الحمد لله الذي هدانا للايمان، وشرفنا بالسنة والقرآن، والصلاة والسلام على من انزل عليه الفرقان، هدى للناس وشفاء للصدور والأبدان,, اما بعد:
قال تعالى:إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً الاسراء/9 ، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:ان الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين صحيح مسلم .
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وابقاه تنظم وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد مسابقة محلية لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات خلال الفترة من 614/11/1420ه، يكللها الامير سلمان بجائزة سنية عظيمة، وتعد اقامة هذه المسابقة من المناسبات العزيزة السامية التي تأتي انسجاماً مع ما دأب عليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه وولي عهده الامين، وسمو النائب الثاني الذين قدموا ومازالوا الكثير لابناء هذا الوطن، ولابناء الامة الاسلامية على الصعيدين الداخلي والخارجي ايماناً وحرصاً منهم على غرس مبادىء الاسلام الحنيف وتعاليمه لدى ابناء المسلمين كافة، وابناء المملكة خاصة، في هذه البلاد والتي تعيش بكتاب الله وله، فتحقق مسيرة التوحيد والبناء والتطور والرخاء.
وتأتي مساهمة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بجائزته السخية اضاءة جديدة ولبنة اخرى من لبنات البناء الخير المعطاء التي قدمها، ويقدمها سموه غرساً لروح العقيدة السمحة لدى ابناء هذا الوطن الكبير من خلال حثهم وتشجعيهم على حفظ كتاب الله، وتدبر معانيه، وفهمه، وتعلمه تمثلاً لقوله صلى الله عليه وسلم :خيركم من تعلم القرآن وعلمه رواه البخاري ، فمثل هذه الجائزة العظيمة تشحذ همم الشباب بنين وبنات لتكريس اوقاتهم فيما هو خير وأبقى.
فحفظ القرآن الكريم وتلاوته هما السبيل الموصلة الى الحياة الفضلى والدرجات العلا عن عبدالله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فان منزلتك عند آخر آية تقرؤها رواه الترمذي وابو داود .
ان مثل هذه المسابقات والجوائز التي حرص الامير سلمان على تخصيصها ودعمها دوماً تبني ناشئة هذا الوطن وشبابه بنية صالحة، يعتز بها وطننا وعالمنا الاسلامي على وجه العموم، فهؤلاء الابناء هم شباب المستقبل الذين سيقع علىكاهلهم تحمل المسؤوليات الجسام لتحقيق اهداف الدين الاسلامي النبيلة بصفته ديناً عالمياً ويفخر به جميع المسلمين في كافة بقاع البلاد في مشارق الارض ومغاربها، وهكذا فان اهتمام صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بهذه الكوكبة ما هو الا ادراك يقيني لدور الشباب المسلم في نشر دينهم بتعاليمه السمحة، وهو نابع من حس غيور على مصلحة المسلمين والاسلام مما يعطي مدلولاً راسخاً بأن رسالة الاسلام خالدة، وان حملتها مستعدون للمؤازرة والدعم ونشر ديننا العظيم.
ان جائزة سموه الكريم التي خصصها لمسابقة حفظ القرآن الكريم ماهي الا خطوة ضمن منظومة الخطى المتواصلة التي خطاها، ويخطوها سموه الكريم في اعمال الخير والبر والتقوى فسموه دائم الرعاية للمؤسسات الخيرية، فهو صاحب التبرعات السخية والصدقات الجارية الحاث دوماً على فعل الخير والانفاق في اوجهه المختلفة قال تعالى:فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله النساء/173 .
فنسأل الله ان ينفع بهذا العمل القدر الاعظم من الناشئة والشباب الذين ينكبون على كتاب الله حفظاً وتلاوة، وتكون لهم عوناً على طاعة الله، والفوز برضوانه ومغفرته، ولغيرهم نبراساً شامخاً مضيئاً في العطاء والبذل.