الحمد لله القائل في كتابه الكريم (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) والصلاة والسلام على رسوله النبي المصطفى الامين القائل (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه) وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد:
فقد منّ الله علينا بحكومة راشدة اتخذت من كتاب الله المطهر ومن سنة نبيه المصطفى دستورا لها ومنهاج حياة تحكّمه في جميع شؤونها، وجعلت نصب عينيها خدمتهما ورعايتهما في كل مجال وحين، ولا غرو في ذلك، فبلادنا ولله الحمد ارض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة ومهوى افئدة المسلمين تتجه اليها قلوبهم وانظارهم في اليوم والليلة خمس مرات.
لذلك فقد أولت حكومتنا الرشيدة جل عنايتها لخدمة القرآن الكريم والسنة المطهرة والاهتمام بطباعتهما وتوزيعهما الى انحاء العالم الاسلامي ورعاية حفظة القرآن الكريم، ولقد تعددت مناحي ومشارب هذه العناية على النحو التالي:
1 انشاء مدارس لتحفيظ القرآن الكريم في كافة مناطق المملكة من المراحل الابتدائية حتى الثانوية العامة.
2 انشاء جمعيات لتحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات في مختلف المناطق.
3 تخصيص جوائز توزع على المتفوقين في حفظ وتجويد القرآن الكريم.
4 تنظيم اقامة المسابقات والمؤتمرات الدولية الخاصة بحفظ القرآن الكريم.
كما توّجت هذه العناية بتفضّل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بانشاء مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة لطباعة القرآن الكريم والسنة المطهرة بجميع اللغات وتسجيله على اشرطة الكاسيت بصوت اشهر المقرئين في العالم الاسلامي, وسار على هذا النهج اصحاب السمو الملكي امراء المناطق فخصصوا جوائز سنوية توزع على المتفوقين والنابغين في حفظ القرآن الكريم وتجويده لكي ترغّب وتحث الناشئة علىالعناية بكتاب الله الكريم.
فها هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض حفظه الله قد وضع نصب عينيه خدمة كتاب الله الكريم والعناية بتعليمه وتعهد المهتمين به بالرعاية والدعم المادي والمعنوي وفرض الجوائز العينية والنقدية للنابغين في هذا المجال وبذل الكثير من جهده وصحته وماله حتى غدت هذه المناسبة من اعظم المناسبات التي يرعاها حفظه الله شخصيا الى جانب دعمها المادي والمعنوي يحضرها كبار العلماء والمسؤولين والمثقفين من انحاء بلادنا الغالية التي هي بلاد الاسلام ومهبط الوحي, كما يدعى لها بعض المهتمين والمسئولين في العالم الإسلامي حتى اثمرت واينعت وآتت أكلها بما حققته من جذب وحفز عدد كبير من الشباب والشواب في مختلف الاعمار لحفظ كتاب الله الكريم كاملا او اجزاء منه حسب الشرائح المقررة، فها نحن اليوم نبتهج ونسعد بحلول مناسبة عظيمة وغالية لايرجو سموه الكريم من ورائها الا وجه الله تعالى ولا يرغب في الحديث عنها وهي المسابقة المحلية التي ستنظمها مشكورة وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد على جائزة سموه الكريم لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات من 614/11/1420ه تحت رعايته حفظه الله ورعاه الا ان هذه المناسبة الجليلة قد حفزتني للاشارة اليها واشاعتها والحث على الاقتداء بعمل سموه، اذ ان العناية بالقرآن الكريم من أفضل القربات الى الله تعالى ومن اهم العبادات وأنفعها للعباد والبلاد لقوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) وقوله سبحانه (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه) وقوله عليه الصلاة والسلام: (اقرأوا القرآن فانه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة) الى غير ذلك من الآيات والاحاديث الكثيرة، وان هذا العمل الجليل يأتي امتدادا لاعمال سموه الكثيرة في مجال البر والخير التي يصعب حصرها وانما نذكر منها على سبيل المثال ما يلي:
1 رعاية سموه الكريم لجمعيات البر الخيرية البالغة ثماني وثلاثين جمعية في منطقة الرياض.
2 ترؤسه شخصيا لجان انقاذ المنكوبين في العالم الاسلامي، في فلسطين، وكوسوفا والشيشان وغيرها.
3 تبنيه ودعمه لمشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج.
4 دعمه ورعايته مشروع سمو الامير سلمان للاسكان الخيري والجمعية الخيرية لرعاية الايتام وغيرها, ولا يسعنى في الختام الا ان أبتهل الى العلي القدير ان يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يديم عليها نعمة الاسلام والامن والامان لتظل واحة وارفة يتفيأ ظلالها الجميع، وأن يمن على حكومتنا الرشيدة بالتوفيق والسداد لخدمة شعبها وأمتها العربية والاسلامية كما اسأله تعالى ان يضاعف لأميرنا المحبوب الامير سلمان بن عبدالعزيز الاجر والمثوبة، وان يخلف عليه ما انفق بأحسن الخلف وأن يبارك له في ماله وولده وأن يمنحه الصحة والتوفيق لتبني ورعاية المشاريع الخيرية انه سميع مجيب.