبقى الرأي الفاصل والقاطع حول ذلك للاطباء المختصين ومراكز الابحاث المتخصصة وهي تحتضن صفوة مختارة وقادرة من الاطباء البارزين في هذا المجال وغيره واهم من ذلك كله اظهار النتائج واعلانها للناس اولاً بأول عن طريق الندوات المفتوحة بالاذاعة والتلفزيون وعن طريق الصحافة والنشرات مدعمة بوسائل الايضاح والوقاية وذلك لازالة اللبس والغموض عن اسباب الفشل الكلوي وانتشار بهذه السرعة والكثافة في السنوات الاخيرة حمانا الله واياكم من كل مكروه.
انني اكتب هذا الموضوع بدافع الوطنية والغيرة الصادقة وانا ارى معاناة المئات من اعز الناس الينا آباء واخوة واخوات واصدقاء وجيرانا تربطنا بهم وشائج المحبة واواصر الدين الحنيف هؤلاء الذين يعانون مرارة الانتظار لمن يتبرع لهم بكلية لتنقذهم بارادة الله من ويلات الغسيل شبه اليومي وبعضهم على حافة الخطر حيث الغسيل لا يجدي ان هؤلاء امانة في اعناقنا جميعاً ومن الهوان ان نتركهم على حافة الموت ونحن نستطيع انقاذهم ليشاركونا حلاوة الحياة,,ولو برز نفر واحد من كل اسرة كبيرة وتبرع محتسباً لمريض من عائلته لتلاشت تماما حالات الانتظار ولربما استغنينا عن مئات الاجهزة ولعادت الابتسامة والسعادة من جديد لمئات من الاسر الكريمة التي ترى عائلها الوحيد وقد فقد مصدر رزقه ووظيفته واصبح وقته من الفراش والمنزل الى اجهزة الغسيل الديلزه كما اننا نناشد ابناء مجتمعنا المسلم المثالي بث النخوة والاحتساب لدى من يتوفى لهم احد دماغياً التبرع بجميع اعضائه الاخرى مثل القلب والكبد والرئة والقرنية لينقذ بمشيئة الله اناساً في امس الحاجة اليها، اننا امة قدوة للانسانية كلها لان ديننا الحنيف دين الخير والعطاء والرحمة فهلا سارعنا بأريحية واحتساب للتبرع في هذا المجال الانساني العظيم,.
هذا ما نرجوه ونتطلع اليه والله لا يضيع اجر من احسن عملا.
|
|
|