هو نوع من مخلوقات الله لكن تأثيره فيمن حوله يفوق تأثير جيش من الذين لا مبدأ لهم, له من اسمه أعظم النصيب,, تجده في كثير من المجتمعات,, وفي البيوت,, وفي المنتديات,, تجده بين الكتاب في الصحف وبين الأدباء,, لانه يحشر نفسه بينهم وهو ليس منهم,, كلامه غير مرتب,, أفكار متضاربة,, عندما يريد الهمس في أذنيك,, يكاد يدخل شفتيه فيهما,, وقد تصرعك ريحته,, خاصة إذا كانت معدته لها أريج غير زكي,, متسلط إن تكلم,, كائد إن بيت فعلة,, يسمونه عند الحاضرة بصعفق أما البادية,, فيسمونه الممرور ,, لو حاولت تركيده رجَّك,, أو تقويمه شجك,, ولو حملت بعينك لتأديبه,, بجك بعينيه البلهاوتين,, هكذا هو,, ولله في خلقه شؤون.
وفي كثير من البيئات أناس لا ترتاح لهم القلوب,, ولا تفهم تصرفاتهم العقول يفرضون انفسهم فرضاً,, ويملأون في كل قطر ارضا,, حتى وهم نائمون تأتيهم عوالم يسيئون إليها وهي آمنة,, لكنه التأثير القوي الذي لا يحده حياء ولا يقلل من عنفوانه دعاء,, والصعفقيون,, أنواع,, فمنهم من لا يقاوم شره,, ومنهم من يتلذذ بأفعاله البعض لكونها أفعالا تثير الضحك وتذهب آلام النفس وهم يدخلون في باب المرحين,, ومنهم من لا يعرف الابتسامة,, بقدر ما يسبب السآمة,, ومنهم من هو في المجلس أثقل من طبقة الرحا,, وقد يوجد بين المعلمين,, فلا يخرج الطلبة من درسه بفائدة وقد يكون بين الساسة,, فيهدم ما بناه العقلاء منهم,, وكم جر هؤلاء على بلدانهم ويلات الحروب,, وسقوا مواطنيهم مرارة الهزائم والدمار وقد يكون صعفق هذا,, بين النساء,, فتخسر الرجل الكريم بسبب الحماقة,, واللجاجة,, وسوء التصرف,, وقد يكون في هذا الباب من الرجال فيخسر الزوجة الصالحة المستقيمة الكريمة,, بسبب التسلط وفرض الرأي الأعوج,, وبسبب البخل أيضا فتش عن نفسك .
هو في هذه الزاوية نموذج لما يعانيه الناس,, من لجاجة في النقاش وكيد في التصرف,, حماقة في حل المشاكل,, وما كتبت هذا عنه إلا لأني قد جربت امثاله,, وصليت بناره,, وتخلصت منه بعد عناء,, وحتى أكون صادقا,.
فإني لم اقصد أحداً بعينه,, فإن الشك قد يسيطر على عقول بعض القراء,, وقد يتلذذ بعضهم بالتحليل الكاذب,,
فيدخل في دائرة الصعفقين,, فاحذر قارئي العزيز,, أن تكون هذا,.
|